الزين صالح يكتب: قرار من.. الأفغان في السودان

103

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

نقلت أخبار الصحف الآتي: “أكد وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين أن المجلس السيادي وافق مبدئياً على استضافة مجموعة محدودة من الجنسيات الأفغانية لفترة معلومة.

وقال ياسين عقب جلسة طارئة للمجلس السيادي استعرض فيها كافة الجوانب المتعلقة باستضافة المواطنين الأفغان، إن المجلس سيخضع الأمر لمزيد من الترتيبات والإجراءات التي تحفظ الحقوق”.

أن الدول التي لها سياسة الهجرة واستقبال مهاجرين من دول العالم، أو حتى استقبال اللاجئين الذين تعرضوا إلي أضطهاد في بلادهم أو انتهاكات للحقوق، هي دول تتبع قوانينها الداخلية، و تحترمها.

وتخضع تطبيق القوانين للمؤسسات المعنية بالأمر، وهي ترصد ميزانية للهجرة دون أن تؤثر علي حياة مواطنيها، وهي تستطيع أن توفر للمهاجرين حياة كريمة، وتقديم كل المساعدات لتأهيلهم حتى ينخرطوا في الحياة العامة للدولة.

وتبقى الأسئلة: من هي الجهة التي طلبت أن يفتح السودان أبوابه للأفغان؟ هي مبادرة من حكومة السودان؟ وهل الحكومة لها قوانين لقبول الهجرة؟.

وأيضا هل لها ميزانية كافية تواجه بها هذا القرار؟ أم هو قرار جاء من خارج السودان ورضخت له الحكومة السودانية وليس لها خيار في الرفض؟.

كان المفروض ان يوضح وزير الداخلية للشعب السوداني الحقائق كاملة، فحديثه عن استقبال الأفغان يؤكد أن السلطة الحاكمة قد وافقت علي قبول هجرة الأفغان إلي السودان وغير معروف عددهم.

ولم يوضح من هي الجهة التي سوف تتكفل بكل مصاريف الهجرة والإقامة، أن تقديم جزء من الحقيقية يؤكد تماما أننا مازلنا في حكم شمولي هناك جهة توافق على إجراءات دون علم هذا الشعب.

وكان على السلطة قبل استقبال هؤلاء الأفغان أن تصدر قانون يتعلق بالهجرة و تؤسس مؤسسة لتقديم الخدمات المتعلقة بقضية الهجرة.

المتابع لقضية خلق السياسات في السودان، والمسرح السياسي يتبين له أن قرار استضافة الأفغان ليس قرارا سودانيا، أنما هو قراراً خارجيا تم إملاءه علي سلطة الفترة الانتقالية.

وهي استجابت للقرار في اعتقادها أن رفضه ربما يجعل هؤلاء يوقفوا دعمهم للحكومة، وهذا يؤكد أن السيادة السودانية حقيقة على أرض مهزوزة. وحتى إذا كان قرارا داخليا يكون دون دراسة وتمحيص.

فالقرارات يجب أن تكون مدروسة ومحكمة، هي لا تدخل الدولة في التزامات دولية هي غير قادرة عليها.

فالدولة الآن فشلت أن تقدم خدمات جيدة وحياة كريمة لشعبها، فكيف تستطيع أن تقدم لهؤلاء الأفغان خدمات تليق بدواعي الاستضافة، نسأل الله حسن البصيرة.

Comments are closed.