كمال كرار: السياسة و القفزة في الظلام
بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
أجرت جريدة “الأحداث” الصادرة يوم 24 إبريل 2024م اليكترونيا حوارا مع كمال كرار عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، تناول الحوار الوضع السياسي الراهن، و معروف عن كمال أنه لا يجمل و يزخرف الكلمات، و أنما يجعل بذات حمولاتها السياسية دون أي رتوش أو زخرفة تجعل حمولاتها مطاطة تقبل التآويل. و هذه خاصية جيدة.. تناول اللقاء عدد من التساؤلات حول الوضع السياسي، و سوف أعلق فقط على بعض الرؤى التي تثير بالفعل تساؤلات أخرى و إيضاحات، خاصة أن الحزب الشيوعي غاب صوته منذ بداية الحرب إلا من بعض البيانات التي يحاول بها فقط أثبات وجود..
في إجابة كمال كرار عن سؤال ” لماذا يرفض الحزب الشيوعي الانضمام لتحالف تقدم؟” قال كرار (أن الطرح “لتقدم” يعيد إنتاج الأزمة في السودان ” الشراكة مع العسكر” و يضيف و الحرب سببها الصراع على السلطة و عدم تفكيك بنية النظام القديم خلال الفترة الانتقالية أفرزت واقعا جديدا لم تستطيع “تقدم“ استيعابه .. فالقوى صانعة الثورة و من ضمنها لجان المقاومة لن تسمح باختطاف الثورة مرة أخرى) كان المتوقع أن يبين كمال كرار ما هو الواقع الجديد الذي لم تستطيع ” تقدم” استيعابه حتى يتبين للمتابع السياسي الفرق بين فهم “الشيوعي” و فهم ” تقدم” لكن كمال كرار ذهب مباشرة بالقول أن القوى صانعة الثورة لن تسمح بإختطاف الثورة.. و معلوم أن ثورة ديسمبر 2018م انتهت بعد توقيع ” الميثاق الدستوري” و انتقلت البلاد من الثورة إلي شرعية دستورية متوافق عليها.. أي حديث عن ثورة مرة أخرى ليس لها علاقة بثورة ديسمبر 2018م، انما حديث لثورة جديدة و هذه ثورة تخص فقط الزملاء.. إذا يريدون الديمقراطية عليهم بالحوار بهدف التوافق الوطني..
ينتقل كمال كرار للإجابة على سؤال ” لكن تقدم حمدوك لديها الآن حراك سياسي تؤكد على تمسكها بالثورة؟” يقول كرار (حراكها السياسي لا يعدو إلا قفزة في الظلام.. و يقول لابد من محاسبة الذين اشعلوا الحرب، و يقول اولويات الجماهير الثورية ابعاد العسكر و حل الميليشيات و تصفية بنية النظام السابق) نقف عند الجماهير الثورية من الذي يحدد معايير الثورية في الجماهير.. بأن هؤلاء ثوريين و اؤلئك غير ثوريين.. و مطلوب من الشعب أن ينتظر حتى تكتمل عوامل الثورة الجديدة التي ينتظرها الزملاء.. رغم أن كرار اشار في إجابته عن السؤال الأول عن أفرازات الواقع الجديد و لم يبين ماهية ملامح الأفرازات، و موقعها في الصراع الدائر الآن، و هل نحن نريد نظاما ثوريا أم ديمقراطيا؟..
عن مؤتمر باريس قال كمال كرار ( مؤتمر باريس و حكاية دعم المجتمع الدولي زوبعة في فنجان لآن الذي ليس حريصا على وقف القتال و موت الناس لن يكون حريصا على إغاثتهم و بقائهم على قيد الحياة) هذا صحيح المجتمع الدولي يبحث عن كيفية لتحقيق مصالحهم الخاصة.. و عن سؤال هل ” تقدم” تمثل الحليف السياسي للدعم السريع هل تتفق مع هذا القول؟” يقول كرار ( لا اعتقد ” تقدم” تمثل حليفا للدعم السريع بل أنها تبحث عن صيغة حكم انتقالي تعتلي فيه السلطة) و يضيف كرار (الشعب قال العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل ولكن “تقدم” لا تزال ترى التفاهمات مع العسكر اسرع طريق للوصول للسلطة)..
أن نفي كرار أن “تقدم” ليس حليف للميليشيا يبقي السؤال لماذا وقعت معهم ” إعلان أديس أبابا السياسي” و سعيها مع المجتمع الخارجي من أجل التفاوض هو إعادة ” الإتفاق الإطاري” و لكي يتحقق هذا لابد أن تكون حليفة للإثنين، هي وقعت مع الميليشيا و ما تزال تطارد قيادات الجيش لكي تكمل صور دائرة الاتفاق الإطاري، و ” تقدم” تعلم أن انتصار الجيش سوف يغير المعادلة السياسية تماما، و يبرز واقعا جديدا لن تكون هي جزءا فيه..
سؤال هل صوت الحزب الشيوعي غائبا أو ربما منخفضا؟ قال كرار ( أبدأً لم يغب صوت الحزب الشيوعي في أي لحظة سواء بالبيان أو التصريح.. و أن الحرب سوف تقف بإرادة الشعب و ضغطه و يمكن بمساعدة الدول الصديقة) إذا كان الحرب سوف تقف بالضغط الشعبي لماذا تقاعس الزملاء عن تعبئة الشعب لوقف الحرب.. أن قيادات الشيوعي لا تستطيع الحديث باسم الحزب دائما يستلفون لسان الشعب و رغم ذلك يعجزون عن تعبئته..
سأل المحاور كمال كرار مرة أخرى ” ما هو تصور الشيوعي لوقف الحرب؟ ” قال كمال كرار ( وقف الحرب و معاقبة مرتكبي الجرائم و سلطة مدنية ثورية) لم يقدم كرار أي تصور لوقف الحرب.. و ذهب مباشرة لسلطة مدنية ثورية.. كيف الوصول لهذه السلطة الثورية؟ هل ينتظر الشعب السوداني حتى تنضج مرة أخرى عوامل ثورة الزملاء…! الغريب أن كرار يتحدث عن ثورية لا توجد إلا في مخيلة الزملاء.. رغم أن كرار تحدث أن الحرب قد خلقت واقعا جديدا لكنه لم يبين أبعاد و أثر هذا الواقع في العملية السياسية القادمة، أن الحرب استنفرت مجموعات كبيرة من الشباب هؤلاء لابد أن يكون لهم أثرا و مشاركة في النظام السياسي القادم بقدر حجم حركتهم و تفاعلهم مع الواقع أم يعتقد كرار هؤلاء ليس بثوريين؟
سؤال: مارأيكم في حديث القيادي بالنظام السابق البروفيسور إبراهيم غندور بأن الحوار السوداني السوداني هو الطريق لإنهاء الحرب و هل يمثل الحوار الشامل حلا للأزمة؟ إجاب كمال كرار ( المؤتمر الوطني ” شبع موتا” في نظر الشعب السوداني و ثورة ديسمبر كنسته إلي الأبد) إذا الحديث الذي يقال أنهم وراء الحرب و وراء فشل الفترة الانتقالية غير صحيح ” شبعوا موت” و لماذا الزملاء جعلوهم طابعة بوسته في السنتهم في أي حوار.. أن الشيوعي لا يوافق بالحوار السوداني السوداني لأنهم يعتقدون أنهم الحزب الذي يجب أن يحكم الفترة الانتقالية القادمة أي ” السلطة المدنية الثورية” و قبل الحرب كان قد سئل كرار عندما قال أن الفترة الانتقالية يجب أن تسلم للقوى الثورية.. قيل و من هي؟ قال الحزب الشيوعي و لجان المقاومة و النقابات… من حق كمال كرار أن يحلم بحكم الفترة الانتقالية بالثورية.. لكن الواقع أيضا له إفرازاته السياسية. و الثورية مرحلة أنتهت تماما فالحرب تجاوزت كل المصطلحات التي دونها أم كرار ترك الواقعية و ذهب مع الخيال.. نسأل الله حسن البصيرة..
Comments are closed.