لبنى خيري تكتب: مانديلا والدواعش

146

مثل ما يمتلك نيلسون مانديلا الزعيم الافريقي المناضل الجواز السوداني كذلك امتلكه عشرات من العرب والافارقة بل والآسيويين الذين بينهم المجرم والارهابي والهارب وغيره.

وبينما منح مانديلا الجواز السوداني نهاية ستينيات القرن الماضي كمساهمة من السودان في دعم قضية جنوب افريقيا ضد العنصرية والاستعمار، كذلك منحت حكومة البشير الجواز لآلاف ربما لأغراض تختلف تماما عن الغرض النبيل الذي منح بموجبه جوازنا لمانديلا.

فللأسف خلال 30 عام مضت امتهن الجواز السوداني واصبح يباع بأبخس الاثمان ودخل الاف من دول جارة واستقروا بمختلف توجهاتهم، الباب الذي انفتح علي مصراعيه لدخول جماعات ارهابية اتخذت من مدن السودان محطات للتخطيط ربما لتنفيذ اعمالها الارهابية من داخل السودان، ومحاولة اغتيال حسني مبارك ليست بعيدة عن الاذهان.

وكانت تقارير كثيرة قد انتشرت بعد اكتشاف وجود أسامة بن لادن بالسودان عن وجود خلايا نائمة جعلت من السودان دولة في مصاف الدولة الراعية للارهاب، هذا الملف الذي ارهق بسببه الشعب السوداني بسبب فرض عقوبات اقلها الحصار الاقتصادي الذي تضررنا منه كثيرا.

وكشفت تقارير سابقة عن ان اكثر من 50 الف اجنبياً يحملون الجواز السوداني الذين زاد دخولهم البلاد خاصة بعد الحرب في سوريا رغم ان الجواز منح لجنسيات مختلفة.

هذا الامتهان الذي حدث للقيمة والهوية والسيادة الوطنية انتظرنا ان ينتهي بعد ثورة التغيير، ورغم ان هناك تحركا قد بدأ من الجهات المختصة لمراجعة عملية تجنيس الأجانب من الفترة 1989/2019 لكن لم تصدر معلومات عن الي اين وصلت وزارة الداخليه في هذا الامر، وهل تم القبض علي تلك المجموعات خاصة وان بعضها حسب ما أثير كانت له علاقة مباشرة بقيادات نافذة في الدولة هي من كانت تقوم بتسهيل هذه العمليات فكثر عدد الفاسدين الذين باعوا السيادة لاجل المال وربما ان عقوبة الاعدام لا تكفيهم لانهم اسهموا في تدمير سمعة واقتصاد وامن البلاد.

وربما ان ماحدث بالامس من استشهاد عدد من الضباط الاخيار عليهم رحمة الله ورضوانه وهم يقومون بمداهمة منزل مستاجر لارهابيين يقودنا الي امر اكثر خطورة هو وجود مثل هذه الخلايا داخل الاحياء السكنية دون الانتباه مما يعني ان تلزم الدولة ملاك العقارات بعدم تاجير اي سكن لاجانب دون تسجيل بياناتهم لدي الاجهزة المختصة.
فمع ماتعانيه البلاد الان من سيولة امنية وانشغال حكامنا الاماجد بالصراعات والمهاترات اصبحت البلاد اكثر عرضة للاختراق مماهو حادث ناهيك عن الموجودين اصلا مع فتح الحدود المستمر مع دول جارة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالمناطق المشتعلة في السودان.

مع التكدس غير المبرر لعشرات الحركات والقوات بالخرطوم والتي علي الحكومة الاستفادة منها في حماية الحدود واغلاق الباب علي دخول مجموعات ارهابية عبر الحدود البرية.

Comments are closed.