عبد الرحمن الصادق و بيعة مشواره السياسي

0 21

بقلم : زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن تأييد الجيش و الوقوف بجانبه في حرب الكرامة، هي الآن أصبحت مفتاح الدخول للمسرح الساسي، و إلي جموع المواطنين في مناطقهم المختلفة، خاصة تلك المناطق التي تعرضت إلي سيطرت الميليشيا أن كانت في العاصمة أو الأقاليم ” سنار الجزيرة كردفان دارفور النيل الأبيض” و القيادي و السياسي الشاطر هو الذي يستطيع قراءة الواقع جيدا و معرفة تناقضاته و الميكانيزمات المؤثرة فيه، و الاستفادة منها في حركته وسط الجماهير، عبد الرحمن الصادق لم يطرح نفسه قائدا سياسيا مفوه مثل أباه في الخطابات السياسية التي يجادل بها ديناصورات السياسية في السودان، بل التزم بموقعه العسكري، و موقعه داخل كيان الانصار، حتى اندلاع الحرب و استمرارها، و بعد تحرير منطقة أمدرمان القديمة، قام بزيارة إلي قبة الأمام المهدي حيث تم استقباله من قبل جموع من الانصار الذين هتفوا أمامه بالتغيير مما أضطر أن يرتجل خطبة أمامهم تحدث فيها عن معركة الكرامة الت سوف تحدث تغيير جوهريا بعدها في الانساق السياسية، و قال بالحرف لابد أن تلعب الأحزاب التقليدية دورا مهما في عملية دعم الجيش و عملية الاستقرار و رتق النسيج الاجتماعي..

أن المرء لم يخلق زعيما، و لكن الذي يستفيد بوعي من الفرص التي تظهر خلال الأزمات مع أختلافها، في طرح الأفكار للحل و ترضي الأغلبية، هو الذي يضع رجله على أول عتبة في عتبات الزعامة.. و الزعيم ليس شرطا أن يكون خطيبا محكما، و لا ذو شعبية كبيرة من خلال الانتماءات الأولية، و لكن تتبين قدرات الزعيم؛إذا استطاع بالفعل أن يوظف كل القدرات المختلفة و الأدوات في حزب بالصورة السليمية، و أيضا أن يكتشف قدرات الناس الذين يحيطون به.. و أختيار مستشارين جيدين لديهم الكفاءة و الخبرة و الوعي السياسي، و يخضع كل قضية للحوار معهم..

أن أول الخطوات الناجحة التي بدأ بها عبد الرحمن الصادق مشواره السياسي، أنه لم ينطلق من منبر للحزب، و لم يقود صراعا داخل الحزب باعتباره أبن الأمام الصادق المهدي، و لم يقول أنه يريد انتزاع القيادة من الآخرين.. كان فقط يتحدث عن تأييد القوات المسلحة في معركتها مع الميليشيا، و كان خطابه بشكل عمومي لكافة الجماهير.. و استغل تحرير ولايتي سنار و الجزيرة، و أيضا بعض المناطق في النيل الأبيض و كردفان، و قام بزيارة لتلك المناطق و تجمعات الانصار، كأول رجل سياسي يزور مناطق التجمعات الشعبية.. في الوقت الذي ظهر فيه رئيس حزب الأمة في نيروبي مع الميليشيا و يشيد بقائدها الثاني عبد الرحيم دقلو.. ألميليشيا التي قتلت الناس و انتهكت أعراضهم، و سرقت و نهبت ممتلكاتهم، و شردتهم من مناطقهم، و أخرين هائمين مع حمدوك في عواصم الدول يبحثون عن سلطة لهم، و انجاز مخططات الأمارات.. عبد الرحمن استغل هذا الفراغ السياسي الذي خلفته الأحزاب مجتمعة، و بدأ الطواف الذي وجد قبولا كبيرا.. بل البعض اصر على مبايعته على إمامة الأنصار، و زعيما للحزب.. لم يطلب عبد الرحمن الصادق ذلك من جماهيرالأنصار من خلال خطاباته، و لم يرسل مستشارين قبله لتهيئة البيئة لمثل هذا القول، لكنه بوعي جعلها أن تنبع من وسط الجماهير، و أن تطلب هي تقديم البيعة له، الأمر الذي يؤكد أن الجماهير بهذه البيعة تبين موقفها من القيادة المتحكمة الآن في شؤون الحزب و تتبعه للميليشيا، و رئيس حزب لا يعرف الفرق بين حزب عنده جماهير معدة للانتخابات و لا يطلب سلطة إلا عبر التنافس الديمقراطي، و حزب يصبح مطية لميليشيا مسلحةتسقط عن الحزب الصفة المدنية.. جماهير تعرف الفرق بين قيادات تعتز بحزبها ذو القاعدة الاجتماعية العريضة له، و يطرح تصورات و مبادرات قادر على تسويقها.. و بين ناشطين سياسيين وصولوا إلي هرم الحزب بوضع اليد تنازلوا عن مسئولياتهم، و ادخلوا الحزب في تحالف و بات تحت قيادات مستقلة لكي يؤكدوا على ضعف قدراتهم…

عندما قدمت الجماهير إلي عبد الرحمن الصادق صكوك البيعة له، لم يؤكد لنفسه و الآخرين أنه بالفعل قد استلم زمام الأمر لكي يطيح بالقيادات المتحكمة قبضتها على الحزب، و لكنه جعلها معركة جماهير مع القيادة.. أن قيادات الحزب الحالية لاتستطيع أن تدخل المناطق المحررة التي كانت تحتسيطرة الميليشيا الآن، أو بعد الحرب، لكي تقوم بزيارات في مناطق تواجد جماهيرها، لأنها تعلم غضبة الجماهير منها بسبب موقفها المؤيد للميليشيا، و موقفهم الضالع في تنفيذ مشروع الأمارات ضد الوطن.. لذلك سوف يستمر عبد الرحمن في زياراته للتعبئة الجماهيرية، و سوفيتلقى دعوات بالبيعة، باعتباره من أبرز الحزبيين المناصرين للقوات المسلحة ضد الميليشيا.. و هذا الطواف هو وحده الذي يجمع حوله قاعدة عريضة من جماهير الحزب، و غير الحزب، و تعتبر هي الأدوات التي سوف يقود بها معركته داخل حزب الأمة بجدارة.. و السياسي الفطن هو الذي يعد أدواته إعدادا جيدا للمعركة. و يحدد زمنها و ميدانها…

الملاحظة الأخرى؛ و ذات الأهمية العالية؛ أن عبد الرحمن الصادق هو السياسي الأول الذي يزور الجمهور في المنطاق التي كانت تدور فيها المعارك أو بالقرب منها.. الأمر الذي يجعل له رصيدا كبيرا عند الجمهور في معركته السياسية داخل الحزب.. و هي معركة ليست بالسهلة لآن هناك أيضا قاعدة لحزب الأمة في مناطق حواضن الميليشيا، و هي المناطق التي تتنازعها المواقف المختلفة بعد انتصارات الجيش في عدد من الولاياتن و تتراجعفيها الميليشيا تجر وراءها أثواب الهزيمة.. فالمعركة ليست بالسهلة، لكن المنتصر هو الذي يعد لها منذ الآن اعدادا جيدا وسط الجماهير، و خاصة أيام محنتها.. و نسأل الله حسن البصير

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق