د.عبدالسلام محمد خير يكتب: إلهامات ذكرى مُتَفَق عليها
مشهد رفع العلم يتكرر كل عام بدلالات ملهمة تلقاء بهجة وطنية غامرة، كل عام وأنتم بخير، أحرارا.. براعة التوثيق بين إلهامات المناسبة المجيدة لنزداد بهجة بما حدث إجماعا..(مشهد يناير) عززه (صوت من أكتوبر) كان حاضرا منذ الأزل (اليوم نرفع راية إستقلالنا.. ويسطر التاريخ مولد شعبنا).. ملهمات الإعتبار من الذكرى تلوح- صورة وصوتا وإحتشادا.. أي شيء هو التوثيق المفعم لبلد يحتفي بإستقلاله وهو محاصر؟!.
هلا بقينا في سيرة التوثيق الباهر لأمجاد البلاد ودواعي الإعتبار؟.. مَشَاهِد وحدة الكلمة ورفع العلم تشغل أهل السودان دوما.. تابعنا مؤرخين يفسرون الأحداث من على المنصات بدواعي التعلم من التاريخ من بعد الإحتفاء به فيتجلى معنى (أن نعيش وننتصر).. إن أهمية التوثيق كامنة في الإعتبار بتجربة الاستقلال والبلاد تمر بحرب مست سيادتها.. أنامل سودانية خلوقة فاجأت العالم بتصوير ملاحم الإستقلال، لنراه وكأنه حدث توا، لنعتبر.. من دواعي الإعتبار التنادي إلى (كلمة سواء) تؤسس للتعايش المنشود بإعلام ملهم للحاضر لينطلق تجاه سودان جديد ينتظره السودانيون.. شعاره يتردد الآن(من غيرنا)؟.
0..(قناة) لحوار التعايش:
أصداء مبادرة الإنتاج السينمائي تحفز لظهور منحي إبداعي ملهم للانطلاق.. إستوقفني برنامج حواري توثيقي على نداءات الإستقلال (كلمة سواء).. جمع بين أحد الأوفياء للأمجاد ومهموم بالحاضر، عنوانها (شروط الإستقلال وبناء الدولة)- قناة(الزرقاء).. الضيفان يتمتعان بخصائص الحضور والتمكن والغيرة على وطن مشترك..(الفريق صديق اسماعيل) و(الأستاذ ساطع الحاج)- كلاهما متوثب لفعل شيء يتناسب والذكرى.. يتوسطهما (الأستاذ مجدي عبد العزيز) متعهدا بالوفاء لمقام الوسطية بين المتحاورين في كل حلقة وإن تباعدت بهم السبل يوما.. هذه حلقة في مقام التوثيق المنشود على شرف الذكرى المجيدة..
طرفاها أهل تجربة.. سعادة الفريق رجل دولة وزعيم في الحزب الكبير.. أما الأستاذ (ساطع) فمن نجوم الجزيرة المتحررة الآن ودوما.. والده أصل النجومية.. (قدوتنا) في مجال الإعلام المنفتح..(الوسطية) مجمل كفاحه، معرفة وتبسما وإبداعا.. هكذا تتراءى (الطموحات الوطنية) أمشاجا بين يدي حاضر يتأسي بمعالجات رفع العلم.. في أجواء الإحتفال ونقاش الحلقة يتراءى أمر الوطن جامعا، باذن الله، يعزز الحلم المؤجل (مؤتمر دستوري) يتداعى حاليا عن تبصرة وإرث لا يضاهي و(رؤية) بعيدة.
0.. كرمتها ووثقت لها الجامعة والتلفزيون:
يتجلى التوثيق متصلا بذكريات الحركة الوطنية.. اطلت على المنصات سيرة لشخصية سودانية جديرة بالتوثيق، الأستاذة نفيسة أحمد الأمين، عليها رحمة الله.. أسلمت روحها لبارئها بالأراضي المقدسة قبل أيام.. جامعة الأحفاد بادرت فعرفت بها وبانتمائها لها (نهضت فيها رفقة العميد بروفيسور يوسف بدري بتأسيس وحدة التوثيق والدراسات النسوية)- كما ورد.. (كان وجودها في صحن الجامعة مرجعا رئيسا للجامعة، ولتعزيز مكانة المرأة وتثبيت حقوقها في المساهمة في بناء الوطن).. جرى عرض لإسهاماتها إجتماعيا ودستوريا حيث بلغت قمة الجهاز التنفيذي بين أوائل نساء السودان ..
إشتهرت بأنها (إبنة النور) رمزا لجيل مستنير، كتبها الشاعر صديق مدثر وتبناها الأستاذ عبدالكريم كابلي بأداء كورالي رائع:
-(أي صوت زار بالأمس خيالي.. طاف بالقلب وغنى للكمال.. أذاع الطهر في دنيا الجمال.. إنه صوتي أنا.. إبنة النور أنا.. أو تدري من أنا.. أنا أم اليوم أسباب الهنا).
سيرة ذاتية حافلة متداولة بحميمية.. بعنوان (في رحاب الله إبنة النور) كتبت الدكتورة هويدا صلاح الدين العتباني (هدوء، رزانة، حشمة، تمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية المتمسكة بالعلم والإيمان).. هي وجيلها (جاهدن لإنتشال المرأة السودانية من براثن العادات البائدة والأمية وإبراز دورهن الرائد من خلال التمسك بالعلم والثقافة كمرتكز في ممارسة الحياة)..
تختم الدكتورة هويدا بالدعاء (لله در أناس أينما ذكروا تطيب سيرتهم، شمائلهم غيث ينساب.. غرست فينا محبتها.. اللهم احسن مثواها وأدخلها جنة عرضها السموات والأرض).
من مؤلفاتها (ملامح من الحركة النسائية في نصف قرن- مركز محمد عمر بشير بجامعة أم درمان الأهلية(سفر، قيم تضمن سيرتها مفصلة حافلا بالوثائق ،وقد تم تدشينه في جامعة الأحفاد تدشينا يليق بتجربة كاتبته في الشكل والمحتوى، بل كان عرسا لإبنة النور واحتفاء بشراكتها في ريادة الحركة النسائية السودانية مع القامات النسوية السامقة).
جرى نعيها من عدة جهات عارفة بفضلها على البلد.. كما فعلت جامعة الأحفاد وأعلت من شأنها، فعل التلفزيون.. برنامج (أسماء في حياتنا) للدكتور عمر الجزلي سجل معها حلقات شارك فيها عارفون ببصماتها منهم المحامي الوزير الأستاذ عبدالباسط سبدرات.. جعل كلمته مرافعة في حق من أسماها (نفيسة النفيثة).. منتهى الإحتفاء بها إسمها.
إنها المعلمة نفيسة أحمد الأمين، فاضت روحها بالأراضي المقدسة والبلاد تحتفل بذكرى الإستقلال..رحمها الله وبارك في إرثها.. شيعت الإثنين الماضي بالرياض، حيث كان تقيم مؤخرا.. خالص التعازي لأسرتها البارة بها،إبنها دكتور حسام كمال، وبروفسور صلاح النور سوار الدهب- زوج إبنتها عزة كمال.. إنا لله وإنا اليه راجعون.