جدة.. جد ام هزل؟

63

بقلم: الطيب المكابرابي
ابتداءا وحتى لا يطيل احد عنقه أو يهز راسه متعجبا نؤكد اننا من دعاة ايقاف الحرب وعاجلا ولكن بشروط من ذاقوا ويلات الغدر وخرجوا من بيوتهم حفاة عراة معدمين بعضهم اصبح يمد يده للناس سائلا بعد ان كان ميسورا منفقا وكل من ذاق الذل والهوان بعد عزة بسبب هذه الحرب.

بدا البعض يحدثنا عن عودة الحكومة ومليشيا التمرد الى طاولة التفاوض بجدة يوم الخميس.. ونسب البعض اخبارا لمواقع اخبارية تقول بذات الاقوال بل وزاد بعضهم ان احد طرفي الرعاية حاول ترقيع شكله بتبديل هذا بذاك وكلنا يعلم ان الكل يعمل لهدف واحد هو ايقاف الحرب وكفى مثلما كانت الشعارات يوما تسقط بس وكفى.
نعيد ما قلناه هنا سابقا ونجدد التساؤل وننتظر الاجابات..
مع من يتم التفاوض وقد صدرت قرارات بتجريم المليشيا وحلها نهائيا فاصبحت في حكم العدم قانونا..

ان كانت الحكومة تعترف باهمية وضرورة التفاوض مع هذا الجسم فلتصدر قرارا يلغي قرارها السابق وتعيد شرعية هذا الجسم وليكن المبرر هو السعي لايقاف الحرب..
كيف تتفاوض الحكومة مجددا مع طرف تم تجريبه حين لم يلتزم بالوفاء بشروط الاتفاق والتفاوض الاول وكل شروط تمت ووضعت لاقرار الهدن السابقة؟

بإسم من ستتفاوض الحكومة وأي اتفاق ستبرمه وهي تعلم من المتضرر حقيقة من هذه الحرب ومن الذي تاذى بها وتعلم تماما ان التمرد استهدفه في كل شئ ولازال.. ولم ولن تتحقق من مطالبه من خلال هذا التفاوض الذي يسعى لانقاذ ماتبقى من المليشيات..
بعض الساسة يسعى لحشر نفسه أو اشباهه في هذه اللمة والانحشار في الوسط لا لشئ إلا لاعادتنا مرة اخرى حيث كانت اسباب الصراع واعادة تشغيل اسطوانة الاطاري..
منبر جدة كما قلنا في وقت سابق ونجدد القول لم بعد صالحا للتفاوض بين الحكومة ومليشيا الدعم السريع التي صمتت مدافعها بل وصمتت كثير من الحناجر والافواه ولم يبق لها إلا الفرفرة الأخيرة مثل كل مذبوح..

لم يعد المنبر صالحا للتفاوض بين هذه الحكومة والتمرد لان الكل يعلم ان التمرد غادر وإن من يسعون لايقاف الحرب يخدمونه وإن غيروا بعض الجلود..
منبر جدة ليس لايقاف الحرب ان كان لابد منه ومن خلاله ان تتحقق مطالب المكتوين بالنار.. هو منبر يصلح لاحقا لتصالح سوداني وبعد ان تضع الحرب اوزارها بانتصار باهر يحققه الجيش وقد أصبح اكثر من قريب..

منبر جدة من بعد ذاك يمكن ان يعول عليه اساسا لحلحة كل الخلافات السودانية السودانية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وهو كذلك يصلح لان يكون مفتاحا لبناء سودان مابعد الحرب اعمارا وتطويرا وحكما راشدا لا يغلق باب الوصول إليه إلا في وجه اجنبي اوخائن ومزدوج الولاء أو سارق وغير شريف.
وكان الله في عون الجميع

Comments are closed.