تعليقاً على آراء الشيخ عبدالحي يوسف حول البرهان
أثار حديث الشيخ عبدالحي يوسف ردود فعل واسعة، وهذا تأسيسا على ثقل وزن الشيخ عبدالحي وتأثيره على شريحة مقدرة من الرأى العام السوداني ومكانته فى العالم الاسلامي..
وتعليقي – الشخصي – على قوله ألخصه فى عدة نقاط:
أولا: ما أورده من آراء حول الفريق اول البرهان هو وجهة نظره الخاصة، نتفق معها أو نختلف، واوردها فى مقام المستمعين وإهتماماتهم بالقضايا الوطنية عموما فى مجالها العربي والاسلامي..
وثانيا: آراء الشيخ عبدالحي، لا تمثل التيار الاسلامي ، أو الحركة الاسلامية، أو التيار الوطنى ،
وإنما تمثله هو وربما تيار سلفي أقرب إليه، ولذلك لا داعى للتفسيرات أو الخلط أو محاولة التبرير له أو تحمل تبعات قوله ،
وقد قاله بكامل وعيه وقناعاته..
وللحركة الاسلامية وللتيار الاسلامي مؤسسات قائمة بذاتها وتعبر عن آرائها ومواقفها وفق مقتضى الحال ..
وثالثا: الحديث عن الفريق اول البرهان ليس جريمة ، فهو شخصية عامة ، ولا دخل لها بالموقف من اسناد معركة الكرامة ،
أو الجيش أو مؤسسات الدولة ، سوى المخاوف من أن تقلل من صورته ، وفى الحقيقة أن النقد والاراء مطلوبة لمزيد من التجويد والتطوير..
لدى تحفظ حول الحديث
ورابعا: لدى تحفظ حول الحديث اجمالا فى نقطتين:
*أن دور العلماء والشيوخ هو الجهر بالرأي وقد أشتهر الشيخ عبدالحي بذلك ، من باب النصح ومن باب التوعية ،
وخاصة فى القضايا ذات التأثير على الأمة كافة ، والنصح أمر مخصوص فى السر والعلن وفق مقتضى الضرورة ..
*لا ارى مبررا (للسخاء) بالمعلومات للآخرين ، فى المجالس واللقاءات الصغيرة ، ليس خوفا من الذيوع وإنما كمنهج المعرفة حسب الحاجة ،
ويكفي الاشارات العامة، وهذه حالة سودانية غير حميدة ، وهى التبرع بالرأى وحديث المجالس كلما طاب المقام ودون ضرورة..
وخامسا: ما هذا الهذيان من داعمي المليشيا ، الذين نهضوا فجأه للدفاع عن الفريق اول البرهان أو الجيش ،
وهم الذين كانوا يطالبون البرهان بالتسليم..
إن القضية الوطنية غير مربوطة بالاشخاص أو حتى الموقف الحزبي أو الإجتماعي ، إنها قضية وجودية ،
قد نختلف فى التفاصيل ولكن الغاية واحدة والهدف فى هذه المعركة واضح ، الانتصار للوطن ولمواطنيه ، الأرض والعرض والحق..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
29 نوفمبر 2024م..