نجلاء صالح تكتب: حنين لأيام مضت

223

جميلة هي ايام زمان التي مضت، كم كانت ايام ايقاعها مريح وبسيط، ايام كانت كلها هدوء وروح طمانينة وراحة بال ونقاء قلوب وصفاء نفوس.

كانت هناك صداقة طاهرة حقيقية مبنية علي المحبة الصادقة والاخلاق النبيلة والمعاملة الحسنة.

ايام كانت كلها بركه وبالرغم من بساطتها كانت الناس مبسوطة  ناس كانت حامدة شاكرة رب العرش العظيم كان الشعار الجود بالموجود.

زمان عشناه ولمسنا فيه خيراً كثيراً وجمالاً واخلاق فقدناها لاحقا، في زماننا كانت الاخلاق سيدة الموقف والمجتمع كان ملتزما ومحافظا وخلوقا ومحترما.

واليوم كثر رجال الدين واصبح عددهم كثيراَ ولكننا اليوم مجتمع منحل وفقدنا الاخلاق وضيعنا الدين وسادت بيننا الاحقاد والضغينة والفساد والسرقه وروح الشر وزمن المصلحة.

كانت مدارسنا مركزاً للتربية والاخلاق والتعليم، وكان المعلم اباً وعماً وخالاً واستاذاً وكان النظام صارماً والتعليم راقياَ، الان اصبحنا لا نقدَّر معلماً.

قديماً كان المجتمع هو صمام الأمان لحفظ الأخلاق والقيم من الضياع والاندثار، وكانت أعرافه المتعارف عليها بين الناس بمثابة قانون موثق يصعب اختراقه أو تجاوزه.

وكان المجتمع قديماً متماسكاً إلى حدٍ بعيدٍ وكانت النخوة والشهامة والتسامح والعفو ووجود المُصلحين من أهل الخير بين الناس أبرز مظاهر المجتمع السائدة آنذاك.

وكانت المروءة والحياء أصلاً مؤصلاً بين الناس رجالهم ونسائهم وصغارهم وكبارهم، وكان احترام الكبير سواءً أكنت تعرفه مسبقاً أم لم تعرفه فرض.

فها نحن الان نعيش في زمنٍ تفشت فيه الأمراض والفيروسات بالاضافه لأمراض الكذب، والزيف، والغدر والخيانة والانحلال، أصبحنا لا نحس بطعم الفرحة، قلت البركة بين الناس.

الحقد الحسد حب النفس زمن المصلحه هم من افات العصر الحالي، الاستخدام السيء للتكنولوجيا وعدم الاستفادة بشكلٍ ايجابي صحيح منها، اصبح الحلال حرام والعكس صحيح.

رحم الله الامام الشافعي

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا

وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ

وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ

وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا.

Comments are closed.