حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم (4-4)

50

حزب الأمة بين الوحدة و التشظي

بقلم : زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن ورقتي عبد الرحمن الغالي إذا استطاعت نخبة حزب  الأمة؛ أن تفتح حوارا لمناقشة الحمولة المضمنة فيهما، سوف تتحول إلي مشروع سياسي للحزب  تعيد به كل طيور الحزب التي هجرته لتجلس على مقاعد المسرح تراقب فقط العروض. و الحوار الفكري الجاد وحده القادر أن يبعد  العناصر الهوائية المتقلبة حسب رغباتها الشخصية التي تتحكم في مسارها. هذه ليست إشكالية قاصرة على حزب الأمة بل هي حالة عامة تضرب كل مفاصل القوى السياسية، صعود قيادات للقيادة تجربتها السياسية متواضعة لا تصدم أمام التحديات، و حتى الأحزاب التي جلست على قمتها قيادات تاريخية في العمل السياسي تجد أيضا قدراتهم متواضة لا يستطيعون إحداث إي تغيير يتماشى مع الشعارات التي ترفعها الأجيال الجديدة. اذلك الأزمة لا تضرب حزب الأمة لوحده بل تؤثر سلبا على أغلبية القوى السياسية.

أن قيادة حزب الأمة الريديكالية تريد أن تصنع للحزب وجهة جديدة، و مغايرة لرؤية الإمام الصادق، و هذا حق مشروع في الاجتهاد الفكري و السياسي، و لكن يحتاج إلي استعداد ذهني قادر على استنباط أنماط جديدة من إدارة الحزب ،و إدارة الحوار الداخلي لتجميع أكبر كتلة داخل الحزب مساندة، ليس من خلال الهتاف و التكبير فقط، و لكن مسلحة بالوعي الذي يمكنها من معرفة واجباتها و حقوقها، و الدور المناط أن تلعبه لإنجاز هذا التغيير المطلوب. و التغيير الذي يقترن فقط بمصالح شخصية لقيادات لا يستطيع أن يصمد أمام التحديات.

إذا نظرنا إلي مسار تحالف قحت منذ أن فك حزب الأمة قرار تجميد نشاطه، و أصبح فاعلا فيه، نجد أن حزب الأمة كان قد حصل على نصيب الأسد في محاصصة الحكومة الثانية، إلي جانب عدد من الوظائف القيادية في عدد من الوزارات، و خاصة في وزارة الخارجية، و أصبحت قيادة  الأمة الريديكالية تقود التحالف السياسي، و تقوم بالدور النشط فيه، و المدافع عن التحالف، و من خلال قيادتها للتحالف و إدارتها لوزارة الخارجية استطاعت القيادات الريديكالية أن تقوي الصلة بعدد من القوى الخارجية في الاتحاد الأوروبي و الأمارات و بعض دول الجوار الأفريقي و غيرها. هذه المكتسبات ساعد الحصول عليها غياب القوى السياسية الأخرى المعارضة للتحالف. لكن أثبتت الإيام أن الحزب لم يستطيع أن يقود العملية السياسية بعيدا عن المطبات. بسبب سوء التقدير؛خاصة في الصراع مع المكون العسكري، حيث بادر الدخول معه في صراع محموم دون أن تتأكد القيادة الريديكالية من عملية توازن القوى التي تجعل المكون العسكري عاجز أن يقوم بانقلاب على السلطة، أن الانقلاب خسر قحت المركزي السلطة، و في نفس الوقت كانت قد خسرت الشارع، و خاصة العدد الأكبر من لجان المقاومة، و لم يكن لها طريق غير أن تقبل بالشعارات التي كانت قد رفعتها قوى سياسية أخرى الاءات الثلاث ” لا مشاركة لا مساومة لا تفاوض” الالتزام بالاءات الثلاث جعلها تغلق الباب على نفسها، و عجزت أن تقدم أي رؤية تفتح لها طريقا ثالثا، مما يؤكد قلة الخبرة، و غياب العقل المفكر الذي يساعد على الخروج من الأزمة، فكان دور المكون الخارجي في الحل.

