لبنى خيري تكتب: الناظر ترك واللعب علي المكشوف
عشرات الاتفاقات وعشرات من ابناء كل مناطق السودان علي مر الحكومات شاركوا لكن ظلت نبرة التهميش هي الاعلى دون الاعتراف بفشلهم في ادارة ملفات المناطق التي يمثلونها.
لأن اعين الغالبية كانت علي الكراسي اولاً وليس من ادعوا الخروج من اجلهم باسم التهميش، وحتي الان مازال الامر مستمرا.
ولان كثير من الحقائق غابت عن كثيرين جعلت الوطن مستباح والحكومات لا تحترم بما ان من يفرض ويشترط هم نظار وعمد لقبائل مهما كان حجمها لكنها لاتمثل كل مكونات المناطق.
فقد ظل الشرق الحبيب ودارفور خنجران في خاصرة الوطن اولاً بسبب عدم فهم الحكومات المتعاقبة بان القبلية تسيطر علي هذه المناطق وتحتاج بذلك لتعامل خاص لحساسية الاوضاع بين قبيلة واخري.
الامر الذي شهدنا تداعياته في دارفور بسبب التكوين القبلي للحركات المسلحة او المسميات التي طالت المكونات المجتمعية في شرق السودان ناهيك عن ان اي خلاف قد حدث كان ضحيته المواطن.
ولاننسي مقتل الالاف في دارفور والشرق ودور حكومة العهد البائد او الحركات في دارفور لان لا احد يستثني مما حدث لتصبح المحاصصات والكراسي هي نهاية طريق الدم دون ايجاد حلول لمشاكل تلك المناطق.
والدليل عشرات الاتفاقات التي وقعت بين الحكومة الفائتة وحركات دارفور ابوجا الدوحة وووو، كان الناتج صفراً ومليارات دفعت من الدول المانحة تبددت دون حسيب او رقيب.
وتكرر الامر في شرقنا فبعد مقتل اكثر من عشرين شخصا في الاحتجاجات المطلبية في 2005 الامر الذي ارضخ الحكومة لان توقع اتفاق الشرق في 2006 والذي تم بموجبه تكوين صندوق اعمار الشرق لم نرى سوي مشاركات تنفيذية لم تقدم لاهل الشرق مايذكر.
ولم يري احد اي اعمار للمناطق المهمشة رغم مشاركة بعض ابناء الشرق مثل الذين يقودون الآن احتجاجات طالبوا علي اثرها بحل الحكومة الانتقالية والغاء مسار الشرق والذي ايضا لاعتبارات حزبية وقبلية بل وطالبوا بحل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وكل هذا لاعلاقة له بالمطلب الاساسي وهو تنمية الشرق وانهاء مشكلة التهميش التي خرجت عشرات من الاحزاب والمنظمات باسمها.
والسؤال هو ماذا فعل الناظر ترك لمواطن شرق السودان وقد كان مشاركاً في النظام البائد وماذا قدم موسي محمد احمد وقد كان بامكانه الكثير وهو مساعد وقتها للبشير ؟.
ممارسة الضغط علي الحكومة رغم اقرارنا بضعفها في حل كثير من المشكلات بهذه الطريقة مرفوض، فالميناء ليس ملكا لترك ولا الشرق حتي يقوم بتعطيل الحياة واغلاق الطريق القومي من اجل تنفيذ مطالب علي الجميع ان يقول رايه فيها وليس مجموعات اثنية محددة ظلت تحارب باسم اقاليم كاملة والغاء حق الاخرين.
نعم مسارات اتفاقية جوبا تعد اشكالية لكن اهل الوسط والشمال عندما رفضوها بحسبان ان من وقعوها لايمثلونهم لم يغلقوا طريقا ولم يهددوا بفصل مناطقهم كما يفعل الناظر ترك.
نعم الشرق يعاني وجبال النوبة تعاني وهناك مناطق في الشمال لم يزرها مسئول منذ الاستقلال لكن لا يعني هذا ان يخرج كل مواطن باسم منطقته بعيدا عن مشاكل السودان ككل.
خاصة وان كثيرين ممن خرجوا الان كانوا جزء من النظام السابق مناوي او ترك او عقار او عرمان والان موجودين بعد ان استشهد عشرات الشباب من اجل تغيير لم يحدث.
بما ان النظام البائد بكل سوءاته في جعل صوت السلاح والقبيلة هو الاعلي مازال مسيطرا، فترك كما اخرين يريد منصبا في الكيكة التي لم يشارك في دفع ثمنها كما الاخرين لكنه يزايد باسم التهميش الذي زايد الاخرين باسمه من قبل وحكموا ولم يقدموا مايذكر.
ترك يريد اعادة تدوير ملف الكيزان عبر ورقة فصل الشرق لانه يعلم بانه الرئة الني يتنفس منها اقتصاد السودان.
وعلي الحكومة ان تنظر للموقف من كل النواحي فلجان المقاومة الممثل الشرعي للثورة ضد ما يفعله ترك ومن معه وهناك ممثلين لمسار الشرق غير الاثنيات الاخري والاحزاب الكثيرة المختلفة التوجهات.
لذلك التأني في اختيار من يحاور ترك ممثل المعارضة الان مهم مع الاخذ في الاعتبار ان الرجل لا يمثل كل الشرق.
وكفي الله بلادنا الفتن ماظهر منها وما بطن.
Comments are closed.