الفيتو الروسي بداية معالم الطريق

0 8

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن جلسة مجلس الأمن التي عقدت أمس الأثنين 18\11\2024م التي استخدمت فيها روسيا حق الفيتو

لكي تفشل المخطط البريطاني الذي كانت قد قدمته لمجلس الأمن مع دولة سيراليون..

و يعد المشروع البريطاني مدخلا لإيجاد دور سياسي في المستقبل للميليشيا و جناحها السياسي بدعم اماراتي

مستمر من خلال استغلال شعار ” حماية المدنيين في السودان و توصيل الإغاثات”

و أن الفيتو الروسي قد وضع حدا لمحاولات بريطانيا المستمرة في تستغلال موقعها كرئيس لمجلس الأمن هذا الشهر..

و الفيتو ليس هو مجرد رفض للمشروع البريطاني، و لكنه وضع حد لمحاولاتها المستمر في إدخال قوات أممية و إقليمية في السودان، و هذه القوات الهدف منها هو أن تكون قوة مساندة للميليشيا و أيضا لجناحها السياسي الذي توظفه الأمارات كما تشاء..

أن المشروع البريطاني السيراليوني كان هادفا إلي تجريد السلطة الموجودة في السودان

و على رأسها الجيش من شرعيتها، و بالتالي أن تحدد بريطانيا و الأمارات القوى التي تعتقد إنها شرعية،

أن المشروع هو لا يخرج من دائرة الاستعمار القديم، و محاولة لإستغلال المنظمة الدولية

بهدف إطفاء عليه شرعية، و تمكين للقوى التي توظفها دولة الأمارات.. هذه الفكرة قد فشلت كما فشل مشروع انقلاب 15 إبريل 2023م من قبل..

اللعب على المكشوف

أن الفيتو الروسي قد جعل اللعب على المكشوف، و كما قال المندوب الروسي في مجلس الأمن

أن القوى التي تراهن عليها بريطانيا و أمريكا و الأمارات هي قوى فاقدة إلي الأهلية الشعبية،

و جعلت نفسها أداة تخدم التدخل الإميريالي مرة أخرى في السودان بوجه سافر..

و هي لا تقف عند القوى السياسية الظاهرة

لكن وراءها العديد من الخدام إذا كان في الإعلام أو منظمات مدنية مجرد أسماء ليس لها وجود في الواقع،

جميعها سيناريوهات مكشوفة..

أن روسيا قد بينت من خلال كلمة مندوبها في مجلس الأمن أي قرار يتخذه مجلس الأمن يجب أن تكون السلطة الحاكمة

في السودان موافقة عليه لأنها هي التي تصون سيادة البلاد و تمثل الشرعية التي يجب التعامل معها..

هل بالفعل أصبحت روسيا ” صنيعة كيزانية” كما بدأت مقولات شذاذ الأفق تطلق في الهواء،

و التي تمثل أضحوكة سياسية،

تبين الخواء الفكري و السياسي في الساحة السياسة السودانية..

أن الفيتو يمثل تحولا جديدا في المسار الإستراتيجي العالمي للسودان،

و هو مسار قد فرضته الأهداف الاستعمارية الساعية إلي تفتيت البلاد و السيطرة على ثرواتها، و بالتالي أصبح الصراع واضح تماما.. و كان حمدوك رئيس تحالف ” تقدم” قد بين في “هاوس تشاتام” المطلوب من بريطانيا عندما تستلم موقعها في رئاسة مجلس الأمن ” التدخل الدولي تحت البند السابع و إيجاد قوات دولية” و هي التي جعلت بريطانيا تعقد جلستين لمجلس الأمن لكي تمرر مشروع القوات الدولية و أخيرا واجهت ” حق فيتو” لكي يغلق هذا الباب تماما..

في جانب أخر من المشهد: وصل المبعوث الأمريكي للسودان لبورسودان، و التقي مع عدد من القيادات في الدولة آخرهم كان الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش..

المسار الإستراتيجي العالمي للسودان

و قال المندوب أنه وصل إلي بورسودان لكي يؤكد أن الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوداني و خياراته،

و العمل من أجل توصيل الإغاثات للمواطنين، و هذه أول مرة يزور المبعوث السودان رغم أنه كان يقوم بزيارات ماكوكية

للدول التي تحيط بالسودان إلي جانب الأمارات و السعودية، و صنع منبر جديدا في جنيف دون أن يحقق أي شيء

من الأهداف التي كان ساعيا إليها، باعتبار أن هناك أجندات سرية من كل ذلك لم يفصح عنها

و هي أجندات تخدم الأمارات أن يجعلها من المساهمين في حل المشكلة و المبعوث هو و إدارته على يقين أن الأمارات الدعم العسكري للميليشيا الذي اطال أمد الحرب..

القضية الأخرى التي تعتبر مهمة لأمريكا و بريطانيا العملية السياسية التي يراد بها أن تكون الميليشيا و اعوانها جزء منها..

قد اقتنع المبعوث توم بيرييلو أن العملية السياسية سوف تبدأ بعد وقف الحرب تماما، و الإنتهاء من وجود الميليشيا على الساحتين العسكرية و السياسية، و تبدأ داخل السودان، و دون وجود أي نفوذ خارجي مرة أخرى، أو استباحة أرض السودان من قبل أجهزة المخابرات الخارجية.. أن السودان بعد الحرب يجب أن تفرض فيه قيود على حركة الدبلوماسيين تماما، و أي تعامل من قبل القيادات السياسية السودانية مع العنصر الأجنبي يجب أن يكون من خلال وزارة الخارجية السودانية و على وضح النهار، و أي تعامل دون ذلك يجب أن يقدم اصحابه للقضاء.. أن المؤامرات ضد وحدة البلاد، و محاولات السيطرة عليه لاستغلال ثرواته و نهبها سوف تستمر، و تحتاج إلي اليقظة الكاملة من قبل الشعب السوداني صاحب المصلحة الحقيقية فيها… نسأل الله حسن البصيرة..

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق