بصمات واضحة.. تجارب استثنائية.. مفردة جديدة ونقلة كبيرة
تقرير: ولاء عبدالله عوض
نواصل سلسلة مقالاتنا حول تجديد الأغنية السودانية ورموزها من نجوم الغناء في هذه الحلقة الثانية.
عثمان حسين وطريقته المختلفة في التجديد
من أبرز رواد التغيير في الغناء السوداني “عثمان حسين” الذي ساهم في تطوير الأغنية السودانية حيث قام بتحويل الأغنية القصيرة المقاطع الخفيفة الايقاع الي أغنية أطول.
فقد كان يضع لأغنياته مقدمة موسيقية تطيل من زمن الأغنية، وربما يعزى ذلك إلى تأثره وإعجابه بمقومات الموسيقى العربية التي كانت رائجة في السودان في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي والمنتشرة في فن الغناء المصري.
حيث تتصدر الأغنية مقدمة موسيقية مطولة قبل الدخول في الميلودي الخاص بها وهي طريقة سار عليها ملحنون عرب وكانت بوضوح في أغنيات ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب وبعض أغنيات عبدالحليم حافظ في رسالة تحت الماء وقارئة الفنجان ألّفهما الشاعر السوري نزار قباني ولحنهما الموسيقار المصري محمد الموجي.
وقد تأثر عثمان حسين بهذا التيار من موسيقي الألحان وقام بتوظيفه في الأغنية السودانية ذات السلم الخماسي وسار بعد ذلك على هذا النهج عدد من المغنيين والموسيقيين السودانيين.
وكان عثمان حسين قد ابتدع ايضا طريقة جديدة بالنسبة للموسيقى السودانية حيث يتم أولاً وضع اللحن ومن ثم البحث عن نص يناسبه أو يتسق معه حتى ولو كان ذلك عن طريق تأليف نص جديد يتوائم مع اللحن المعد سلفاً، ولعل أبلغ مثال لذلك هو أغنية “يا ناس لا لا”، التي قام بتأليف نصها الشاعر السوداني عبدالمنعم عبدالحي.
الهادي الجبل وتجربته الاستثنائية
وعندما نتحدث عن التجديد في الاغنية السودانية لابد ايضا ان نذكر الفنان الهادي الجبل الذي احدث نقلة وتحول مهم في خارطة الاغنية السودانية.
فهو فنان صاحب تجربة مختلفة اثبتت تفردها عبر اكثر من جيل وفرغت تلك التجربة الاستثنائية العديد من التجارب حيث تختلف كل الاغنيات التي غناها الهادي عن اجيال الغناء السوداني ، فهو صاحب مدرسة متفردة موسيقية لحنية وادائية وبالتاكيد انتجت تلك المدرسه الخاصة كثيراً من الفنانين ممن طرقوا في موالها.
ووضع الهادي الجبل بصمته منذ اول دخول له للاذاعة اواسط سبعينيات القرن الماضي، ولكن هو احد الفنانين الذين اضرتهم الغربة ووصفت اغنياته بانها شكلت تجديداً في قماشة الغناء والتلحين في السودان، ساعده في ذلك الادائية المتميزة والصوت المبحوح الذي يجمع بين القوة والغلظة.
وكانت تجربته المتميزة والمختلفة اغرت فنانين شباب كثر في الاقتداء والتأثر به، ومن ابرزهم الراحل محمود عبدالعزيز الذي يذكر بامتنان كثير قيمة واثر الهادي الجبل في تجربته، ويذكره الهادي بمحبة كثيرة وكان قد راهن علي محمود منذ دخوله لاول مره عبر برنامج “ركن الاطفال”.
نواصل؛
Comments are closed.