في فضيلة التغيير للأفضل.. (قوموا لها يرحمكم الله)!
بقلم: د.عبدالسلام محمد خير
أربكني الأمر، بل حيرني!.. هل هو من قبيل التفاصيل التي قيل إن الشيطان كامن فيها؟!..
لقد صرفت النظر عن موضوع مهم بحجج إنطباعية (دا وقته؟!).. إلى أن فاجأنا رئيس امريكي جديد لا يتجمل به أمام الإعلام ، بل ينفذه!.. التف حوله الناس لأنه مختلف، ليس كسابقيه بمن فيهم أوباما الذى كان قد اعلنها صراحة فور فوزه (CHANGE).. تمدد حكمه لولايتين وبقى الحال في حاله (أمريكا هي أمريكا، قلبها ليس بيدها).. الآن (عشم) التغيير في رئيس مختلف، فهو رجل اعمال، واضح، بلا بروتوكولات، و(تعال بكرة)!..
صحيح يواجه مشاكل عدة منها الإستهداف، لكنه قدم نفسه كضحية والناس يحبون الوقوف مع الضحايا.
كأنه البطل منقد الضحايا.. تلاحقت التهاني من الدول وعينها على أشجع ما قال وهو إيقاف الحروب،
وعلى ما لم يقله لكنه سيفعله (التغيير).. كانما الإنتخابات كانت أصلا إستفتاء على (الحروب والتغيير)..
محللون إنشغلوا بدلالات رئيس منتخب من داخل السوق يوزع الوعود فيما يشتهي العالم – التغيير، إيقاف الحروب.. أشعل الفضاء كظاهرة كونية.. العالم يريده هكذا،
يوقظ الأحلام ومنها التغيير إلى الأفضل، وإنهاء الحروب..
مواطن سوداني صادفته فضائية طرف الشارع فقالها متهللا كأنه وجد حلا لكابوس (نريده أن يوقف هذه الحرب).
الإنشغال بظاهرة ترامب المصطنعة
الإنشغال بظاهرة ترامب المصطنعة استدعى الأمنيات المؤجلة ومنها (التغيير).. من شعارات إلى سلوك يومي (عادي) الى إستراتيجية متصلة بحاجة الشارع وتقانة العصر ونظريات الإدارة الحديثة، وقبل ذلك قيم المجتمع (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)
ومعناها ان التغيير تمليه الحرب، ويبدأ من الداخل، من الأنفس التي ملت تكرار التجارب..الكل يؤمل في (تغيير ذاتي عملي يحتذي)..
والكل يقول (لابديل للتغيير الا التغيير) وهذا المقال كذلك!.. فهو عن (التغيير) إلى الأحسن كفضيلة تهفو إليها القلوب من زاوية (التغيير رحمة)..
المقال ظل مجمدا مثل كل تغيير الى ان فاز رئيس في أمريكا يعد بتحريك كل مؤجل بما في ذلك (CHANGE) –
(بتاعة أوباما) فتم (تغيير) أساسي، العنوان، السياق.. قلت أجرب (التغيير) لأكتب عنه.
بدات حملة تغيير المقال بالعنوان.. عفوا!.. كلمة (حملة) تنسف فكرة التغيير، كما فعلت بمشروعات نبيلة، لا داعي لنذكر الناس بها.. العنوان كان هكذا (المهم..هل سنتغير ام لا؟!).. ظللت أسير مقولات محبطة مثل (هل هذا وقته) إلى أن صادفت انشودة وطنية رائعة للعطبراوي: (لو ننهض جميع بصلابة)!.. بهرني مشهد الأداء الجماعي وما تضمن من رسالة هي هاجس أهل السودان اليوم.. أرسلتها لمبدع غيور متسائلا (ماذا تبقى)؟!.. حسم الأمر فمضى ينادي في القوم (قوموا إلى تغييركم يرحمكم الله)!.
صحيح ماذا تبقي غير (الاقدام) نحو تغيير للأفضل يصلح حال البلاد، يؤمنها، يصون ارثها وهويتها؟..
تغيير عينه على التضحيات والبشريات.. (اللهم إجعله خيرا).. فليس بعد نيران الحرب الا هموم التغيير إلى (ما هو أفضل).. هل هي معجزة؟!.. الفرصة سانحة لنتعلم من الحرب كيف (نتراحم) فنحقق تغييرا لا تواجه معه البلاد مثل ما حدث- لا قدر الله.. تغيير قوامه حسن الإقتداء
التغيير إلى الأفضل
(ان الله لا غير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).. التغيير إلى الأفضل هو من قبيل (العمل الصالح)- عبادة.. تراحم..
ثم إن التغيير علم يدرس (إدارة التغيير).. يسمونها إختصارا (هندرة) أي(هندسة العمليات الإدارية).. هدفها (المشاركة) والعمل (كالساعة).
يقولون (التغيير رحمة) وعماده القيم، العلم والممارسة.. بداية يستدعي إشاعة (ثقافة التغيير) لتجاوز (حاجات مكررة)
والتبشير بأوبة تلامس الأنفس لتتوق للأفضل لعمل خير جبلت عليه، وتفعله من تلقاء نفسها-ذاتيا بما يرقى لدرجة العبادة
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْۗ).. الفرصة سانحة لنتعلم من الحرب كيف نحسن التعامل ونجود العمل ونحقق تغييرا لا تواجه معه البلاد حربا بعد حرب – لا قدر الله.
المسؤولية جماعية تتطلب التحكم في الأنفس ونوازعها، لصالح تماسك البلاد وتطورها وتغييرها نحو الأحسن عمليا..
تغييرأساسه مراجعة الذات و(التأقلم) مع قناعات ظلت تنتظر الإقتداء بما تصدح به الأنفس في السراء
و طوال أيام الحرب (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ)- مما جعل التغيير مطروحا الآن بين أولويات مقترنة
بتضحيات ومبشرات وانتصارات وأهازيج عودة للديار المهجورة.. عادت الأنفس المهاجرة وهي مهيأة لتغيير
عنوانه التقارب ولهجة تخلو من الضغائن، تزدهي بالروحانيات
(تبسمك في وجه أخيك) وأن تفعل ما يسره، يجبر خاطره.. التغييرضرورة حياتية سلوكية، قبل أن يكون توجها خطابيا..
دعوة لأن نفعل ما نقول (فنتراحم).. كل بما يليه، يزيده حسنا، حمدا لله وشكرا.
Comments are closed.