أن مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية ” مولي في” هي التي فتحت الباب عندما اقنعت التحالف، أنيفتح حوارا مع المكون العسكري في منزل السفير ” السعودي” و أيضا فتح باب لمشاركة أخرى من خلال ورشة لجنة تسيير نقابة المحاميين، الذي أوصل إلي ” الإتفاق الإطاري” لكن القيادة الريديكالية لم تحسن القيادة ‘ عندما صممت على إغلاق الاتفاق على قوى بعينها دون الآخرين، لآنالفكرة عندها هي “السلطة” و كما ذكرت أن فكرة الاستحواذ على الفترة الانتقالية أطول فترة ممكنة تجعل القيادة الريديكالية بعيدة عن تحدي الانتخابات، و في هذه الفترة تستطيع من خلال مؤسسات الدولة مع الإدارات الأهلية أن تعيد امتيازات الحزب في أماكن نفوذه. حتى تحولت المسألة للإستيلاء على السلطة من خلال انقلاب.

بعد الحرب بدأت تظهر معالم الخلاف داخل أسرة الإمام عندما أصدر رئيس حزب الأمة برمة ناصرقرارا بتكليف بعض القيادات بتولي بعض المهام، و كان قد سحب أسم الدكتور مريم الصادق نائبة الرئيس من قائمة الهيكل التنظيمي. أن الخروج و إدارة الأزمة من الخارج في ظل الحرب الدائرة،أبرزت الصراع المستتر. فالتحالف بعد الخروج ورفع شعار ” لا للحرب” بهدف تكوين أكبر جبهة مدنية عريضة كان الهدف أن تحدث تغييرات في قيادة إدارة الأزمة خاصة أن التحالف بأسم ” قحت المركزي قيادة الاتفاق الإطاري” صبح غير مقبول وسط الجماهير التي كانت قد أعلنت انحيازها لدعم القوات المسلحة. هذا التغيير جاء في واجهة التحالف الجديد ” تقدم” بقيادات جديدة. تراجعت القيادات الريديكالية في حزب الأمة للوراء، لفسح المجال لقيادة جديدة في ظل المتغيرات، خاصة بعد ما أنتهى دور البعثة الأممية و بعد الاتحاد الأوروبي و أمريكا و هي القوى التي كانت تساعد القيادات الريديكالية. و أصبحت دولة الأمارات في واجهة الصراع خاصة في إدارتها من على البعد لمنظمة “الإيغاد” كان لابد من صعود القيادات التي تعتقد دولة الأمارت قريبة لها.

شعرت بعض قيادات في حزب الأمة أن دور الحزب في مستقبل التحالف ” تقدم” سوف يتقزم، لذلك بدأت تفتح حوارات مع قوى سياسية بعيدا عن التحالف، كان لقاء جعفر الميرغني و مريم الصادق و صدور بيان مشترك، ثم لقاء حزب الأمة و الشيوعي و البعث في القاهرة، و هي كلها لقاءات بهدف البحث عن أجندة جديدة تساعد حزب الأمة أن يعيد مكانته القيادية. أن دافع السلطة الذي بنت عليه القيادة الريديكالية فكرتها نحو تجديد المنهج كانت خاطئة، لأنها لم تكن نتيجة لمشروع سياسي تبلور داخل مؤسسات الحزب، و شاركت فيه مجموعات كبيرة بالحوار و أجازته، أنما كان محصورا في نطاق ضيق يقوده أفراد من أسرة الإمام ذوي تجربة سياسية ناشئة. و إذا استطاعت القيادات المعارضة للمشروع، أن تعيد القرار لمؤسسات الحزب، و تقدم أجندة لمشروع سياسي تفتح فيه حوارا لكل قيادات حزب الأمة حتى تطال مشاركة الذين كان قد كونوا أحزابا فرعية امتدادا للحزب ” أي الذين هجرو سرب الأمة القومي” يستطيع الحزب أن يعيد مكانته القيادية للعمل السياسي، و في نفس الوقت سوف يكون دافعا لأحزاب لأخرى تسير في ذات المسار. و هناك قيادات منفتحة أمثال ” عبد الرحمن الغالي- عبد الجليل الباشا رباح الصادق – و أمام الحلو محمد حسن الإمام عبد الرحمن الأمين و غيرهم كذلك من الشباب. نسأل الله حسن البصيرة. و لنا عودة…

Comments are closed.