الزين صالح يكتب: غياب الفكرة وديمقراطية الصفقة

70

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

أكد المتحدث الرسمي باسم الحزب الشيوعي فتحي فضل أن الإعلان السياسي الذي وقعته مركزية قوى الحرية والتغيير مع حزب الأمة وحركات مسلحة وبعض منظمات المجتمع المدني، يعد هروباً إلى الأمام من المشاكل والأزمات التي تعاني منها البلاد.

ويرد مستشار رئيس الوزراء ياسر عرمان علي فتحي فضل بطريق غير مباشر، حيث قال في تصريح صحفي ” الإعلان السياسي لوحدة قوى الحرية والتغيير بأنه خطوة نوعية تقوي إمكانيات الانتقال المدني الديمقراطي إلى دولة المواطنة بلا تمييز، لكونه وحّد أوسع كتلة اجتماعية خلف الانتقال”.

ويضيف عرمان قائلا “أن الأطراف التي هي خارج ميثاق وحدة الحرية والتغيير لن تستطيع أن تعرقل مسار الانتقال”.

لكن السؤال مطروح إلي عرمان ما هو الجديد في الإعلان والشخوص والمؤسسات؟ هي نفسها المؤسسات التي بدأت مع تكوين مجلسي الوزراء والسيادة وحتى الآن هي عاجزة عن تحقيق أبسط مقومات الحياة للشعب.

فهل هناك جديد تم إضافته لهذه الذهنية الحاكمة؟ أن الشعارات ما عادت جاذبة للشارع وهو يعيش معاناة الجوع وانعدام الدواء، وفروا حاجات الناس وتغنوا في المسارح كما تريدون.

أن مهرجان التوقيع لا يغير شيئا في الواقع، وكما قال أنشتين ” تجري نفس التجربة بذات الأدوات وذات الخطوات السابقة من العبث أن تتوقع نتائج جديدة”.

فالعقليات هي نفسها، وذات طريقة التفكير، وشعارات الإقصاء المردد في الخطب الحماسية، ثم التدثر بشعارات الثورية والنضال التي لا تجد طريقها للواقع، هو عمل يكشف ضعفه المستقبل القريب جدا.

الإنقاذ كانت تدير معركتها السياسية بذات الطريقة حشد وخطب سياسية وشعارات يرددها بعض الذين قبضوا آجرهم مقدما، ثم تنتهي بنهاية المهرجان، ويصبح الواقع هو الحكم الفيصل بين الناس، فالذي لا يطلب الثريا لا ينظر إلى أعلى، والذي ينظر أمام قدميه لا يسهم في بناء الحضارة.

إذا كانت هذه القوى لها سلطة علي مؤسسات “الأمن والشرطة والجيش” لا تتردد ساعة واحدة أن تضرب الحصار على كل الشعب السوداني، وترجعه مرة أخرى لحظيرة الديكتاتورية.

العديد من هذه القوى مرجعياتها لا تتوافق مع الديمقراطية، وبعضهم مرجعياته الفكرية أن وجدت وتجاربهم في الحكم تؤكد أن قضية الحرية والديمقراطية ترف للطبقات المترفة، ويقولون هي لا تتوافق مع المجتمع السوداني.

أليس غريبا أن الكل يريد كسب ود لجنة إزالة التمكين خوفا من المستقبل الذي تتحول فيه إلي آلية قمعية لكل من يرفع شعار الحرية والديمقراطية.

لم أتوقع أن بعض القوى تجعل المسافة بينها والإنقاذ غير بعيدة، وربما تأتي بشيء مختلف تؤكد فيه إبداع عضويتها، لكنها أكدت أنها تسير وقع الحافر على الحافر في تنظيم المهرجانات الخطابية، فشلت حتى أن تأتي بطريقة جديدة تؤكد إبداع عضويتها.

هؤلاء لا يصنعون واقعا وتاريخا جديدا في البلاد، هؤلاء فرحوا بالسلطة والذي يجعل السلطة مغنما يتحول إلي ديكتاتور، ولا يمكن إقناعه أن الحرية والديمقراطية أفضل الخيارات لهذا الشعب المكلوم في نخبته.

أن الهدف من مهرجان التوقيع هو أعلان أن المجلس المركز وبعض الحركات وحزب الأمة جميعا يشعرون بالأزمة، ليست أزمة وطن لكن داخل مؤسساتهم التي تعاني من التشظي والمسافة الكبيرة بينهم والشارع، لذلك لم يتعرضوا في حديثهم عن فترة السنتين الماضيتين لأنها تذكرهم بالعجز، وفقدان الرؤية، وغياب أدوات المحاسبة في الدولة.

أن شاء الله يكونوا اتفقوا علي موعد أخر للمهرجان الخطابي. نسأل الله حسن البصيرة.

Comments are closed.