د. عبدالسلام محمد خير يكتب: لها ما بعدها.. (إستراحة محارب)

0 42

إستراحة محارب تتداعى الخواطر فتُقَرِب بين الناس والحرب راحلة، بإذن الله.. في الأمر آمال وأفراح تبحث عن منفذ.. هنالك من سبقونا في التَّعَلُم من حروبهم .

للصينين فكرة مجربة تحرض على البقاء في حالة (إرتياح عن يقظة) مادامت الحرب مستمرة.. يذكرونك بمن ينام وعيناه مفتوحتان!.

المجربون يتناصحون (إسترح لتتقوى للقادم)!.. المغزى أقرب لثقافة (القيلولة).. قرينة الاعتبار (ولا ينام قلب).
خطر لي شيئ من هذا وأنا أشاهد تبسما دفينا يخترق الدموع مسبحا” (الحمد لله.. الحمد لله)..

كم من مثال لقيلولة تتراءى خلسة في عز الهجير، تتحرى رحمة الله.. برنامج (أفراح أثناء الحرب) بفضائية الخرطوم يطل كالمفاجأة..

(الناس بدت تفرح)..كم من خطاب مفرح يبدو أبلغ في مناصرة من هم في قلب المعركة.. أمثلة للفرح تتفلت من جحيم الحرب للشاشات.. أعمال جليلة تتمنى لو أنك شاركت.. الكلمة معززة للموقف الوطني، تناصر من هم في الميدان، وتحفز من يعين غيره.. هذا كله وارد.. بل تحقق.

إستراحة محارب سبق صحافي.. إعلامي ينفرد بالناجي:

صحفي حضر لقاء ناجين كشف عن سر الكلمة المكتوبة والحرب دائرة.. من بين الميدانيين من يؤكد ان سلاح الاعلام في المقدمة.. تكشف ان هنالك فرصة للمشاركة في الحرب أين كان موقعك.. ان الاعلام عنوان مشاركة جماعية خلاقة حين يصبح سندا لمعارك توحد الوجدان الوطني..

الاعلام ينهض بالحال والأمور عصيبة عبر الكلمة الملهمة للموروث القومي المكتنز شجاعة واقداما وتفاعلا ونفرة.. محارب بين الناجين افاض يقول انه طوال فترة اسره ظل يلتقي الصحفيين والإعلاميين عبر ما كتبوا وصوروا.. كان يتابع نبض الشعب فيطمئن أنه ليس وحده المقاتل من أجل وطن يسع الجميع.

 (القادم أفضل).. لسان حال:

الكل يشتاق لان تزول الحرب ليشارك بشئ لافت، يعوض، يعزز منظومة (شعب وجيش) ويدعم إنجازا” باهرا” عنوانه( سودان جديد قادم) باذن الله.. على جوالك ما يطمئن بشان قادم مختلف وأفضل دلائله على الألسن (الشهداء خير منا جميعا).. (السودان باق ما بقيت اخلاقياته وقيمه وهويته).. و( بمن يحسنون أداء ما يليهم).. مشهد البصات السياحية الفاخرة تعج بالعائدين يوحي بروح جديدة سبقتها مبادرات

و لا تحصي تعزز أريحية الشعب ومكانة جيشه منه.. أشعار وطنية ملهمة، كتابات مبتكرة، منتديات، قروبات، صحف جديدة، وإبتهالات تترى، حمدا لله (مغير النفوس نحو الأحسن).. لسان حال.

 من روائع النت.. ليتنا عدنا:
(النت) يفيض بما كان قد فات من تجليات لقامات لا خلاف حول جدارتها وتمكنها وخطابها المنفتح.. تلقيت مشهدا خلابا من تسجيلات (النيل الأزرق)- تلك الرائعة.. فى مقام التفرد الإبداعي الراسخ في الخواطر ما زال، يتجلى الأستاذ مكي سنادة والشاعر هاشم صديق ومحاورة لهما في ذات المقام.. لابد من فعل شيئ من قبيل مواكبة ما يسر ويجبر الخاطر.. تذكرت الرسالة الأخيرة للمبدع هاشم صديق لصديقه مكي الذى اشركني في تأملها.. العنوان يحتشد بالايحاءات (الفوارس والكوارث)..قصيدة في أكتوبر الأخير صنفها مكي في مقام (الوصية).. و تذكرت كل ذلك بين يدي الفيديو فبادرت بإهدائه للأستاذ مكي من باب السلام.. ترحم على (هاشم) وقال كأنه على الخشبة (فعلا السلام لازم يكون حار)!.

