في سيرة سنجة وسنار.. (العَراقةُ والنصر)
بقلم: د.عبدالسلام محمد خير
في خضم مظاهر الفرح بالحدث ظهر على شاشة التلفزيون من يقول منتشيا (سنار أنا)! .. فانتبهنا!.. قادم من سنجة وحديث طازج في المآثر على طريق (أصل الحكاية).. أتحفنا نثرا وشعرا لنفهم أن الحد الفاصل في أية مواجهة هو (العَراقة)!- من أنت؟!.. أفاض في سيرة من هم منتصرون في معركة عنوانها (الكرامة) وأرضها موطن الحضارات.. إنه يؤجج أحاسيسنا بمعلومات نادرة عن وطن شهرته (العراقة) أي (القِدَم الراسخ) شعبا وجيشا، سنجة مثال، ما أفرحها يفرح الكل.
سنجة حاضرة مملكة الفونج.. تتعد الروايات حول الإسم.. هناك من يرجعه لزعيم قبيلة كنانة.. إنسابت المعلومات وعينها على أصل الحكاية وهي أنه في الميدان شعب وجيش، وعراقة بها شهد العالم.. تحقق النصر محفزا لما هو مرتقب.. تحليلات التلفزيون وقناة (الزرقاء) والوسائط المختلفة تنظر لما حدث من إعتداء على أنه إنتهاك لحضارة موصولة بأعماق أفريقيا والعالم الإسلامي.. ورد في(النت) أن هذه الأرجاء من الكرة الأرضية شهدت أقدم كشف أثري للإنسان، وأن (هيكل إنسان سنجة) يرجع للعصر الحجري، متزامنا مع إنسان بكين.. أي عراقة هذه؟!.. سنجة والمدن الصامدة، مكمن سلاح (العراقة) والقِدم الراسخ، شعبا وجيشا.. يستحيل الإختراق.
(علمي الناس سنجة النضالا):
فى العالم مدن محل احتفاء دائم لما لها من رمزية.. هي في ذاكرة أهلها عنوان للوطنية، وتتراءى للمعتدين عصية المنال.. (أنا أم درمان.. أنا الطابية المقابلة النيل) – وحدها تكفى.. و(كرري.. تحدث عن رجال كالأسود الضارية).. وكم مثلها تعزز النشيد الوطني.. دول عديدة تعلي من شأن مدنها التي إرتبطت بنضالها.. مدينة صمدت أمام (عدوان ثلاثي) فأهاجت المشاعر من الخليج للمحيط (علمي الناس بورسعيد النضالا.. علميهم فقد بلغت الكمالا)- والشاعر سوداني.. سنجة وسنار والأتراب جديرة بأن تخلد شعرا ونثرا ومكانة.
شهادات.. ضد النسيان:
معلومات تترى بإيحاءاتها.. الإنتصارات دليل أصالة.. (الإرث البشري) مصدر للصمود، يعزز القدرات ويثري الخطاب العام.. إن للشهداء والأبطال والرموز حضور مُلهِم، شعبا وجيشا- مدد لا يقاوم.. إنتصار سنجة متعدد الإيحاءات (ويا كبرياء الجرح.. لو متنا لحاربت المقابر).. قل (لحاربت العراقة).. أمجاد الأمم حاضرة.
سنجة سنار.. سيرة وانفتحت:
يا سلاااام!.. تعبير يوحي بإكتمال المقاصد.. يا سلاااام على (القمر في كنانة)!- للموسيقار بشير عباس.. و(كنانة) مشروع سكر لا يضاهى، سكر سنار، وعسلاية.. وزير المالية (الأستاذ بدر الدين سليمان) يخرج للصحفيين مباهيا (إني من زهو الحاضر أشعر إني في المستقبل)!.
ثم ويا سلام على مثقفي سنجة ورموزها.. الأستاذ حسن نجيلة، التعليم، (الرأي العام)، مجلة (القلم) الصادرة في بيروت، وكتاب شهير (ملامح من المجتمع السوداني).. السيد محمد الحسن عوض الكريم محافظ (مديرية النيل الأزرق) العملاقة، وهو الضابط الإداري.. الأستاذ الطيب محمد الطيب متجولا في هذه الأرجاء بفريق عينه على (صور شعبية) عريقة.. وإعلامي ميداني، نور الدين سيد أحمد (الحقل والعلم)- المروج الخضراء على منصات العلم.. (جمعية سنار الأدبية) و(نبيلها).. كم من أمثلة لمن أراد إعلاء لعراقة البلد، رحم الله من رحلوا.
و(أرض السمر):
ويا سلام على (أرض السمر).. مهرجان للتعريف بأرجاء البلاد العريقة ومآثرها ورموزها.. إحدى إبداعات مُنتج مُلهِم هو الآن
مدير (الزرقاء) الفضائية، المخرج سيف الدين حسن وفريق من الإحترافيين، العارفين بمكمن العراقة فى بلاد السودان..
حاصد الجوائز الذهبية، دكتور النور الكارس
(أرض الحاضرات)، (الصخور الخضراء)، (مسجد كادقلي العتيق)، (سلسلة عزة) بأفلامها العشرة- مثلا..
ماذا لو نوديت هذه الكاميرات لسنجة ومواقع النصر، ليتجنب المتربصون معارك (العراقة)؟.. ليت الدولة تزداد إهتماما بحداتها من الإعلاميين والصحفيين والمثقفين، والمراسلين والإعلام الولائي.. الله المستعان، وله الحمد.
سنار.. من نافذة قطار:
ثم تطواف أهاج الشجون.. إرث ونصر، كلاهما جدير بأن يعرف عالميا.. هل تصبح سنار كأترابها في العالم قبلة للسواح؟..
الإعلام، من ينادي فيه ليدشن هذه الصيحة من النصر والعراقة؟.. وماذا عن محفزات السفر لهذه البقاع؟.. زيارة لا تنسى.. على نافذة القطار زائر كثير التساؤل (Is this train still running on Sudanese land?!)؟!.. هل هذا القطار مازال يجري على أرض سودانية؟!.. ماذا يشغله؟!.. خبير بثروات البلاد نصح بأن نتحاشى (العين) صونا لسر تنوع بلادنا وثرائها..
الحمد لله وعلى نبيه الصلاة والسلام.