رسالة الي السودان.. الرئيس الرواندي بول كاغامي نموذج التنمية والتقدم

104

رواندا: كيغالي: بقلم/ محمد عثمان
رئيس جمهورية رواندا، بول كاغامي افضل القادة الأفارقة الذين تمكنوا من تغيير وجهة بلدانهم نحو التنمية والتقدم بعد فترة طويلة من الصراعات والتحديات، حيث قاد كاغامي بلاده نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً، واصبحت رواندا وجهة الباحثين عن الامن والامان في افريقيا.

وقد نحتاج نحن في السودان كثيرا من الدروس والعبر والحكمة لنستفيد من التجربة المميزة التي قادها الرئيس كاغامي في بلاده خاصة لمرحلة مابعد الحرب واعتقد جازما ان الوضع في السودان الان يشبه في حالته مامرت به رواندا وعلينا النظر في تجربة كاغامي التي اسست لدولة حديثة في افريقيا تنافس الجميع ولنسلط الضوء علي ابرز الانجازات في بناء الدولة كنموذج فكري يصلح للاقتداء به في نموذج الحالة السودانية وفيما يلي اسرد بعض ما اراه من النماذج واهديها الي القادة السودانيين للاطلاع عليها فنحن احوج مانكون الي هذه النماذج.

تعزيز الوحدة الوطنية الكلمة المفتاحية لبناء الدولة:
كانت رواندا في حاجة الي شخص قوي وذو عزيمة وراي ليبدأ بالنقطة الذهبية والكلمة المفتاحية لتساعده في بناء الدولة فكانت النقطة الفاصلة هي تعزيز الوحدة الوطنية، وهذه ابرز مايحتاج اليه السودان حاليا، حيث التنوع الثقافي والعرقي والديني.

فقد تمثلت إحدى أولى مهام كاغامي في إعادة بناء الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب الرواندي المختلفة، وعمل كاغامي من خلال مبادرات المصالحة الوطنية والبناء المجتمعي وقام باشراك الجميع في حكومة شاملة تضم مختلف الفصائل والتوجهات.

وهذا ابرز مانحتاج اليه في السودان من واقع القبول بالاخر ، هذه المبادرات ساهمت في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي. وقادت الي تحقيق العدالة والمصالحة بين أفراد المجتمع، وهو مايمكن ان نسميه بتعزيز الوحدة الوطنية.

النهضة الاقتصادية وبناء الاستدامة:
اود ان اذكر تجربتي الشخصية هنا ومن ثم اترك لكم التقييم وصلت رواندا كسائح في 2022م نظرت من حولي نظرة فاحصة للمستقبل الاقتصادي لهذا البلد وقررت تسجيل شركة لاعمالي في رواندا ما ادهشني واود ان اهديه الي حكومة السودان بصفتي مواطنا سودانيا انه لم يستغرق تسجيل الشركة في رواندا غير 24 ساعة فقط (نعم اربعة وعشرين ساعة فقط) سجلت فيها شركة تجارية مملوكة بالكامل لي واستغرق فتح حساب محلي وبالدولار اقل من ربع ساعة بل وبحوزتي بطاقة الفيزا البنكية التي لاشرط عليها ولا قيود وفوق ذلك كله لم اقف في شباك من اجل الخدمات او اقوم بتوسيط اخرين كانت فقط تدهشني رسائل البريد الالكتروني التي تؤكد نجاح طلبي.

وبمجرد السؤال عن الاستثمار تجد ان كاغامي ركز على تنويع الاقتصاد، وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية، وتحسين بيئة الأعمال، وبفضل هذه الجهود، تحولت رواندا إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في إفريقيا. ارتفعت معدلات النمو الاقتصادي بشكل كبير، وتحسنت مؤشرات التنمية البشرية، بما في ذلك التعليم والصحة والامن. هذا فضلا عن تبنيه سياسات تدعم الاستدامة البيئية، مما جعل رواندا نموذجًا يحتذى به في التنمية المستدامة.

عالم التكنولوجيا والابتكارات:
لم اجد في حياتي رئيسا يهتم بنفسه مثل كاغامي مدركاً لأهمية التكنولوجيا في تحقيق التنمية، كل معاملات الدولة يمكنك طلبها من تطبيق سهل الاستخدام متاح للجميع يسمي (الايرنمو) لا انتظار ولا فساد في طلب الخدمات، سهولة الوصول من اي مكان وانت جالس في منزلك او في مكان عملك لا عليك سوي طلب المعاملة من هاتفك المحمول وان كنت لا تعرف استخدام الايرنمو لا عليك ستجد مكاتب كثيرة متاحة في مكان سكنك او عملك تساعدك في طلب الخدمة وهنا لفت انتباهي انه لاتدكس ولازحام ولا بحث عن واسطة لانهاء المعاملات.

وهنا ادعو والي الخرطوم لاجراء زيارة استثنائية لكيغالي حتي يري بعينه ويطبق عمليا هذه الاساليب التقنية فشعب السودان يستحق حياة كريمة، وهنالك العديد من المبادرات لتعزيز الابتكار واستخدام التكنولوجيا في مختلف القطاعات. فقد تم إنشاء مدينة الابتكار “كيغالي إنوفيشن سيتي” كمركز تقني يجذب الاستثمارات والشركات الناشئة. كما تم العمل على تحسين الوصول إلى الإنترنت والخدمات الرقمية في جميع أنحاء البلاد، مما أسهم في تمكين المواطنين وتحسين جودة الحياة.

السياسة الخارجية والادوار الاقليمية:
لكاغامي الفضل في تعزيز مكانة رواندا على الساحة الدولية والإقليمية وتحت قيادته أصبحت رواندا عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي، وبفضل دبلوماسيته النشطة، تمكنت رواندا من إقامة علاقات قوية مع العديد من الدول والشركاء الدوليين، مما انعكس إيجاباً على التنمية الوطنية، وهنا تحديدا نجد ان السودان بحاجة الي دبلوماسية القوة الناعمة ليحقق نموذج جيد في علاقاته الخارجية وحسن الجوار وان ننظر لمصلحة المواطن التي تتطلب قيادة فاعلة تحسن علاقاتها مع الجميع ليس بغرض التوافق الايدلوجي ولكن بقصد التوافق علي مصلحة الوطن والمواطن.

ختاماً:
التطور والتحول الايجابي الذي تشهده رواندا في جميع مناحي الحياة بفضل جهود الرئيس كاغامي، يجعلها نموذجاً يحتذى به في القيادة الرشيدة والتنمية المستدامة. ومن خلال التركيز على المصالحة الوطنية، والتنمية الاقتصادية، والابتكار، وتمكين المجتمع ، وتعزيز دور المرأة وحقوق الإنسان، قاد كاغامي بلاده نحو مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً، فالدرس المستفاد من تجربة كاغامي قوة الإرادة والتصميم وحب الوطن كدافع في تحقيق التغيير الإيجابي .

Comments are closed.