إستراحة محارب

قالت الشاشات.. ولم نقل:

ثم دموع وصور وأقوال تسري بين الناس ليعيشوا الحرب وهم بعيدون عن بيوتهم المهجورة التي واجهت الحرب وحدها، واقفة..

هنالك فرصة لتوثيق تجربة بشرية بلا مثيل عمادها بلد ظل آمنا فخورا بأمجاده.. هذا مجد جديد ينادي في الأجيال القادمة أن تسلحوا

بكفاح جيل الإستقلال، فللتحرير بقية.. مشاهد ورسائل تنادى في أهل الإلهام للتوثيق.. تجلت في التقاط الوقائع

ساخنة كاميرات التلفزيون القومي و(الزرقاء) بعيدة الرؤية، وفضائية الخرطوم (الوثائقية)..

ملاحم إعلامية تلاحقت عبر بطولات مراسلي الولايات، فانفتح المجال لعمل ابداعي فريد في مجال التوثيق-

و للذكرى والتاريخ والإتعاظ.. هنالك بوادر لحسن التعامل مع هذا الإرث المتراكم منذ بداية الحرب..إنه يستدعي (نفرة)..

ثم شاهدت مظاهر لنفرة في هذا المجال عبر إعلام القوات المسلحة بمشاركة أساتذة الجامعات من أهل الإختصاص..

حيث الذاكرة تعيدنا لهذا الطراز من الاعلام المهني المؤثر.. سجل حافل تعهده رموز التوجيه المعنوي،

الأديب عمر حاج موسى،الشاعر عوض أحمد خليفة، المبدع عوض مالك،

إستراحة محارب لنا كلمة

و دكتور محمود قلندر، من جيل (لنا كلمة)- حاليا محاضر بجامعة عالمية.. تحية له وللباقين على العهد، ورحم الله

ثم من رحلوا تاركين بصماتهم شاهقة.. هناك صحيفة عريقة وإذاعة مبتكرة ومشاركات تلفزيونية حاضرة مقدرة وأخرى على أيام (جيشنا)

ذلك البرنامج الساطع الذى تفاني فيه لسنين عديدة إبن التلفزيون البار الفاتح محمود، عليه رحمة الله، ورفاقه الأشداء..

التجربة مؤهلة لتوثيق غير مسبوق في تاريخ الحروب..

و لعل العالم يتعظ اكثر فرئيس دولة كبرى يقول إن السلام بصمته المنشودة.. إن رصيد الإنتصارات وسيرة الشهداء والنماذج الوطنية

الفذة التي تلألات، يحتضنها الآن إعلام سوداني حافل بالتجارب والإمكانات.. إعلام يُدَرَس في أكاديميات العالم، كما ظل مذيع ولاية الخرطوم

يكرر في ميدان القيادة العامة يوم تحريرها المجيد.

(كشك ناصية) جدا

حيث فاجأني صحفي محترف ودرامي مطبوع ومنتج برامجي مجدد، خليفة حسن بلة، بنسخة من صحيفة فخمة الإخراج،

باذخة المحتوى قشيبة الطلة، فكأن من أصدروها قصدوا مواكبة الإنتصارات بما وهبهم الله من قدرات..

ثم قلت له الإنتاج المتميز هذه الأيام هو نفسه إنتصار.. إنتصار على النفس.. لقد عملوا في ظروف صعبة لتعم الفرحة بإصدارة مبتكرة والدنيا حرب..

تمنيت لو أنها كانت ورقية لتذكرنا كشك الجرائد صباحا لإقتناء صحيفة.. لم يكن مجرد (كشك ناصية).. إنه تلاقي إجتماعي ثقافي و(رزق حلال)..

هلال مريخ شخصيات بعدة مشارب نزلت من سياراتها لتقتني صحيفة (مُلَبَدة) ترافقها للمكتب ولمشوار العودة الغانمة

ثم للبيت الآمن بما حفل مما يلطف أجواء الأسرة ويفرح ناس البيت..إنها (صاحبة الجلالة)!..هل ذهبت نهائيا مع الحرب؟! أم إنها ضمن

مشروع هذه العودة الموعودة بكل خير.. سيرتها على كل لسان، حمداً لله وشكراً.

 

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق