نجلاء صالح تكتب: علموا أولادكم أخلاق رسول الله

561

كل القلوب إلى الحبيب تميل
ومعى بهذا شاهد ودليل
اما الدليل إذا ذكرت محمداً صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى هذا لكل العالمين رسول
يا سيد الكونين يا علم الهدى هذا المتيم في حماك نزيل
لو صادفتني من لدنك عناية لأزور طيبة والنخيل جميل
هذا رسول الله هذا المصطفى هذا لرب العالمين رسول
(الشاعر ابن الخياط)

في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول من عام الفيل، كان بداية لتاريخ جديد في حياة الامم والشعوب حين بعث الله سبحانه وتعالى للبشرية رسولاً عظيما جدد انسانيتها وقادَ نحو الخير مسيرتَها وهداها الى طريق الحق والنور والسلام.

ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الأسوةُ الحسنة الطيبة، والقدوة المثلى، فهو المربي الموفق المسدَّدُ، كما وصفه المولى عز وجل، فقال ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، اهتم النبي اهتماماً كبيراً بتربية الأطفال تربية سليمة، باعتبارهم اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وبالتالي لابد من الاهتمام بهذه اللبنة كي يُبنى المجتمع على أسس قوية وصلبة.

التربية بالقدوة من أهم وأمثل الطرق في ترسيخ المبادئ والأخلاق وتربية الأجيال، وهي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، فالله عز وجل لم يضع لنا منهجاً وهو القرآن الكريم دون وجود شخصية طبقت تعاليم هذا المنهج وجعلها لنا أسوة وقدوة نقتدي بها في أقوالنا وأفعالنا، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد سُئلت عائشة زوجته رضي الله عنها: كيف كان خلقه؟ قالت: كان خلقه القرآن الكريم أي كما هو في القرآن.

وقال عنه المؤلف مايكل هارت الذي وضع قائمة 100 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، أن محمداً هو الرجل الوحيد الذي حقق نجاحاً ساحقاً في الوجهين الديني والدنيوي ، وقد قال الله تعالى «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر» وهذه الآية الكريمة تؤكد الاقتداء برسول الله صلى اللّه عليه وسلم، في أقواله وأفعاله وأحواله.

وهكذا، يرى الإسلام أن القدوة هي أعظم طرق التربية، ويقيم منهجه التربوي على هذا الأساس، فلا بد للطفل من قدوة في والديه ومدرسته، كي يتشرب المبادئ الإسلامية ويسير على نهجها ولا بد أن تكون قدوة الجميع سواء صغار ام كبار هي شخصية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي تتمثل فيها كل مبادئ الإسلام وقيمه وتعاليمه، علموا اولادكم اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم “الصبر، الصدق والامانة”.

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أكثر الناس صِدْقاً، وعُرف بين قومه بالصَّدْق، دون أن يشكّ أحداً بِصدقه، وكان اشد الناس صبرا على الابتلاءات، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رحيماً بأمّته، يتوجّه إلى الله تعالى بالدُّعاء للمُسلمين بالنّجاة باكياً، وكان رحيماً بالأطفال حنونا عليهم، وكان يتعامل معهم بكل لطف وحنان، وايضا رحمته بالضعفاء كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يهتمّ بشأنهم، ويأمُر بحُسن مُعاملتهم، لأنّهم مظنّة وقوع الظُلم عليهم، وأوصى بهم وبأداء حُقوقهم كما كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أكثر الناس زُهداً في الحياة الدُّنيا، فاكتفى منها بتبليغ رسالته، راضياً بحياته.

وًعُرِف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكَرَمه وجُوده، وخاصّةً في شهر رمضان، فكان كثير التصدّق على الفقراء والمساكين، فكان ينفق كلّ ما معه من مالٍ في سبيل الله تعالى.

كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم المثل الأعلى في الشجاعة، فقد خالف قريش في عبادتهم، فلم يسجد لصنمٍ قطّ، ولم يكن يخاف أحداً ما دام أنّه على حقٍّ.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال “يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى عليك” ، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

Comments are closed.