وعادت الإبتسامة لأهل أم روابة والرهد.. قصة يحكيها: آدم تبن

0 42

أكثر من عام ونصف مرت على المواطن بمحليتئ الرهد (أبودكنه) وأم روابة (عروس النيم) الواقعتا فى ولاية شمال كردفان وهو يرزح تحت وطأة جبروت قوات المليشا ومناصريهم ومعاونيهم تحت إسم الدعم السريع وتمركزت بثقلها فى المدينتين والقرى التى تقرب من الطريق القومى الأبيض كوستى.

وتمددت الى القرى البعيدة وقطعت الطريق القومى وبعض الطرق الداخلية التى يلجأ الناس إليها ليصلوا الى المدن الأخرى مثل الأبيض وتندلتى لقضاء إحتياجاتهم التى يحتاجونها لحياتهم اليومية أو طلبا للعلاج أو العمل أو حتى النزوح إليها.

ومن يخرج متوجها الى تلك المدن أو حتى أم روابه والرهد فالطرق غير آمنة البته فيمكن عند دخولك أو خروجك تقع فى عصابات النهب والسلب التى لاتتورع بأن توقع بالمواطنين ما لايتوقعونه.

كأن يضرب المواطن بالسوط والإساءة اللفظية حتى فى وجود النساء أوالإعتقال ، والتجريد من الأموال والهاتف، بل أن أصغر المقتنيات الشخصية مثل السكين والخاتم لم تسلم منهم .

وفى حالات يتم إنزال الركاب من العربة وإجبار سائقها بقيادتها بعيدا لتفريغ حمولتها ودفع فدية مالية أو مصادرة العربة والبضائع والمحاصيل فكل شى عندهم متوقع .

تلك هى القصة التى كتبت مأساتها فى تلك المناطق وعاش فصولها المواطنون بصبر وعزيمة لم تلن حتى فى أصعب اللحظات التى يتم فيها تهديد الشخص بالقتل.

وتجلت المأساة فى العديد من القرى التى قتل فيها المئات من المواطنين فى معظم القرى وكانت قرى أبو حميره وأجرى والرحمانية وأبو حمرة وقرى سدرة شرق جبل الدائر هى الأكثر تأثرا بالقتل.

وذلك بإطلاق النار عليهم وحرق المنازل ونهب ممتلكاتهم وتشريدهم وإزلالهم خاصة كبار السن والنساء والأطفال الذين قطعوا عشرات الكيلومترات ليصلوا الى أماكن آمنه تأويهم من شر ذلك الكابوس الذى جثم على مناطقهم التى لم تعرف فى تأريخها جريمة قتل الإنسان إلا فى حدود ضيقة.

لكنهم واجهوا واقعا جديدا صبروا عليه حتى أجلاه الله تعالى بحوله وقوته وثم عزيمة الرجال من جنودنا البواسل بعد أن إستطاع متحرك الصياد أن يبسط سيطرته الكاملة خلال الأسبوع على مدينة الرهد والأسبوع قبل الماضى على مدينة أم روابة التى بدأت كأنها عروس تتهيأ ليوم زفافها.

ويقول محدثنا أن الحياة فى المدينة عادت إليها بعد معاناة إستمرت طويلا فسوق المدينة هو الأشهر فى السابق إلا أنه فى تلك الأيام العصيبة فقد ميزاته التى كان يشتهر بها وأهمها أن أغلب القرى المحيطة بها تقصده بصورة يومية للتسوق عدا يوم الجمعة.

لكنه سيعود بالتدريج وتعود معه حركة البيع والشراء وتدار ماكنيات صناعة زيت السمسم والفول التى توقفت هى الأخرى وكذلك عادت شبكة الإتصال والكهرباء لكنها قطعت بخروج محطة أم دباكر التى إستهدفتها المليشا بالمسيرات .

عند دخول متحرك الصياد الى مدينة أم روابه بعد معارك وإشتباكات كبيرة يسمع المواطنين دوى مدافعها وإنفجارات قنابلها وأزير طيرانها الحربى الذى أفقد المليشا قدرتها على المواجهة فخرجت تجرجر أزيال هزيمتها لم يكن أمامها إلا أن تمارس هوايتها فى تعذيب المواطنين العزل فى القرى الواقعة غرب وشمال أم روابه.

فكان نصيبها إما الموت أو النهب والسلب أو النزوح القسرى الذى يعتبره المواطن أسوأ خيار يمر به حياته كلها لأنه سيغادر الى مكان غير مألوفا لديه تاركا كل تأريخه خلفه ومعه حصاد عمره الذى سيسلب وينهب بدون وجه حق.

إلا أن أرادة الله تعالى كانت أسرع حيث لم تدم إقامة المتحرك طويلا فى أم روابه فتوجه خلال أيام لتحرير مدينة الرهد وفتح الطريق بين المدينتين ليصل بعدها الى مدينة الأبيض (أبو قبه فحل الديوم) التى صمدت أمام كل الهجمات.

وتصدت لها بقوة وثبات وصبر الهجانة (أم ريش ساس الجيش) مما أفقد المليشا صوابها وجعلها تكتفى بتدوين الأحياء السكنية لتزيد من معاناة المواطنين.

ورغم تلك المعاناة التى عاشها الناس إلا أن أخبار الإنتصارات والتحرير للمدن والقرى ورحيل أو قل هروب المناصرين وأهليهم من قبيلتي الشنابلة والبقارة غربا وشمالا بأنعامهم من الأبل والأبقار والضأن.

حيث شكلوا أكبر مهدد أمنى للمنطقة وساهم إنضمامهم للمليشا فى إزكاء روح العداء لأهل ديار الجوامعة الذين كان لهم الفضل فى إيوائهم وإستيطانهم فى أراضيهم بل وصول الأمر بأن تزوجوا منهم رجالا ونساءا.

فقد أعاد هذا الهروب الكبير الإبتسامة لوجوه المواطنين الذين أحسوا بأمان لم يحسوا به لفترة طويلة وناموا نوم غرير العين هانيها .

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق