عبود عبدالرحيم يكتب: هموم الناس ياحمدوك

133

تبدو القوى السياسية السودانية بمكوناتها الحكومية المتصدعة بعيدة كل البعد عن ما يشغل الشعب ، بما فيه الذي صنع ثورة التغيير.

تبذل الحكومة وحاضنتها السياسية جهودا جبارة وتشغل فكرها مواصلة النهار بالليل، في قضايا بعيدة عن هموم الناس.

ومن عجب ان قوى الحرية والتغيير التي جمعها ميثاق شكلت بموجبه الحكومة الانتقالية لا زالت تتنازع السلطة مع بعضها.

وبينما تقترب فترة الانتقال من العام الثالث لازالت “قحت” تبحث عن خارطة طريق للتوافق بين مكوناتها.

كل اجتماعات الحكومة حتى الاجتماعات المغلقة في اكاديمية الامن فشلت في ابتدار خطط تلامس قضايا معاش الناس و”كيس الخضار”.

تلاشت الأحلام في الحصول على جرعة دواء في حدود مقدرة المرضى، وانزوت صناديق مجتمعية كانت ملجأ للمحتاجين بعد رب العالمين.

لا اثر لاعلانات توظيف خريجين ولا حتى في درجة العمال، بينما يضيع الموسم الزراعي وسط مافيا شركات المتاجرة بالاسمدة والبذور.

كل الفرص التي تهيأت لرئيس الوزراء بعمل شيئ من اجل الناس تهدمه خلافات “الحاضنة القحتاوية”.

ليست هموم الناس توافق “قحت” او تفكيك ميثاقها، وليس من هموم الناس تحالفات جديدة لا تحمل جديداً من أجلهم.

هموم الناس ياحمدوك لا علاقة لها بصراع الشركاء على مجلس تشريعي لا يقدم ولا يؤخر، ولا بقسمة كيكة الولايات بين زيد وعبيد.

هموم الناس يا فخامة رئيس الوزراء ان تشعر بتنفيذ مطالب التغيير الذي دفع أبناءهم ثمنه ارواح ودماء ومفقودين.

هموم الناس يا حمدوك، جرعة دواء علاجية وقاعة دراسة علمية ولقمة عيش حلال، فضلاً عن امن وأمان في النفس والاهل.

مالي اراكم بعيدين كل البعد عن هذه الآمال والهموم التي لو تحققت فانها توفر أفضل حاضنة لنجاح التغيير وإلتفاف الناس حول رئيس وزراء لم يتحقق قبول شعبي لأحد مثله.

Comments are closed.