الطيب المكابرابي يكتب (موازنات): راجعين الى بلد الطيبين

36

العنوان اعلاه اسم لمبادرة انطلقت منذ عدة شهور استهدفت اعادة السودانيين المقيمين على أرض الشقيقة مصر الى بلادهم حال الرغبة في العودة الى الديار.

المبادرة كفكرة ليست بالجديدة والتفكير في العودة راود البعض منذ حين وكان الجميع ينتظر تنفيذ احاديث القروبات والصوالين واللقاءات الى واقع معاش يسمح للراغبين في العودة الى الوطن بالعودة الامنة خاصة اولئك الذين قدموا بطرق غير قانونية ولا يسمح لهم بالخروج عبر الطرق الرسمية عند الرجوع.

كغيري كنا نسمع عن مبادرات كهذه ونقرا وكثيرون ينتظرون الى ان شاء الله وتمت اضافتي الى مجموعة واتساب بالاسم اعلاه (راجعين الى بلد الطيبين) حيث بدأت اتواصل مع القائمين على المبادرة الى ان التقيت احدهم وجها لوجه ليلة امس الاول الخميس.
وفقا لموعد مسبق التقيت الاخ محمد المعتصم احد اثنين يقودان هذه المبادرة لاستجلي منه حقيقة الامر منذ الفكرة والنشاة والمسير حتى الان.

حدثني الاخ محمد المعتصم بان المبادرة قامت على اكتافهم وزميله محمد سليمان محمد علي واخرين هم الان يعملون جميعا بكل تجرد لخدمة ابناء بلدهم الراغبين في العودة خاصة وان الحال قد تغير كثيرا بحيث عاد الامان الى بعض المناطق في الخرطوم وتغيرت المعايير والاسباب التي الجات بعضهم الى مصر من حيث تغير اسعار السلع والخدمات وانحدار قيمة الجنيه السوداني بما شكل ضغوطا اجبرت الكثيرين على مراجعة الحسابات واتخاذ قرار العودة الى البلاد..

يقول محدثي محمد المعتصم أنهم تلقفوا مبادرة من قبل القوات المسلحة المصرية وقرار تمديد فترة توفيق الاوضاع وقرروا الاستفادة من هذه الفترة في تسهيل سفر الراغبين.

انشاؤا مجموعات على تطبيق الواتساب ينضم اليها الراغبون في العودة ومن ثم يتم انشاء مجموعات واتساب صغيرة اخرى كل مجموعة تدرج فيها أسماء المسافرين في اليوم المحدد للسفر عبر القطارات من محطة رمسيس الى اسوان ومنها الى ابوسمبل حيث يقوم كل بتسليم نفسه الى الفرقة 116 التابعة للجيش المصري والتي تقوم بانزالهم في اماكن مخصصة وتمنحهم ثلاث وجبات ثم يتم تجهيز بصات لترحليهم حتى الحدود ..

هذا باختصار طريق العودة الامنة المامونة عبر هذه المبادرة.. ولكنه ليس كل شئ عن المبادرة .

من متابعاتي داخل المجموعة علمت ان هؤلاء الشباب يقومون بتوفير قيمة التذاكر واحيانا كل مصاريف السفر لمن يعجز عن توفير قيمة ومصاريف العودة الى الديار فسالت عن الجهة أو الجهات التي توفر تلك المبالغ فكان الرد انها تاني عبر تبرعات من أشخاص يعلنون تبرعهم ونطلب منهم الحضور الى محطة القطار لحجز التذاكر بانفسهم وتسليمها في حينها لمن يعجزون عن دفع القيمة ويرغبون في الرجوع كما كشف المعتصم عن سودانية واحدة تقيم في الخارج تكفلت بتذاكر شهر كامل للراغبين في العودة غير القادرين على توفير ثمن التذاكر وقد أوفت بما وعدت.

ما هو مطلوب أيها الناس ان تتولى سفارتنا في مصر بالتنسيق مع السلطات المصرية ومع هؤلاء الشباب والقادرين ماليا من ابناء وطننا في مصر وهم كثر مسؤولية توسيع هذه المبادرة بحيث تشمل تاجير بصات مصرية تتحرك من القاهرة مباشرة الى المعابر وفقا لمطلوبات السلطات المصرية تقليلا لزمن السفر وان تشمل هذه العودة اليات لترحيل بعض مااقتناه الناس هنا من اثاث وعمارة بيوت خاصة وانهم فقدوا كل شئ هناك ومن باب أولى ان يعودوا بما اقتنوه هنا ليكون لهم تعويضا عما فقدوه.

ننتظر ان تجد هذه المبادرة ماتستحق من الاهتمام وان تتوسع لتصبح منظمة أو مؤسسة سودانية للعودة تعمل على اعادة كل الراغبين في العودة الى بلادهم من دول الجوار وكل الدول التي لجا اليها السودانيون بسبب هذه الحرب..
وكان الله في عون الجميع.

Comments are closed.