من الذي أجهض المشروع الأماراتي؟
بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
عندما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غواتيرش أمام مجلس الأمن ( أن الظروف ليست متوفرة لنشر قوات تابعة للأمم المتحدة
في السودان لحماية المدنيين) و هي الرؤية الأمريكية التي كانت ساعية لدخول قوات أممية للسودان
تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة..
هل كان غواتيرش يعلم أن حديثه سوف يجهض الخطة الأمريكية الداعمة للميليشيا التي تقف وراءها الأمارات؟
أن دولة الأمارات جندت كل الطاقات العندها و الأموال في تحقيق مشروعها الداعم إلي سيطرة الميليشيا و كل مرة تحاول فيها إعادة التجربة في مجلس الأمن تفشل،
و تجر هي و عملائها وراءهم أزيال الخيبة و الإنكسار .. و لكنها تعاود الكرة مدفوعة بأن التجربة القادمة سوف تهيء فيها الظروف المؤاتية، تعمل على تجويد عملها بصورة أفضل، مدعومة من قبل الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا و لكنها تفشل..
كانت الدعوة الأخيرة في مجلس الأمن قد تم الترتيب لها منذ بدأ المبعوث الأمريكي توم بيرييلو زيارته الأخيرة، و استهلها بنيروبي و التقي بقيادات “تقدم” حيث بدأت تظهر دعوة للتدخل الدولي من قبل الاتحاد الأفريقي أو قوات أممية تحت البند السابع..
قال بيرييلو في نغريدة معلقا على التدخل الدولي لحماية المدنيين أن المقترح قدمته قيادة ” تقدم” و التغريدة نفسها هي محاولة تبرير “مقدمة” إذا فشل المشروع، بالقول أن الدعوة ليست رغبة أمريكية أنما رغبة من قيادات سياسية سودانية..
المخطط التأمري على السودان
و معرف أن المخطط التأمري على السودان الذي تقوده الأمارات الداعمة للميليشيا المستخدمة كرأس رمح في تنفيذه،
وراءه الدول التي كانت في ” الرباعية – أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات” الذين حاولوا أن يفرضوا على الشعب السوداني قيادات بعينها. فشل المخطط في ” الاتفاق الإطاري” ثم فشل في الخطة البديلة ” الانقلاب العسكري من قبل الميليشيا” و فشلت كل المجهودات أن تعود الميليشيا مرة أخرى عبر التفاوض في منبر جدة و جنيف.. أخر هذه المجهودات هو الدعوة للتدخل الخارجي عبر بوابة مجلس الأمن تحت البند السابع و هي أيضا قد فشلت..
ممارسات الميليشيا في شرق الجزيرة
أن الدعوة للتدخل الخارجي تحت البند السابع، تؤكد أن الممارسات التي مارستها الميليشيا في شرق الجزيرة لم تكن بدافع الانتقام
من موقف كيكل، أنما كان الهدف منها هو زيادة حالة قتل المواطنين في العديد من مناطق السودان التي تسيطر عليها الميليشيا أو التي تطالها
يد الميليشيا حتى تكون مقنعة لأعضاء مجلس الأمن بضرورة تدخل قوات أممية لحماية المواطنين..
أن حالة القتل في شرق الجزيرة صاحبتها قصف عشوائي
لمناطق أم درمان و كرري، و أيضا هجوم على المدرعات و شرق النيل، كان الهدف منها جميعا أقناع أعضاء مجلس الأمن..
فهي مخططات مرتبة و تشارك فيها دول و عناصر سودانية داخلية داعمة للميليشيا…
أن حياكة المؤامرات الخارجية ضد الوطن، بهدف السيطرة عليه من خلال تصعيد قيادات سياسية للسلطة
شبيهة بحكومة ” تغو دينه ديم” في فيتنام الشمالية التي كانت مدعومة من قبل الولايات المتحدة، أو حكومة
” فيشي” في فرنسا التي كانت مدعومة من قبل ألمانيا النازية..
جميعهم قد سقطوا عندما تغلبت القوى الوطنية على الأيادي الخارجية ،
و تحاول ذات الدول أن تعيد التجربة مرة أخرى في السودان،
و لكن كل المخططات كانت تسقط بفضل و يقظة و وعي الشعب السوداني..
عندما رفع شعار ” معليش ما عندنا جيش”
و ” البوليس جرى” كانت بداية للمخطط لضرب القوى الصلبة في البلاد. و تسكين الشعب
بشعارات هلامية بهدف تمرير المشروع..
و سوف تسقط كل المخططات القادمة من خلال التلاحم الشعبي القوي
و الاستنفار و حمل الشعب السلاح حماية لوطنيه،
فالسلاحه نفسه دفاعا عن الوطن و الوقوف ضد المؤامرات الخارجية
سوف يخلق وعيا سياسيا جديدا في المجتمع،
و أيضا سوف تسقط مؤسسات قديمة تصدعت جدرانها.. فالحرب سوف تخلق معادلة سياسية جديدة لها رؤى جديدة
تتجاوز بها سلبيات الماضي. نسأل الله حسن البصيرة..