(حكاية من حلتنا) يكتبها آدم تبن: سيد الكارو وجهو صارو!

39

سنوات طويلة مرت من أعمارنا التى عشناها متنقلين ومتواصلين بين أهلنا ومواقع أعمالنا سواءا كانت فى المدن أو الريف لافرق فى ذلك،

تخرج من مكان إقامتك وأنت مطمئن على نفسك ذهابا وإيابا، تستقل أفضل وسائل النقل تبدأ من سيارتك الخاصة

مرورا بوسائل المواصلات المختلفة من بصات وحافلات وتاكسى وعربات كبيرة تستقل ما تناسب وضعك المادى ولاحرج فى ذلك،

ممكن عادى تركب فى الشماعة عشان

تدفع تذكرة أقل أو تخرج الى خارج محطة المواصلات وتركب كذلك بسعر معقول ومخفض، ودا دائما فى الأوقات التى تقل فيها

سفر الركاب خاصة فى موسم الخريف

حركة سفر الركاب خاصة فى موسم الخريف حيث ينشغل أغلب الناس بالزراعة المطرية فى ولايات الغرب والجنوب والشرق،

وحتى المواصلات الداخلية تتأثر بموسم الخريف وموسم الإجازة الصيفية للتلاميذ وطلاب الجامعات، فتجد صفوف المواصلات

تغطى أغلب مساحات المواقف الداخلية وتسمع أصوات الكمسنجية ينادون على الركاب بأصوات مختلفة كل منهم يحثك على الإسراع للحصول

على مقعد حتى يكتمل عدد الركاب المطلوب.

وتمضى تلك السنوات بطعمها الذى ألفناه جيدا ولم نكن ندرى بأن أقدار الله تأخذنا الى واقع جديد لم نتوقع أن يلازمنا ويصبح واقعا نعيشه

ونتعايش معه فهاهى حرب الخامس عشر من أبريل تعود بنا القهقهرى وتضعنا أمام حياة جديده ووسائل نقل تقليدية تأقلم عليها الكثير ورفضها آخرين

 

لم يستطيعوا التعايش معها ولهم العذر فى ذلك فأغلبهم لم يغادر مدينته التى ولد بها أو حتى الحى الذى يسكنه ،

وهنا فى أصعب اللحظات

يخرج الى منطقة تخلو منها مظاهر المدينة وتواجهه حياة غير مألوفه ، وأولى مظاهر هذه الحياة يجد أمامه وسيلة نقل تقليدية عبارة

عن كارو يجره حمار

تتثاقل خطاه كلما إبتعد عن مكان تحركه وعلى ظهره صبى صغير لايحسن قيادته وتسريع خطواته ليصل الى مقصده سريعا ،

فتخيل حال من يستقل هذه الوسيلة التقليدية ، كم يمضى عليه من الزمن فى الطريق ليصل الى حيث يريد ؟ وكيف يكون حاله عند وصوله ؟

بالطبع لكل شخص شعور وإحساس ينتابه عند اللحظات الأولى ولكن بعدها يصبح الأمر عاديا وضروريا.

إنقطاع شبكة الإتصالات

وحكاية من حلتنا غابت لفترة طويلة لإنقطاع شبكة الإتصالات حيث أصبحت الإتصالات من الأهمية للسكان

خاصة فى مناطق خرجت منها جميع خدمات المصارف والإتصالات التى كانت بالقرب من المواطنين ،

وكما نعرف فإن غياب السيارات الكبيرة

والصغيرة أصبح السمة الأساسية بسبب إستيلاء الدعم السريع على سيارات المواطنين ،

فهنا حلت عربات الكارو التى تجرها الدواب مكان السيارات وأصبحت واقعا لا فكاك منه فى حين كان الناس يتندرون على سائق الكارو قائلين:

(سيد الكارو وجهو صارو) وإنقلب السحر على الساحر

وبات الكارو سيد الطريق وتقول يا بخت أصحاب الكاروهات الذين أصبحوا فى منافسة لا تتوقف فهنا شخص يبحث عن كارو لترحيل مريض أو مسافر

من مكان الى آخر أو لنقل مياه شرب أو أى من ضروريات الحياة الأخرى التى يصعب حملها أو تحريكها للإنسان ،

وهكذا رفعت الحرب قيمة الكارو الإقتصادية والاجتماعية وأصبح من مظاهر الحياة اليومية للسكان فى المدينة والقرية لافرق بينهما

Comments are closed.