الحلو و أبكر ينحران فكرة الهامش و المركز

0 18

بقلم:زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن الدكتور جون قرن هو الذي أطلق فكرة صراع ” الهامش و المركز” التي جاءت في منفيستو 1983م للحركة، عندما كان قرنق متعلق بشعاب الفلسفة “الماركسية”بحكم تواجد الحركة في إثيوبيا تحت ظل حكم منقستو هيلا مرام المتبني الفلسفة الماركسية، ثم بدأ أبكر أدم إسماعيل التنظير لفكرة ” جدلية المركز و الهامش” حاول صاحب الجدلية إسماعيل الذي كان منتميا في الجامعة إلي ” مؤتمر الطلاب المستقلين” أن يبلور الفكرة داخل مؤتمر الطلاب المستقلين لكي يخلق داخل التنظيم حوارا فكريا.. و لا يستطيع المرء أن يقول أنه مشروعا سلبيا مادام مطروحا للحوار على مائدة مستقلة.. و كان على المستقلين الذهاب و الأنتماء للأحزاب السياسية المتواجدة في الساحة تبحث لها على فكرة تجعل المجموعة ملتفة حولها بعد مغادرة عناصرها الجامعة و الانخراط في المجتمع و الخدمة العامة لكي تميزهم عن الآخرين..

عجز أبكر أدام أسماعيل أن يخرج بالفكرة من دائرة الصراع الحاد بين ” المركز و الهامش” لكي يجعل الفكرة تتلاءم مع عملية التحول الديمقراطي الذي يحتاج لحوار بين مكونات المجتمع و تياراته الفكرية لكي يصل إلي توافق وطني، لذلك لم يجد غير الذهاب مباشرة لكي يصبح منظرا للحركة الشعبية… أن فكرة الصراع الحاد و الصراع الطبقي اسقطتها ثورة ديسمبر السلمية التي لم تعتمد في صراعها مع نظام الإنقاذ على العنف أنما تظاهرات سلمية.. و رغم أن بعض عناصر المؤتمر الوطني يذهبون أن النظام سقط من داخله بمؤامرة عسكرية، أيضا محسوبة إلي التظاهرات السلمية التي استطاعت أن تقنع بعض العسكريين الوقوف معهم في عملية إسقاط النظام.. و لكن نظرية ” المركز و الهامش” لم تستطيع غير أن تخلق شعارات بهدف التحريض و التعبئة السلبية و أغفلت عملية البناء السياسي و الاقتصادي في المجتمع..

يعتقد الدكتور الواثق كمير أن الحلو تحدث عن الهامش و التهميش في المنبر الخطأ و كمير عن قضية الهامش التي أثارها الحلو في كلمته بنيروبي ( يردد عبد العزيز الحلو كلام جون قرنق في ثمانيناتو تسعينات القرن الماضي عن التعدد و التنوع و فصل الدين عن الدولة و التهميش، خاصة في مخاطبته لقواعد الجيش الشعبي و لكن عبد العزيز يتحدث “خارج السياق نهائيا لجمهور من الدعامة و داعمي الميليشيا وسط هتاف داوي تهتز له القاعة تحية لأب كيعان الخوف الكيزان” و يشكر فيه برمة ناصر أب كيعان لتسهيله و تمويله لحضور عبد العزيز الذي القى كلمة هو و برمة، بينما أب كيعان يصدرهما للمشهد و يتفرج عليهما، بل و عزالدين الصافي كبير مفاوضي الميليشيا يعرف برمة و الحلو و أب كيعان كقادة السودان الجديد ..هل يفهم أب كيعان أو حميدتي معنى فصل الدين عن الدولة؟ و ما علقتيهما بالتهميش و المهمشين؟ و هما من المهمشين ” بضم الميم الأولى و كسر الثانية” و كانا أجراء للمركز للإبادة و التهميش…!

أن توقيع الحلو و حضور عديد من المؤيدين له ربما لأنهم وجدوا راحلة تقلهم لمكان التجمع في نيروبي قد وفرها لهم الرجل الثاني في الميليشيا، رغم أن الحلو يملك الأموال التي تجعله أن يوفر الراحلة من خزينة الحركة الشعبية لعناصرها، حيث يقوم الحلو بجمع حصيلة الذهب المنقب في المنطقة التي يسيطر عليها، و يتم تسفيرها إلي الأمارات..

أن ميليشيا آل دقلو و عناصرها ليست قوى مهمشة، بل هي أغني من كل الأحزاب السياسية في البلاد مجتمعة، و معها القوى المدنية، و هي تملك أموالا تفوق أموال الدولة من خلال تهريبها للذهب، و الصادر في المواد الخام و المحصولات الزراعية و الحيوانية و غيرها.. حيث أصبحت الفكرة التي تتغنى بها الحركات المسلحة ” المركز و الهامش ” فقط بهدف التحريض السياسي و التعبئة الشعبية لصالح النخبة فقط.. فهي فكرة مثل داء السرطان تقتل أصحابها، لأنها تدفع بالضعفاء و العامة للمحارق، في الوقت الذي تنعم القيادات بالرفاهية، إذا كان ذلك عبر المفاوضات مع المركز هم الذين يحصدون غنائم التسويات، أو الدعم الخارجي الذي تتلقاه، أو استثمار القيادات في الاقطاعيات التي يسيطرون عليها.. حيث ينمو مركز جديد في قلب الهامش.. فهي فكرة ظاهرها البحث عن حقوق المستضعفين، و لكن باطنها هي ثراء نخبها لكي يكونوا مركزهم داخل المجتمعات المهمشة..

أن قضية الصراع الاجتماعي و التهميش التي جاء بها كل من كارل ماركس و انجليز و تحريض العمال على الاستيلاء على وسائل الانتاج عبر الصراع الطبقي الذي يجب أن تقوم به طبقة البوليتاريا لكي تؤسس ديكتاتوريتها كمرحلة من مراحل الوصول للشيوعية.. قد تخلصت منه كل الدول الاشتراكية التي كان مرتبطه بتحالف مع الاتحاد السوفيتي السابق.. أن وعي تلك الشعوب و التخلص من فكرة الصراع الطبقي التحريضية، و الذهاب إلي الديمقراطية الليبرالية، و استطاعت الدول جميعها أن تحصل لها على مواطيء أقدام في سلم الحضارة الإنسانية، و القائم على التبادل السلمي للسلطة، و التوزيع العادل للثروة بالطرق القانونية و التنافس الذي يكفله الدستور.. و لكننا في السودان ما يزال قطاع عريض في المجتمع يرخي آذنيه إلي هذه التحريضات التي لا تخلق أية نوع من الاستقرار السياسي و لا الاجتماعي و مستفيد منه فقط النخب.. الغريب في الأمر أن ذات النخب التي تدعو للتحريض عندما تتكدس عندها الثروة تذهب لذات المركز و تصبح من زعمائه.. نسأل الله حسن البصيرة….

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق