(حكاية من حلتنا) يكتبها آدم تبن: أتمناك بخير

0 27

فى بلادى السودان ترتبط العادات والتقاليد الراسخة بالتربية الأسرية التى يتربى عليها الأطفال منذ نعومة أظافرهم ، فهم فى رعاية الأبوين والأجداد والأحوال والأعمام رجالا ونساءا.

يتعلمون منهم كل ماهو مفيد وإيجابى لحياتهم المستقبلية التى سيعيش البعض منهم لوحدهم فى داخل أو خارج وطنهم.

فالغرس الذى يغرس فى الأطفال يظل معهم طول حياتهم ، لذا فالأباء والأمهات يجتهدون فى تربية وتعليم أطفالهم مهما كلفهم ذلك الأمر .

وفى المجتمع تسمع مقولة (دا طفل متربي) يعنى يظهر عليه إجتهاد والديه فى تربيته، وإخراجه لمجتمعه ليصير عوضا نافعا يشارك إليه بالبنان.

وملايين من الأبناء المتميزين فى مختلف المجالات يؤدون واجبهم تجاه مجتمعهم لايسعون لسمعة أو رياء أو حتى مقارنة بين أقرانهم أو حتى كلمة شكر أمام أهلهم أو زملائهم.

يعلمون فى صمت متواصل وهمة وعزيمة لاتنكسر ولاتلين مهما تكالبت عليهم الظروف والمحن تجدهم فى أهبة الإستعداد للدخول فى معاملة أخرى يقدمون فيها المساعدة والدعم والمؤازرة لمن يحتاجها.

وحكاية من حلتنا تنقل مشاهدات حية ونماذج لهؤلاء الأبناء المتميزون الذين تعدى نفعهم أسرهم ومجتمعاتهم التى يعيشون معها وصلوا بتميزهم الى مجتمعات أخرى.

وهذه من نعم على بلادنا، فكل خيراتها مبذولة للآخرين حتى وإن جحدوها ولم يعطوها قدرها المستحق ، وفى المقابل الآخر تجد من يعطي هذه النماذج حقها ويقف معها شاكرا ومقدرا لجهدها وتميزها وإتقانها لعملها فى كل الأوقات.

ويقول محدثى أن إحدى النساء تحركت من قريتها باللورى لتصل الى المدينة وغرضها أن تلتقى به لأمر تريده.

ويقول أنه بعد السلام والترحيب بها وإكرامها قالت له أننى جئت لأقدم لك شكرى وتقديرى على إخراج أبناء صالحين يفيدون مجتمعهم.

والحديث طال معها لتقول له أنها ذهبت لأحد المستوصفات بغرض العلاج فوجدت إبنه يعمل طبيبا لكنها لاتعرفه ولاهو يعرفها.

لكنه بعد معرفة أحوالها وظروفها فى ظل هذه الحرب التى أثرت كثيرا على الناس خاصة الذين يعملون فى الأعمال الحرة والوظائف العامة.

فهنا كان الطبيب على قدر التحدى والتميز بوقوفه معها مسخرا بعضا من ماله وعلاقاته حتى خرجت من المستوصف وهى تلهج بالشكر والثناء على هذا الطبيب الإنسانى.

فعندها عنت لها فكرة أن تسأل عنه لترد له ذلك المعروف الذى قدمه لها دون أن يعرف عنها شيئا.

فها هى تصل إلى والد الطبيب لتقول له (أتمناك بخير) فإن إبنك قدم لى خدمة لم أطلبها منه وإنى شاكرة لك ومقدرة لجهدك فى تربيته وتعليمه الذى يحق أن تفاخر بأنك أخرجت طبيب صالح لمجتمعه .

والكل يمنى نفسه بأن يكون مثل هذا الطبيب الإنسانى إما أبنه أو أحد أفراد أسرته أو حتى من منطقته أو بلده ليفاخر به ويقول للدنيا ديل أهلي.

فهناك ملايين من الأشخاص المتميزون فى مجتمعنا يعملون فى خدمة المجتمع كل واحد منهم همه أن يقدم ماينفع ويفيد الناس حتى وإن كان نفعه قليلا لا يتعدى دائرة معارفه الضيقة.

لكنها بالتأكيد سيكون تأثيرها أكبر من ذلك لأن (من يفعل الخير لايعدم جوازيه) ، فكل إنسان يقدم نفعه للمجتمع سيجد جزاؤه عند الله تعالى فإن الله لايضيع أجر من أحسن عملا.

فمجتعنا جبل على تقديم كلمة الشكر والإحسان لمن يقوم بالأعمال النافعة والجميلة حتى وإن كانت فى بعض الأحيان مدفوعة القيمة.

لكنها متقنة أو قدمت بمعاملة أو سلوك راقى ومحترم ، وليس بها نزعة تعالى أو شوفونى التى تضر بصحابها أكثر من نفعة.

ومثل هذا الطبيب سيكون له شأنا آخر فى مهنته لأن من يضحى بماله ووقته وعلاقته سيجد خيرها فى مستقبل حياته المهنية ، فله ولأمثاله آلاف التحايا مصحوبة بالدعاء له بالتوفيق والتميز ونقول له (أتمناك بخير).

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق