والآن.. مواطن يناصح العالم!
بقلم: د. عبدالسلام محمد خير
كلمة لمواطن يتوسط الحشد توحي بأن علامات القادم تلوح.. مناصحة تتجلى في خضم مشهد مهيب يتصدره قائد جيش يفاخر بشعبه..
الإستماع لمواطن أمر جدير بالإعتبار في خضم متغيرات متلاحقة في لهجة الخطاب العام ومفاجآت مرتبكة تسيطر على تصريحات العالم .. مواطن غيور يحسم الجدل (أن نكون)؟!.
هتف بكلام (عادي) يبدد ما اعترى الخطاب العام من تكرار والدنيا حرب.. الرئيس على المنصة يردد (يا جماعة.. العالم ما مشغول بينا)!..
صدح المواطن من بعيد حادبا وحاسما كأنه يناصح (ونحن ذاتنا ما مشغولين بيهو)!.. نعم هكذا.. ظل المقطع يتردد،
مدعاة للفخر بمواطن يخاطب رئيسه والعالم مناصحا!.. فهمنا إنه يعول على إرث بلاده وعزتها وقيمها ومواردها وما يوحي به هذا الحشد الجامع، شعبا وجيشا ونصرا.. بإمكاننا أن نزيد لما قال والأعين على الشاشة – موسم زراعي يتحدى الحرب وينبىء عن ثراء وطني لافت..
إنه إلهام مواطن في لحظات نصر يكشف عن مكامن القوة في وطنه (العالم نحن ذاتنا ما مشغولين بيهو)..
رسالة للرئيس وللعالم انطلقت عن ثقة لا تضاهي.. تتواصل مواكب حافلة بخطاب صناع النصرهؤلاء الذين يلهمون القادة،
يذكرون البلاد بتاريخها، وإرثها.. قوتنا فى (ذاتنا) لا لدى غيرنا.. كلمة لمواطن قومه في حالة قوة..كلمة تعز البلاد،حربا وسلاما وإعمارا.
لغة القوة.. من عبد الناصر لترامب:
صرخة مدوية وثقت لها (الأهرام) بصفحتها الاولي (أقول لنكسون)!.. فعلت ما فعلت.. ليتها كانت موجهة إلى (ترامب) – يقول الحاضر.. لقد فهمت دولة كبرى الرسالة الموجهة لرئيسها ولغيره عبره.. إتضح إنهم يحترمون الأقوياء!. الرسالة كان لها صداها عالميا وعربيا.. وبقيت للذكرى.. الآن العالم العربي يترقب ظهور زعيم يجدد عهد القوة.. كان (العبور) بين نوايا الغضب العربي فخرج عبدالناصر يخاطب دولة كبرى ليفهم حلفاؤها.. حذر من التدخل في شؤون المنطقة.. الخطابا ينبىء عن قوة كامنة (ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة)!.. العالم لا يحترم إلا الأقوياء.. تجلى الخطاب إعلاميا يوحي بالقوة.. خرج توفيق الحكيم من صمته بكتاب (عودة الوعي).. قال إن هذا ما يريده الشعب من رئيسه.. أن يملا الشاشة ويعبر عن قوة مصر، فيلتفون حوله.. أن يكسب الرئيس شعبه أجدى من أن يكسب دوله لاتضمر خيرا” لبلده.. الشعوب مصدر قوة لرئيسها.. إرتفعت شعبية عبدالناصر.. إستقباله بالخرطوم حَيَر العالم!.
يخاطب العالم من الخرطوم:
(السودان يستقبل عبدالناصر)!.. تابعه العالم بشغف.. (فضفض) في الخرطوم بمكامن القوة في المشهد العربي.. جعل مدخله عنوان بصحيفة سودانية (فليقل لنا عبدالناصر)!.. أشفى الصدور وأهاج الأماني نحو نصر عربي مبين.. عنوان الصحيفة لماح، شكل بعض عناصر التشويق المعهودة في خطب الزعيم.. ما جعل الأمر أكثر تشويقا أنها إفتتاحية لصحيفة صدرت بالخرطوم وصلت القاهرة لترافقه في الطائرة.. (الرأي العام) رئيس التحرير (الفاتح التجاني).
*0.. و من يحذر اليوم..(أقول لترمب)!:*
رجل دين إحتج بشدة على ما تتعرض له بلاد المسلمين حاليا.. حذر (ترامب) بما ورد في القران الكريم ليراعي حرمة الأراضي التي قدسها الخالق جل وعلا.. خطاب قوي.. غير مستبعد ظهور رئيس عربي يقولها محروسا بقوة هذا الإلهام الإلاهي.. سيسارع ترمب نحوه، يقربه بقوة! العالم شغفه القوة.. إحترامه للقوي هاجس.
كانت هناك..(صاحبة الجلالة):
صحيفة سودانية على الطائرة بين أوراق زعيم عربي.. أتابع بقناة (الزرقاء) برنامجا يوثق لتاريخ الصحافة السودانية بين يدي عارفين بامجاد صحافة البلد منذ ثم نشاتها وقد تعددت مشاربها وتعاظم تاثيرها على الحياة السياسية والمزاج العام.. البرنامج تقديم صحفي (صلاح عمر الشيخ، يتصدر إنتاجه صحفي (خليفة حسن بلة) مما يحفز الظن بأن هناك مهنيون بإمكانهم تحمل مسؤولية النهوض بكامل متعلقات الحفاظ على إرث صحافة البلاد ومنه التوثيق لرموز الصحافة، ورصد التجارب المميزة،
و مثل ما وردت الإشارة اليه (الراي العام) على طائرة زعيم عربي اتخذها مرجعا.. وكم من تجارب،
منها (امتداد الصحافة) من اثار (الصحافة) على أيام مؤسسها الأستاذ عبدالرحمن مختار.. وهناك (مدرسة بشير محمد سعيد الثانوية النموذجية) بأم درمان..
وهناك تجربة المؤسسين والأعمدة المقروءة.. دعو الكاميرا تستنير بالقارئ- (صاحب العمل) كما أسماه حسن ساتي عليه رحمة الله.. و سيرة الصحافة والصحفيين مستطابة، انها الصحافة الورقية- طيبة الذكر، فعلا.
وصاحب الريادة التلفزيون:
و إنتهت النشرة ولم تكتمل سيرة إبن البلاد البار (علي قاقرين).. أحب الناس وأحبوه فغادر محاطا بهم وبالدعاء له، عليه رحمة الله.. إنه مثال لمن تعدد إسهامه لبلده ولأهله.. بصماته مشهودة داخليا في مختلف أوجه الحياة، وعالميا على أرقى مراقي الدبلوماسية.. ثم عرفته أكثر من خلال وزارة الإعلام مديرا للإعلام الخارجي و من خلال التلفزيون مقدما لبرنامج رياضي مباشر من إخراج بدر الدين حسني، عليه رحمة الله.. كان حريا بالتلفزيون أن يستطرد في سيرته عبر نشرة رئيسية وقد فعل.. ليت هذا الحضور التوثيقي للرموز يظل ديدن التلفزيون.. البلد فى حاجة لسيرة (من أعطوا وما استبقوا شيئا).. رحمهم الله وأكرم عقبهم وأعز بهم وطنهم.