العلاقة بين الأمن والاعلام

149

اضاءة حول اعتقال الصحفي الاستاذ عبد الماجد عبد الحميد
بقلم: عميد م. دكتور عبد العظيم نورالدين
ظلت قضية العلاقة بين الإعلام والأمن يشوبها في بعض الأحيان عدم الثقة بين الطرفين، غير أن هنالك ما يجمع بينهما، فهما وجهان لعملة واحدة من حيث أنهما يعملان لهدف واحد هو حماية الدولة – أي دولة – وأمن وأمان مواطنيها وإن اختلفت الوسائل والأهداف الخاصة بكلٍ.

وتتفق المؤسستان في العمل في دائرة واحدة هي دائرة المعلومات ولكنهما يختلفان في طريقة الحصول عليها والتعامل معها. فالإعلام يركز على حق المواطن في المعرفة والاطلاع على الأحداث أولاً بأول. بينما يهتم الأمن بتأمين المعلومة للحفاظ على الأمن العام وسلامة المواطن.

وبشكل عام ينظر الإعلاميون إلى رجال الأمن – في بعض الأحيان – حيث يرون أن أولئك ينقصهم التدريب على الاتصال الإعلامي الجيد. وتفهم دور الإعلام. ولذلك يميلون إلى فرض الرقابة علي الأعلام والاعلاميين. وفي الوقت نفسه ينظر رجال الأمن إلى الإعلاميين بأنهم يميلون إلى السبق الصحفي ولا يتعتنون بالتريث في بثها والسعي نحو السبق الصحفي والإثارة دون تقدير للمسؤولية الوطنية ومتطلبات الأمن القومي.

كما أن الحرص والتكتم الشديد للأخبار من قبل المؤسسات الأمنية وعدم اتاحتها في الوقت المناسب يؤدي إلى نمو الاشاعة وانتشارها إذ تجد جواً مناسباً وذلك عند غياب المعلومة الصحيحة خاصة وأن من طبيعة الجمهور التعطش الشديد للأخبار.

ومن المعلوم فإن الاعلام السالب يمكن يكون يصبح منتجاً ومروجاً للإشاعة وهادماً للأمن القومي وباعثاً ومحرضاً على الكراهية بكل أشكالها وأنواعها.

وبين هذا وذاك فإني أرى أن الهوة بين الإعلام والأمن ليست عميقة ويمكن ردمها إذا عرف كل منهم طبيعة عمل الطرف الآخر. ولذلك ينبغي على المؤسسة الأمنية معرفة ماذا يريد المواطن وكيف يفكر من أجل زيادة القدرة على توجيه المجتمع نحو مزيد من الثقة بالقطاع الأمني.

وكذلك على الأجهزة الأمنية الانفتاح الإيجابي على وسائل الإعلام وانشاء علاقات متوازنة، وقنوات اتصالية دائمة ومكاتب متخصصة للتواصل مع الصحفيين وأن يكون الناطق الرسمي للمؤسسة الأمنية متاحاً في كل الظروف والأوقات لينقل للإعلاميين ما ينبغي بثه واذاعته، وما لا يجوز التعرض له مع عدم السماح لهم بالاطلاع على المعلومات الأمنية الخاصة أو بثها ونشرها.

وعلى الصحفيين معرفة مفاهيم الأمن القومي في كل مستوياته ومفاصله. ومتطلبات القضايا الوطنية ومحتوى الرسالة الأمنية والقيام بالتغطية المتوازنة بين ما يمكن نشره وما ينبغي السكوت عنه.

Comments are closed.