آدم تبن يكتب: حكاية من حلتنا.. العودة للمدارس

124

وتعود المدارس لتفتح أبوابها للطلاب والتلاميذ لتلقى العلوم النافعة لهم فى حياتهم ومستقبلهم “فالعلم يرفع بيتا لاعماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف”.

فالتعليم يقود التنمية وينمى ملكات الإنسان ويساهم فى زيادة حصيلته المعرفية ويوسع مداركه ويجعله قادرا على الكتابة والقراءة والفهم والاستيعاب والقدرة على التعايش مع المجتمع والتفاعل مع قضاياه ومشاكله المختلفة.

وتعود ذكريات حكاية من حلتنا مع فتح المدراس إلى أيام كان غالبية المجتمع لايهتم بالتعليم بل حتى الحكومات لم تضع التعليم فى سلم أولوياتها لكنها على قلته ظلت توفر له مقوماته المعروفة فى ظل أوضاع إقتصادية مستقرة كانت تعيشها البلاد فى حقب الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات.

فالمدارس كانت قليلة والمعلمين كانوا يطلقون عليهم كلمة “المدرسين”، بضم الميم وفتح الدال وكسر الراء، فهم على قلتهم إلا أنهم أصحاب قدرات كبيرة فى مجال التعليم يعرفون كيف يتعاملون مع المجتمع.

حيث كانت الوظائف مركزية يتم النقل لجميع أنحاء البلاد فتجد معلم من أقصى الشرق يدرس فى أقصى الغرب وهذا هنا وهذا هناك، ويضاف إلى ذلك أن المطلوبات كانت متوفرة وتصل لادارات التعليم قبل وقت كاف من بداية العام الدراسى وتقوم هى بدورها بتوصيلها للمدارس حسب حاجتها من الأثاث و الإجلاس والكتاب والكراس والطباشير والأوراق والاقلام والسبورات.

وهنا كل الإجراءات تقع على عاتق الإدارات التعليمية المختصة حيث توفر لهم الميزانيات المالية اللازمة التى تساعدهم فى توفير العربات التى تقوم بترحيل المنقولين وأغراضهم ونقل الإحتياجات التعليمية، وكذلك يتم توفير السكن لهم ولأسرهم وإنشاء الداخليات وتوفير الغذائات أو الميز الطلاب والتلاميذ الذين يسكنون فى الداخليات.

وكانت المدارس تفتح بتوقيتات معروفة لا تراجع عنها حيث يبدأ العام الدراسى فى الغالب فى شهر يوليو شهر سبعه وينتهى فى شهر فبراير للفصول الصغرى والامتحانات للفصول الكبرى الشهادتين فى شهري مارس وأبريل.

وعندها تغلق المدارس ويتوجه الطلاب والتلاميذ إلى مناطقهم وهم فى قمة سرورهم وفرحهم بعد أن أمضوا عاماً دراسيا شاقا تخللته إمتحانات الفترة الأولى وإجازتها تسمى الإجازة الصغيرة وفى بعض الأحيان إجازة عيدي رمضان والأضحى وعيد الاستقلال ولم تعرف إجازات غيرها فى وقت قريب دخلت إجازة الحصاد.

ويمتلئ العام الدراسى بالانشطة الاجتماعية والرياضية والأدبية والثقافية والرحلات العلمية والسياحية وعند نهايته فى الإجازة الصيفية يغادر الجميع المعلمين إلى مناطقهم والطلاب والتلاميذ ليكونوا فى خدمة المجتمع حيث يعملون فى مجالات الزراعة والرعى والتجارة والصناعة وخدمة البيت.

ويظلون على هذه الحالة حتى يطل عليهم عام دراسى جديد وعندها يتشوقون إلى الذهاب إلى مدارسهم ليعودوا ذكريات أيام مضت فرحا قضوها بين فصول الدرس وميادين اللعب وداخلياتهم التى ألفوا الحياة فيها ونشيد العلم يصدحون به عاليا بلحنه المميز.

نحن جند الله جند الوطن
إن دعا داع الفداء لن نخن
نتحدى الموت عند المحن
نشترى المجد بأغلى ثمن
هذه الأرض لنا
فليعيش سوداننا عالما بين الأمم
يابنى السودان هذا رمزكم
يحمل العبء ويحمى أرضكم.
وصباح الخير مدرستى
ودمتم

Comments are closed.