شباب حزب البشير يرفضون الخلافات ويؤكدون أولوية حسم معركة الكرامة

0 35

رصد: (صحوة نيوز)
التوترات في المشهد السياسي بالسودان اصابت رياحها صفوف الإسلاميين وحزب المؤتمر الوطني، واقترب الحزب الذي حكم 30 عاما بقيادة المخلوع عمر البشير من نقطة الفراق فقد أعقب انعقاد اجتماع الشورى للمؤتمر الوطني مؤخراً، بيان المكتب القيادي الذي أبدى رفضا قاطعا لمخرجاته، وأثار تساؤلات حادة حول مستقبل التماسك داخل الحركة الإسلامية. هذا التصعيد في الخلافات الداخلية يأتي في وقت يواصل فيه الجيش السوداني معركته الشرسة ضد المليشيات، ما يطرح سؤالا جوهريا  هل من الحكمة إثارة هذه الخلافات في خضم هذا الصراع الوطني؟
ويعكس الوضع الراهن  أزمة عميقة قد تكون من نتائجها تقسيم الصفوف وفتح جبهات داخلية قد تؤثر على وحدة الجبهة الإسلامية في معركتها ضد المليشيا.
فما هي السيناريوهات المحتملة لهذه الأزمة؟ وهل هناك أفق لحل داخلي يمكن أن يعيد ترتيب أوراق الحزب ويسهم في استعادة توازنه السياسي؟
تم استطلاع عدد من شباب الحركة الاسلامية وحزب المؤتمر الوطني بعضهم طلب عدم الاشارة لاسمه.

*قرارات الشورى*
قال قيادي بالمؤتمر الوطني ان الخلاف حول لائحة وهو الظاهر لكن هناك خلاف حول قضايا ظلت موجودة داخل الحزب لعل اهمها مرجعية الحزب بعد التغيير وخلاف قديم منذ مذكرة العشرة وادى ذلك للانشقاق ، وظهر خلاف الآن في الحزب بين تيارين والشئ الآخر هو خلاف ظاهر حول من يرأس الحزب وتفترض الشورى كانت توضح ذلك وحدث خلاف حول انعقاد الشورى نفسها وهي قامت وكلفت مولانا احمد هارون برئاسة الحزب بما يعني إنهاء تكليف إبراهيم محمود وقررت الجلوس مع التيارين للتوافق .
واضاف قائلا في رأيي الشخصي نحنا عندنا أزمة مركبة خلاف قديم إستمر منذ ما بعد توقيع إتفاقية السلام الشامل وإلي حين السقوط ، ولكن كنا متعايشين معاهو ( زي مريض السكر) ولأن الجسم كان قوي وبتحمل ، ووجود السلطة نفسه بصورة من الصور كان مساعدا للتعايش معه دون أن يؤثر بشكل مفصلي ..
وجاء الإنقلاب ليجدد الخلاف منذ الاسبوع الأول حول مرجعية القيادة هل هي عند الحركة أم المؤتمر الوطني..
واضاف علي الرغم من أن اللائحة تنص علي ترؤس أمين الحركة للهيئة القيادية العليا حال غياب رئيس الجمهورية ولكن ذلك لم يتم عمليا نتيجة الخلاف .
واضاف ان الخلاف الأخير أو الحالي في رأيي فيهو جانب موضوعي متعلق بتفسير ما حدث فى ذلك الوقت ، وبتفسير بعض نصوص النظام الأساسي ، وجانب شخصي فيهو مرارات قديمة وجديدة ، إذ الأزمة أزمة نفوس وليست أزمة نصوص.

*معركة الوطن أولوية*
قال القيادي بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية دكتور الفاتح الحسن المهدي ان احد اهداف الشورى هو الوقوف علي ما تم من موقف وطني وشجاع من قواعد الإسلاميين وقيادتهم في الوقوف مع الجيش وضد المليشيا ومنازلتها في الميدان لا عبر البيانات ولا الخطب السياسية وانما وقوف في الخندق الواحد في كل مناطق العمليات لمن أستطاع سبيلا الي ذلك وكذلك تامين شورى الوطني  علي  تجديد الوقوف مع المتضررين من الحرب وشحذ همم الناس والمجتمع والقوى السياسية الوطنية لمواصلة المسيرة المشرفة في الدفاع عن البلد والتيار الإسلامي منذ بداية المعركة اأكد علي ان معركة الوطن مقدمة علي الانتصار السياسي وبانً يتجاوز الناس مرارات الماضي وإن يصطفوا الان لنهاية  المعركة الكبيرة وان يبدا الناس موقفا وطنيا جديد يتوافق مع متغيرات ما احدثته الحرب من دمار في البني التحتية والبني الاجتماعية والسياسية
وأضاف الحسن أن الحراك وسط الاسلاميين صحي وطبيعي والتيار الاسلامي يتكون من مدراس مختلفة تتعدد رواها ولكنها ملتزمة بما تخرج به مؤسساته ولاشك ان الذي حدث في السودان اثر على بنية كل التيارات السياسية ومؤسساتها  وتباين مراكز القوى فيها  واختلاف وجهات نظرها في مآلات الأوضاع واي قوى سياسية لها ان تنظم صفوفها وان تعمل مراجعاتها في برنامجها السياسي ووسائله وهياكله وما حدث في صفوف الإسلاميين بالطبع اكبر من كل القوى الاخرى من استهداف داخلي وخارجي وما حدث في شورى الوطني لم يكن الاول منذ التغيير ولن يكون الاخير بالطبع  ومن الطبيعي ان يكون له ردود افعال في الداخل مابين مؤيد من داخل العضوية ورافض ومشفق وذلك لان الممارسة كلها تتم في حالة طواريء وحرب وبالحضور الفعلي من المتواجدين فالذي جرى علي معظم الشعب السوداني من تهجير ونزوح ولجوء جرى علي قيادة وقواعد الإسلاميين ويعتبر التيار الوطني هو الوحيد الذي عقد مؤسساته في الداخل مما يدل علي حيوية وقوة وتماسك رغم ان غشيه من استهداف وحالكات الايام السابقة
واعتقد دكتور الفاتح الحسن ان الحل في تقديري ان يتقدم التيار الي الامام مركزا علي الاستراتيجي وهو حسم معركة الكرامة مع القوات المسلحة والحركات والمستنفرين والمجاهدين وان يعود الوطن الي عافيته فلن تكون كل الاحزاب والتيارات السياسية في عافيتها إلا بعودة الحياة الي طبيعتها والناس الي منازلهم وتعود بعدها الحياة السياسة الي طبيعتها في الانتخاب والتصعيد وتجديد الموسسات والتيار الوطني قادر علي تجاوز هذه المرحلة رغم صعوبتها وإفرازاتها باحترام راى الموسسات والخضوع له في كل الحالات وهناك لجان تعمل علي تقريب وجهات النظر والخلاف حول تفسير اللوائح  والنظم فقط وليس خلافا علي قضايا كبيرة  لذلك التيار الوطني سيظل موحدا وقادرا علي العمل في ظل هذه الظروف غير الطبيعية  ويستشرف كذلك مرحلة جديدة  يتم الترتيب والإعداد لها في التوافق مع القوى الوطنية  التي احتشدت في اعمار البلد والاتفاق حول المرحلة الانتقالية غير الحزبية. واعادة ترتيب لنفسه للمرحلة القادمة برنامجا وسائلا وتجديد مؤسساته المختلفة من القاعدة الي القمة.

*الالتزام باللوائح*
قال قيادي من شباب الاسلاميين ان ماحدث خلال الفترة الاخيرة يعتبر امتداد لتباين قديم ومتجدد في كتير من الرؤى وادارتها .. وتعرض التيار الاسلامي في السودان لهزات كبيرة كما تعرض كتير من التيارات الاخرى واضاف ان معظم هذه الخلافات داخل المؤتمر الوطني ترجع لضعف الاحتكام  للوائح والالتزام بالاسس المنظمة للعمل وظلت في احيان كتيرة  يتم التراجع عن مواقيت قيام المؤسسات الداخلية لإعتبارات سلطوية اكتر من تقديرات شورى في الراى كتير من الفترات تدخل الرئيس كان بغرض توازاتات السلطة
وقال القيادي الشبابي ان  توقيت ماحدث في تقديري الشخصي نتاج تراكم ومعرفة دقيقة لجهة ما لن استطيع تحديدها ربما تكون خارجية هذه الجهة تعرف متي تثير المشكلات الداخلية في البلاد وتحرك الفاعلين الداخلين حتي وان لم يكن هنالك ارتباط مباشر معاها ولو نظرنا لمعظم المصاعب التي يواجها السودانيين اذا كانت هذه المصاعب من اخطاء سياسين او غير ذلك الشاهد في الامر هنالك فاعل اساسي غير ظاهر هو الذي يؤثر في الفعل الداخلي وهذه الجهة حتي الحزب الذي حكم 30عام لم يكون محصن منها رغم قدرة قيادته ووعيها ووطنيتها
وقال إن الوقت الحالي والانشغال باي مشاغل غير معركة الكرامة يعتبر تخازل وطني علي اي كيان سياسي الاصطفاف حول المؤسسات العسكرية  لاستراد كرامة الشعب والوطن ومن ثم التفكير في ادارة شؤونها الداخلية في ظل وطن معافى تعافي البلاد مقدم علي اعراض جانبية.

*أعمامنا ديل كفاهم*
من جانبه فتح د.نضال عبدالعزيز النيران على كل الاتجاهات مطالبا بالتغيير الشامل، وقال د.نضال وهو من القيادات الشبابية في الحركة الاسلامية و المؤتمر الوطني، ان الجيل الجديد تجاوز عباقرة الحزب علي عثمان ونافع وكرتي وهارون وابراهيم محمود، الذين يجب ان تكون عندهم قناعة ان التغيير سنة الحياة.
(اعمامنا ديل كفاهم ، جزاهم الله خير) واذا اردنا حزبا محترما لابد ان يقود المرحلة الآن الاكثر عطاءا بالميدان دون ضوضاء، البلد فيها شباب نضير حتى من غير المنتمين تجاوزونا بمراحل بعيدة.
الاسلاميون اصحاب مشروع طويل مواصلته يحتاج للانتقال من جيل الى آخر ، هذه الفكرة بوابة دخول الى الجنة وليست مجرد موضوع سياسة او حكم ، هذه رسالة والسلطة واحدة من ادواتها لكن بالضرورة فهم الادوات الاخرى واستيعابها.
ويواصل د.نضال قائلا: اشد مايؤسفني ان شباب كنا نثق فيه جدا، يدور الآن في فلك ذلك الجيل، ليست هذه مثالية لكن كمان للاسف مافي عبرة واعتبار .
ومن الطبيعي ان لا نتفق جميعا حول فكرة او رأي، لكن دعونا نتفق ان الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني هي في الاصل محاضن تفريخ وهي ولوود وكانت ايضا تعج بهياكل ملء السمع والبصر مؤهلة مدربة بمواصفات جيدة وتحتاج لمزيد من التدريب والتجديد، وأكدت دراسة تم اعدادها في 2003 ان المؤتمر الوطني هو اكبر حزب وظيفي بالشرق الاوسط.
البعض يعتقد ان تغيير الاجيال مرتبط بتغيير الاشخاص، من شيوخ ومسنين الى شباب واقل عمرا، هذا في تقديري انتقال نمطي وتقليدي، ولكن الأهم من ذلك ايجاد جيل للقيادة بمواصفات حديثة مواكبة لغة العصر يمكنها مخاطبة الواقع والمستقبل بأدواته الطبيعية.
المطلوب الآن الانتقال الذهني الكامل وليس الاشخاص فقط، هناك شباب يحتاجون أيضا للانتقال ليس بدافع العمر وانما بدافع الذهنية.
في كرة القدم العمر الافتراضي في الميدان 10 سنوات، وقليل جدا يتجاوز هذا العمر، بعدها يقل العطاء وتهتف ضده الجماهير مهما كان حبها له، ليس بغضا للاعب ولكن قيمته الحقيقية في ضعف الأداء واللياقة الباهتة، فالأكرم له ان يعتزل في قمة العطاء، ومهما طالت خدمة الموظف فانه سينزل للمعاش.
مشكلة “ناسنا ديل” اصرارهم المستميت على القيادة رغم وجود كل عوامل التعرية والجفاف والتصحر،  الصحية والذهنية واللياقة، (لو خلاك الموت، المرض والكبر مابخليك).
ليست المشكلة في اصرار القيادات ولكن المشكلة الاكبر والبؤس الاعظم في “صراعات الانداد والأضداد”.
واختتم د.نضال إفادته قائلا المطلوب الآن المغادرة بطيب خاطر وإخلاء المكان ولست معنيا بمن يخلفك، قبل ان يهتف لك الجميع بالرحيل، فلا خير في المرء اذا ماعد من سقط المتاع.
(عن صحيفة المقرن)

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق