البرهان و أسياسي و الفيتو الروسي
بقلم : زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الزيارة التي قام بها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلي دولة أريتريا مؤخرا، تأتي من باب رد العرفان و الجميل و الشكر لدولة وقفت إلي جانب الشعب السوداني في مواجهته لأكبر تحدي يمر على الدولة في تاريخها الحديث، إذا كان في المنطقة الإقليمية و المحافل الدولية و حتى الشكر على المساعدات و الحاجات الأخرى التي تقدمها أريتريا و شعبها و التيتتعلق بقضايا المستنفرين و المقاومة الشعبية..
عندما علمت دولة أريتريا بالمشروع البريطاني الذي تقف وراءه دول الأمارات و يهدف إلي تدخل قوات دولية إلي السودان، كان المقصود بالقوات الدولية تلك المتواجدة في أرض الصومال التي تنتهي مهمتها في الشهر القادم، و تتكون من قوات أثيوبية و كينية و سوف تقوم دولة الأمارات بتقديم الدعم المالي لها.. هذا المشروع الهدف منه نزع الشرعية من الجيش و السلطة الموجودة الآن، وتصبح الشرعية تتحكم فيها كل من بريطانيا و أمريكا و الأمارات، و يصبح السودان محتلا تماما.. لذلك سارعت دولة أريتريا إلي إرسال وفد لها إلي موسكو حاملا رسالة خطية من الرئيس أسياس أفورقي ألي الرئيس الروسي بوتن.. حيث تكون الوفد الأريتري من اللواء أبرها كاسا رئيس المخابرات و الدكتور يماني قبرآب مستشار الرئيس السياسي و السفير الاريتري لدى السودان عيسى أحمد عيسى .. تتعلق الرسالة بالمأمرة التي تدبرها بريطانيا و الأمارات من أجل دخول قوات دولية في السودان بهدف السيطرة عليه، و عدم الاعتراف بالسلطة الموجودة الآن في السودان، الأمر الذي يهدد بتفتيت السودان و السيطرة مستقبلا على القرن الأفريقي..
أن الفيتو الروسي الذي استخدم لوقف المؤامرة البريطانية ألأمريكية الفرنسية الأماراتية، كان على علم به أثنان فقط بعد الحكومة الروسية، الرئيس البرهان و الرئيس أسياسي أفورقي، حيث أخطرهم الرئيس بوتن بأنهم سوف يستخدمون الفيتو لوقف هذه المؤامرة، حتى البعثة الدبلوماسية في السودان لا علم لها بالفيتو الذي تفاجأت به تماما.. أن ذهاب رئيس مجلس السيادة لأسمرا و مقابلة الرئيس الأريتري، كان الهدف منها هو أن يقدم الشكر الجزيل إلي الرئيس أسياسي و شعب أريتريا لهذا الموقف الذي لن ينساه الشعب السوداني.. كانت المؤأمرة التي يتحدث عنهاالعديد من الذين قد وقعوا في أسن الفعل، و حاولوا أن يجملوها بأنها كانت من أجل حماية المواطنين و وقف القتال و غيرها، هي مؤامرة الهدف منهاتقسيم السودان إلي كنتونات تتحكم فيها دول المؤامرة بهدف استغلال ثرواته.. أن الأمارات سوف تظل ساعية من أجل تحقيق أهدافها التي سوف تتكسر أمام إرادة الشعب السوداني الاصدقاء في المنطقة، و ستظل تشترى العملاء من السياسيين في محاولة لشق الصف الوطني لكن كل محاولاتها قد بأت بالفشل و لن تجد غير الموجودين الآن في سوق النخاسة..
هل لاحظ الشعب السوداني كل ما تكون هناك مؤامرة ضد السودان إذا كانت في المنظمة ” مجلس الأمن” أو حتى في المنظمات الإقليمية ” الاتحاد الأفريقي و الإيغاد” و تفشل المؤامرة، تتبعها مباشرة ورش تقام في مناطق مختلفة تدعو لها منظمات غربية بهدف نقل الناس من فشل المؤامرة إلي أجندة أخرى، تحت مسميات ” الحوار السوداني السوداني” أو حوار “القوى المدنية ” في محاولة من أجل نقل التفكير إلي جانب أخر، حتى تتم عملية تخطيط لمؤامرة أخرى.. و تدعو لها الذين تعتقد أنهم سوف يساعدوا على تغيب الوعي للأخرين.. أغلبية الذين يشاركون في هذه الورش تتم دعوتهم سرا لزيارة الأمارات حتى إذا كانوا في أحزاب كبيرة، هؤلاء الذين يشاركون و يقولون أنه يشاركون من أجل الوطن و المواطنين لا يشاركون إلا هدفا لمصالح شخصية ليس لها أية علاقة بالوطن و المواطن..
أن الفيتو الروسي الذي فشل المؤامرة كان مخدوما من قبل السلطة الموجودة في السودان متمثلة في رئيسها و الرئيس أسياس أفورقي الذي لم يتردد في إرسال وفد خاص للرئيس الروسي لوقف هذه المخططات الاستعمارية الجديدة… نسأل الله حسن البصيرة..
ملاحظة
الغريب في الأمر هناك الذين منع تجديد جوازاتهم من قبل السلطة في السودان.. بعض منهم قد زار أريتريا بهدف تقديم جوازات لهم بحكم العلاقة التي كانت بينهم و السلطة الآريترية في زمن ” التجمع الوطني الديمقراطي”