حروف في دفتر عزاء رحيل (الفوال)
من جهة اخرى (عبود عبد الرحيم )
ربنا يتقبل زميلنا محمد الطاهر الزين الفوال ويجعله من الذين تغشاهم رحمة الله ومغفرته وان يبدل سيئاته حسنات بما صبر على المرض.
ترافقنا معا زملاء في صحيفة الدار وفي صحيفة اخبار اليوم منذ تاسيسها، منتصف التسعينات، وقد كنت ضمن طاقم السكرتارية قريبا من استاذنا عاصم البلال سكرتير التحرير في ذلك الوقت، كان الفوال يدخل على المكتب حاملا مادة صحفية من ورقة واحدة او ورقتين على الاكتر،، يستلمها استاذي عاصم ويدفع بها الى لمتابعة نشرها، كانت المواد في غالبها “ثقافية” مكتوبة بلغة رفيعة وخط جميل، كان يهتم بتجويد مايقدمه، مع مرور الزمن اصبحت اعتاد وجوده في مكتب عاصم، وقليلا قليلا اتاح له عاصم الكتابة والنشر باستمرار، فتوطدت علاقتنا، كان هادئا متفائلا، قليل الكلام، نداعبه بان العشاء “فول” والصفحات “فوال”.
ظل وفياُ لأخبار اليوم ومؤسسها استاذنا احمد البلال وصديقه عاصم، حتى كان انتقاله لصحيفة الدار واكتسب ثقة وصداقة مبارك البلال ورؤساء التحرير الذين تعاقبوا على الصحيفة، والقسم الرياضي الذي عملت فيه لفترة محدودة، وصعد الفوال من محرر الى رئيس قسم ثم سكرتير تحرير ومستشار تحرير.
كان هاويا محبا للعمل الصحفي،، ورغم انه كان اجتماعيا ويضفي أجواء من الحيوية على ونستنا لكنه كان كتوما جدا في البوح بما يعرفه عن علاقات الزملاء ببعضهم لذلك اكتسب ثقة الزميلات قبل الزملاء ،،
ومحمد الطاهر الزين الفوال الذي لم يدرس الاعلام او الصحافة اكاديميا لكنه سخر اهتمامه بصغار الصحفيين وأمسك بايدي الشباب وطلاب وخريجي الاعلام وفتح لهم باب الابداع ومساحات النشر الصحفي، وكان مكتبه في الدار مفتوحا لطالبات وطلاب الاعلام بالجامعات..
والفوال صاحب مهارات صحفية متعددة ، فهو رياضي هلالابي اشتهر
بزاوية (رميات الفوال) التي كان يداعب فيها المريخاب،، وكان حلمه ان يحقق الهلال بطولة خارجية حتى يكمل زينة (ولاب كؤوس وهمي) ظل يكتب عنه دائما.. وايضا كان محررا صحفيا ومشرفا على ملف ثقافي اسبوعي بصحيفة الدار ،، كذلك كان محررا بصحيفة اخبار اليوم يجري حوارات مع شخصيات سياسية بارزة ومجتمعية لها مكانتها بالاضافة لذلك فقد كان كاتب مقال سياسي ننشره له في اخبار اليوم وكان مقالا يلامس الاحداث بما يتوفر له من معلومات.
رحم الله الزميل الفوال وجعل قبره روضة من رياض الجنة وألهمنا جميع زملائه في الدار واخبار اليوم ومعارفه في الوسط الصحفي والرياضي والسياسي، جميعا الصبر وحسن العزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون
Comments are closed.