الرجل الثاني والإعلام.. (رموز السلام)

115

بقلم: د.عبدالسلام محمد خير
السلام يتصدر المواقف الآن ضمن منظومة أولويات غايتها أن تسلم البلاد باذن الله وتنطلق معتزة بشهدائها الأبرار وتضحيات جنود الوطن ومناصريهم.. الأفعال المبشرة تترى وحالة الحرب مخيمة مازالت، صرفها الله.. الإعلام يتحرى ما تضمره (نوايا السلام) المخلصة من خير لترجيح كفة السلام.. نوازع الخير تتراءى في إبتهالات الجميع يقينا (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) – الأنفال.

السلام في الأصل محبة
تشيعها الأديان.. هناك فلسفات جياشة تقول (السلام أخلاق).. فلسفة ما هو أخلاقي كامنة في وجدان أي سوداني شق طريقه مسالما، عن قوة.. الكل يراقب دواخل غيره، نواياه، لا لسانه، بإنتظار أن يفعل شيئا يجبر الخاطر.. شغلني مشهد النائب الأول يملأ الشاشات يبشر بالسلام وهو القادم من حرب.. فإذا به يتخذ قرارا يهمني (الدعوة لمؤتمر للإعلام).. لعله أحس بحاجة البلد الآن، وما إعتمل في صدور الإعلاميين وقد فقدوا مؤسساتهم، وبقوا بإنتظار السلام.. السلام كامن في الإعلام.. الرجل الثاتي في الدولة يوجه الأنظار لتحرير الإعلام من كمين الإمكانات المحدودة بعد أن تحرر من كابوس التمرد المهزوم.. فهل (يفعلها) بين يدي إستنفار مهيب عنوانه (شعب وجيش)؟.

الإعلام يشغل بال رجل الدولة الثاني والحرب دائرة.. هذا هو الموضوع.. بحثت عن خلفية لهذا التوجه الرئاسي نحو إعلام مؤسساته جريحة، وصحافة داهمها التوقف، والنسيان.. فهل يقود حملة إستنفار إستباقية لتدرك الدولة حال الإعلام؟.. هل من خلفية لإهتمامه بالثقافة والإعلام؟.. كنت لاحظت أن ولاية النيل الأزرق تتميز إعلاما وثقافة، كما تفيض رسائل مراسليها.. ثم إني تذكرت له ظهور لافت في مهرجان للثقافة بقاعة الصداقة شعاره (خلو الفات).. نظمه إتحاد الفنانين في دورة جديدة.. الشعار ذكي، ملهم.. يبدو أنه كان يحذر من أجواء ملبدة بالجفاء ليس بعدها إلا الحرب.. وقد كان.. الشعار كان مناصحة.. هناك من يحنون للماضي و(الفات) والبلاد تتحرر مما ظل يعيقها.. محارب ضرب مثلا لإمكانية تحقيقه شعار (خلى الفات).. وضع السلاح، هجر الغابة، دخل القاعة، فجرها مدوية بلا سلاح (إني أنظر حولي فلا أجد كابلي بين الحضور!.. أين كابلي)؟!.

تلفت القوم ليعرفوه!.. إنه السيد مالك عقار عضو مجلس السيادة وحاكم إقليم النيل الأزرق، وقتها.. إسترسل يذكر الناس برموز أثروا البلاد سلاما ثم مضوا، عليهم رحمة الله.. عاد إلى(الكابلي)يردد (لاقيته هنا فى المرة السابقة)!.. كأنه يتفقد رموز السلام.. رسخ المشهد في ذهني.. شعار ملهم و(قائد) ترك السلاح يسأل عن رموز البلد.. أحدث ضجة حلوة داخل القاعة، والمشهد على الهواء.. ملامح الحضور إختلفت، حدثهم فى السياسة (بلا مدسة) كما قال، وإتجه للشباب يداعبهم بأبوة (أنتم تحكمون غدا)!.. يبدو أن حكاية (لا أجد كابلي) هذه قربته من الناس فجعل محور حديثه السلام بخلفية ما إعتمل في الوجدان القومي (القومة ليك يا وطني) – صوت الكابلي، الغائب الحاضر- عليه رحمة الله.
(كابلي كان هنا)!.. الإشارة ملهمة للخواطر.. فمن يتفقد رموز الثقافة والإعلام ينتظر منه أكثر.. الإذاعة والتلفزيون في حاجة لمن يحررها من كمين الإمكانات.. لعل الدولة تبادر بتمويل يسعف الحال، وهيكل منصف، ودراسات عليا ميسرة، والرواد يكرمون، ومشروع إعلامي يجنب البلاد ما يهدد إستقرارها وخطاها وسيادتها على أرضها.. هذا عفو الذاكرة، الأضابير تفيض بالتوصيات المؤجلة.. فليجعلها النائب الأول (مبادرة عملية) تجاه الإعلام والسلام- معا، تجعل الإعلام وسيلة للسلام، يعنى برموزه، كما شهدنا بالقاعة (أين كابلي)؟!.. فهمنا أن المقصود (أين رموز السلام) – الساعين بين الناس بالحسنى.

إعلام للسلام بالحسنى منتظر.. ورد أنه يتلاقى في هذه الظروف القاسية من يرجى منهم سلاما وإعلاما وحسنى.. ورشة برعاية النائب الأول وإشراف وزير الثقافة والإعلام تنتظم بمبادرة من (مركز عنقرة للخدمات الصحفية).. لا تفاصيل لدي، لكني صادفت عن بعد ورقة عنوانها (الإذاعة.. النشأة والتحديات) للدكتور مزمل سليمان حمد.. راقني أنها إستدعت مراجع لأبناء المهنة تؤكد أنهم يتدبرون أمرهم.. أبلغته بعناوين جديدة، منها (إدارة المؤسسات الإعلامية في عالم متغير عن كامل تجربة الإذاعة والتلفزيون، لكاتب المقال، قدم له بروفسور على شمو.. ورقة (دكاترة) مزمل، إبن الإذاعة، إضافة.. أحاطت بتجربة جديرة بأن يؤسس عليها إعلام إحترافي مواكب، يعزز السلام (لا يخيب ظنه التمويل).. الله المستعان.

Comments are closed.