لبنى خيري تكتب: أين كنا وأين صرنا؟

125

سرد تاريخي مبسط عن شخصيات قادت السودان خلال حقب مختلفة لكي نعرف اين كنا والي اين صرنا.

الشخصية الاولى والتي يعرفها كل الشعب السوداني محمد احمد محجوب الذي عرف شاعراً وخطيباً مفوهاً وسياسياً حكيماً وقاضياً وابرز ماعرف من انجازات فترة رئاسته مجلس وزراء السودان انه ساهم في ازالة الجفوة الحادثة وقتها بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر.

وسجل له التاريخ كذلك اهم قمة عربية تعقد في عهده وهي قمة اللاءات الثلاث التي انعقدت في الخرطوم بعد نكسة 1967 معلنة بالا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بالكيان الصهيوني وهذا وحده كفيل بان يجعل من المحجوب علماً يفتخر به سياسيو السودان وشعرائه وعلمائه وتدرس سيرته كشخصية اعتبارية ورمز يحتذي به.

الشخصية الثانية هي القانوني والسياسي مبارك زروق أحد ابناء امدرمان واحد مؤسسي الحزب الوطني الاتحادي اسس وزارة الخارجية بعد الاستقلال وفي عهده اصبح السودان عضواً في الجامعة العربية وهو خريج كلية غردون وعرف بجولاته وصولاته كمحامي فذ في المحاكم وقتها.

الشخصية الثالثة هي الزعيم الراحل اسماعيل الازهري ومعروف في اي بيت نشأ، لم يكمل تعليمه بكلية غردون لكنه عمل بها وانشا جمعية الآداب وانتخب امينا عاما لمؤتمر الخريجين في 1937ثم رئيسا للبلاد حتي انقلاب نميري والقبض عليه والزج به في السجن وقصة مرضه المعروفة ووفاته رحمة الله عليهم جميعاَ.

هذا بعض غيض من فيض ساستنا الذين قدموا لهذا الوطن وكانوا فخرا يحتذى، وربما اوردت جانباً من سير البعض للمقارنة بين اين كنا والي اين وصلنا من جهل وتخلف وقادة مهدت لهم الظروف فقط ان يحكمون شعبا عظيما مثل السودان عرف بتاريخه الناصع وتاريخ قياداته التي كانت منارات وفخراً في كل الدول ومثالاً يحتذي ويكفي فخرا ان بعض الدول التي اصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة كان للسودان الفضل في ايفاد مهندسيه واطبائه ومعلميه للمساهمة في تطوير البني التحتية بكلياتها لتلك الدول.

ان الناظر لما يحدث اليوم من هوان وذل ووجود قيادات لا تشبه عظمة هذا الشعب ولا ثورة بنيه الذين ارادوا للبلاد ان تعود سيرتها الاولي، الناظر للامر يتألم للحال المزري الذي وصلنا اليه من امة كانت سلة غذاء العالم وكانت تخرج كسوة الكعبة من مدننا لدولة يتسول بعض قادتها باسم شعبها العظيم ويباع شرفها في سوق نخاسة الساسة والعسكر.

فهل نحلم بعودة محجوب ومبارك وميرغني حمزة من رحم الغيب؟ نعم ان الشعب قادر علي ان نعيده وطناً نفخر به بين الأمم.

Comments are closed.