زيارة أبن زايد للقاهرة و علاقتها بالسودان

38

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن دعم الأمارات للميليشيا في الحرب الدائرة في السودان، و حركة بن زائد التي كان قد قام بها إلي أثيوبيا من قبل ثم دعوة رئيس تشاد في يونيوو 2023م كانت لها علاقة وطيدة بالحرب الدائرة، بهدف إيجاد طرق لدعم الميليشيا عسكريا و بالمرتزقة، حيث فتحت تشاد كل معابرها من أجل تزويد الميليشيا بالسلاح، و أيضا زيارة أبن زايد لإديس أبابا كانت بهدف إرسال مجموعات منالقناصين الأثيوبيين لدعم الميليشيا عسكريا، و الأثيوبيين الذين تم قتلهم في المعارك و أسرهم تؤكد ذلك، و أيضا زيارة الدبلوماسيين و رجال المخابرات الأماراتيين حاملين حقائب الأموال لكل من جيبوتي و نيروبي و كمبالا لها علاقة بحرب السودان، حيث تحولت منظمة الإيغاد منظمة داعمة للميليشيا، و أيضا زيارة سلفاكير إلي الأمارات لها علاقة بالأعداد الكبيرة للجنوبين الذين مايزالون يقاتلون مع الميليشيا، و قد استجلبوا لكي يتولوا عملية استخدام المدافع في مناطق السودان المختلفة. و بالتالي تحركات أبن زايد لها علاقة مباشرة بالحرب الدائرة في السودان..

في أقل من شهرين كان أبن زايد قد زار القاهرة، و خرجت كثير من الانباء كان مصدرها الجناح السياسي للميليشيا، تقول فيها أن هناك لقاء مباشر بين البرهان و أبن زايد في منطقة العلمين، و أن اللقاء قد تم بوساطة مصرية بهدف ذهاب القيادة العسكرية إلي مفاوضات جنيف، و بدأت شائعات تخرج أن الجيش قبل المشاركة في المفاوضات، و عندما تأكد للجميع أن البرهان ذاهب إلي كيغالي، و أنه لن يشارك في أي مفاوضات، خرجت اشائعات أن شمس الدين الكباشي سوف ينوب عنه في المفاوضات، و تأكد أن مصر ليس لها أي علاقة بوساطة بين الجانبين..

أن زيارة أبن زايد للقاهرة قالت بعض المصادر الإعلامية لها علاقة بمشروعات اقتصادية استثمارية أماراتية في مصر، حيث كان مقررا في اليوم الثاني للزيارة وضع حجر الأساس لمشروعرأس الحكمة، كما أن مصر قد طرحت مشاريع أخرى شبيهة لمشروع رأس الحكمة الذي تستثمر فيه الأمارات، و هما مشروعي رأس جميلة و بناس.. و تأتي زيارة أبن زايد في الوقت الذي بدأ فيه مستشار أبن زايد الدبلوماسي قرقاش يعلن في تغريدات قال فيها ( في ظل الحروب و الأزمات التي تهدد الأمن العربي و الإقليمي لا خيار أمامنا إلا باستعادة مفهوم الدولة الوطنية و احترام استقلالها و سيادتها) و أضاف قائلا ( زمن الميليشيا بأبعاد الطائفية و الإقليمية كلف العرب كثيرا و أثقل كاهل المنطقة) إذا قارنا حديث قرقاش بالذي تقوم به بلاده من دعم للميليشيا ضد السودان و مواطنيه ماذا يسمى ذلك؟ و من الذي له علاقة بعمل الميليشيات و استخدامها لمصالحه.. هذه حديث للاستهلاك السياسي ربما الهدف منه هو معرفة ردة الفعل عند قيادة الدولة في السودان، أو حتى وسط المواطنين السودانيين.. الأمارات سبب مباشر في حرب السودان ليس داعمة و أيضا مخططة لها من خلال تواجدها فيما يسمي بمجموعة ” الرباعية” و من خلال دعوتها بعد الثورة لعدد من القيادات السياسية الذين تستخدمهم الآن في مخططاتها ..

أن زيارة أبن زايد للقاهرة لها علاقة مباشرة بأحتمال الحرب المتوقعة بين أيران و إسرائيل، خاصة بعد قصف إيران لإسرائيل بالصواريخ البالستية، و تصريحات القيادات العسكرية الإسرائيلية أنهم سوف يردون على القصف في الوقت الذي يحددونه.. هذه التصريحات؛ تجعل احتمال الحرب ممكنا، باعتبار أن إيران سوف تجر معها العراق و سوريا لمواجهة مع إسرائيل.. أن نشوب الحرب هو الذي أقلق أبن زايد، خاصة أن طهران تتهم أبوظبي بأن لها تنسيقا كبيرا مع إسرائيل، و ربما تستخدم الأراضي الأماراتية من قبل القوات الإسرائيلية أو الأمريكية، لذلك سوف تكون على مرمي القصف الصاروخي الإيراني و غيره، أن تعرض الأمارات لقصف صاروخي سوف يؤثر عليها كمركز أقتصادي أقليمي من جانب، و من جانب أخر تعرض البواخر الأماراتية العابرة للبحر الأحمر و خاصة سفنها الناقلة للنفط إلي قصف من قبل الصواريخ الحوثية، الأمر الذي يجبرها على الذهاب عبر رأس الرجاء الصالح مما يرفع قيمة “التأمين و النولون” و يتسبب في مضاعفة القيمة على البضائع و البترول.. أيضا أن الحرب في المنطقة سوف تعطل حركة الطيران و تؤثر على الناقل الأماراتي ” طيران الخليج و الاتحاد” لذلك جاءت الزيارة للقاهرة دون الإعلان عنها بعد القصف الصاروخي الإيراني لإسرائيل، و تصريحات القيادات العسكرية الإسرائيلية.. و الهدف من الزيارة التباحث مع القيادة المصرية في التطورات الحادثة في المنطقة، و التي لم يكن محسوبا لها، إلي جانب أن مصر واحدة من الدول المؤثر في البحر الأحمر..

أن الزيارة ليس لها علاقة مباشرة بالحرب الدائرة في السودان، و ربما يتم التطرق لها من باب التطورات الحادثة في المنطقة و الأمارات جزء منها، و تغريدات قرقاش محاولة صرف الانتباه عن القلق الذي تعيش فيه القيادة السياسية الأماراتية بسبب التطورات في المنطقة.. و أيضا عندما قررت الأمارات و السعودية خوض الحرب ضد الحوثيين، كانت الزيارة المتكررة للقاهرة من قبل قيادات الدولتين، خوفا من مناصرة إيران للحوثيين و الدخول في حرب مباشر معهما.. جاء أبن زايد بسبب هذه التطورات التي لا تعرف كيف تكون نتائجها.. نسأل الله حسن البصيرة..

Comments are closed.