نجلاء صالح تكتب: لماذا نسخر من بعض المهن.. العمل ليس عيباً

360

يقول المولى عز وجل  (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) صدق الله العظيم.

يعتبر العمل من أهم مقومات الحياة البشرية، فمنذ خلق الإنسان وهو يعمل ويحاول كسب قوت يومه للقدرة على العيش وتلبية احتياجات الحياة الاساسية.

وتتنوع مجالات العمل التي يستطيع انّ يعمل بها فالعمل سلاح الإنسان ومصدر قوته، فمن خلاله يستطيع أن يؤمن جميع متطلباته الأساسية في الحياة، كالمأكل والمشرب والمأوى، هذا بالإضافة إلى تأمين حاجات أسرته.

مهما تنوعت الأعمال التي نمارسها، سواء كانت إدارية أو فنية أو اعمال حرفية او بسيطة تبقى للعمل قيمته التي لا تذهب أبداً ولا تزول.

العمل ليس عيباً بل اي عمل شريف له قيمته ودوره الفعال واهميته في المجتمع ولابد من تغيير نظرة المجتمع الخطأ الدونية حول بعض المهن.

فجميع المهن وُجدت لتكمل بعضها البعض، فالطبيب يحتاج إلى السباك، كما يحتاج المهندس إلى الميكانيكي، ويحتاج المحاسب إلى الخباز، فنحن جميعاً بداخل ترس يدور في عجلة واحدة، وهي عجلة إعمار الأرض.كلنا مكملين بعضنا البعض من اجل اعمار المجتمع.

مثلا عامل النظافة من دونه لا يكون الحال كما يجب من النظافة والجمال، بل ستعم الفوضى في جميع المرافق والأماكن العامة وانتشار الامراض في المجتمع نتيجة تراكم القمامات وغياب عامل النظافة عن أداء مهامه،  وذلك بسبب عدم تقديم الاحترام والعرفان له على ما يقدم والنظرةً الدونية للأسف.

هل تتخيل عزيزي القارئ ماذا يحدث اذا لم تتواجد مهنة السباك وعامل الصرف الصحى؟ لطفحت الحمامات في بيوتنا والشوارع ولتحولت حياتنا لشقاء وبؤس مع الروائح الكريهة والأمراض الصدرية.

ولو تخيلنا مجتمعاتنا من دون باعة جائلين لصعبت الحياة على المواطن الفقير في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار ما يجعل “البائع المتجول” بمثابة الملاذ الآمن له، فيوفر ما يحتاجه من سلع بأرخص الأسعار، فجميعهم يعاني من النظرة الدونية في عيون المجتمع، ما يظهر في التعامل معهم وردود الأفعال تجاههم ما يحتاج لنشر ثقافة مختلفة نحو تلك المهن  تعمل على تقديرها والتوعية بأهميتها في حياتنا والتعظيم من مكانتها لما لها من دور كبير قد نهلك دونه.

كل واحد منا يقوم بدوره تجاه تنميه المجتمع سواء عامل نظافه او دكتور او وزير، فكل الناس في الإسلام سواسية فالإنسان هو الإنسان كان غني أو فقير، قوي أو ضعيف، حاكم أم محكوم،  بل إن معيار التفاضل الوحيد الذي أقره الإسلام بين الناس هو التقوى فعلينا ان نحترم جميع المهن ولا نسخر منها ومن اصحابها.

والباعث على السُّخْرِية واحتقار الناس إنما هو الكبرُ، وهو من أعظم خصال الشر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الكِبْر بطرُ الحقِّ وغمطُ الناس)، وقال ابن حجر الهيتمي: “لا تحتقر غيرك عسى أن يكون عند الله خيراً منك، وأفضل وأقرب”.

التحية والتقدير لعمال النظافة، عمال شركات الحراسة والامن، العمال في قطاع البناء والترميم وعاملات المنازل والمربيات والمزارعين وغيرهم.

Comments are closed.