دبلوماسية الشدايد.. و(سحرها)!

0 11

دبلوماسية النجوم:

لكل مهنة نجومها.. رموزها، قل من يسعفون الحال في الأزمات.. سيرة المهن في أعقاب الحرب مدار حديث الآن والأمور تبدو منفرجة، والحمد لله..

فى هذه الأجواء إنفرد التلفزيون بسهرة مبتكرة مع رموز الإتصالات وكيف أنهم كانوا هناك، أيضا، والحرب دائرة.

يديرون (معركة التواصل) برغم الراجمات.. كم من حكايات تثير الإعجاب، أبطالها نجوم خفية، ممن يصلون غيرهم وينسون أنفسهم.

تجلت نجوميتهم والحرب طاحنة.. وقريبا من سهرة التلفزيون جلسة مذاكرة وذكريات.. أسرة بإنتظار نتيجة الشهادة إبنها يؤمل في الطب.

سيرة وانفتحت، نجوم مهنة الطب (يعجبونك)!. كذلك مهنة الدبلوماسية.

يقفز للذاكرة إسم الدكتور منصور خالد، وسفراء كانوا نجوما فى عصرهم، إلى زمان تعيين وزير جديد.
بإضافات ساطعة إعلاميا قرينة شهرة دولية..
(جرد حساب) عنوان إستوقفني على (النت).. ورد عنه الكثير ضمن رصيد.

السحر الدبلوماسي:

(أربعة عقود عرفت بالسحر الدبلوماسي والكفاءة العالية في إدارة ملفات السودان الخارجية في أحلك الظروف فى التسعينات)..

الكاتب، عمار العركي، يفيض فى سيرة (دبلوماسي في خندق الوطن) .
فيضيف: (وكان السفير الدكتور على يوسف الشريف يمثل رمزا للصمود في مواجهة الحصار الإقتصادي والسياسي والقطيعة الدولية).
ليت كل وزير يعمل في ظروف إستثنائية يحظى بتعريف يبرز (مدى قدرته على تحويل الأزمات إلى فرص للتقدم والاستقرار)-
كما كتب هذا الموثق منوها إلى (عقود عرفت بالسحر الدبلوماسي).. ذات المرجو من أية وزارة في الظروف الصعبة (السحر المهني).

الكل يترقب مبادرة دبلوماسية غير مسبوقة تجاه حرب يؤججها تدخل خارجي..

الأمر عالميا معروف بأنه يستدعي ما يعرف بدبلوماسية الشدائد..
دونها تخطيط استراتيجي تتصدى له مختلف اطراف المواجهة في البلاد..

الوزير بدأ بالوزارة (تفقد القيادات والخبرات، إعادة ترتيب الأوضاع إداريا).. بدأ دبلوماسيا بالقاهرة..

تواترت تحركاته إقليميا وعالميا مع تلاحق الاحداث والانتصارات.. دبلوماسيا إستبان موقف السودان.

مدعوما بعلاقات خارجية مساندة تعزز التوقعات بخطوة استراتيجية قوامها (دبلوماسية المواجهة)..
تجاربه ماثلة في سيرته..

ورد أنه إبان عمله في الصين عرف بانه المفتاح لعلاقات استراتيجية افضت لتدفق البترول في السودان وقتها.

فضلا عن تجربته بجنوب افريقيا ثم تأثيره في دوائر الإتحاد الأوربي في ظروف حصار إقتصادي تحرر منه السودان بمبادرة دبلوماسية.

إبان وجوده سفيرا بالإتحاد الأوربي.. مشهود له بأدوار ملموسة في علاقاته الدولية، مما يبرر ما هو منتظر.

الأجواء متاحة الآن لتحركات خارجية تواكب جهود تأمين البلاد من مخططات لإبقائها قيد الأطماع الخارجية.

(دبلوماسية الشدائد) يعول عليها عالميا.. قوامها عمل غير عادي، عينه على مصالح البلاد العليا وسيادتها.

دبلوماسية (الثورة الثقافية):

هناك مجال لمبادرات استراتيجية حاسمة يتصدرها سفراء ورجال أعمال ونجوم مجتمع – معا، تعينهم تجارب عالمية مرموقة.

فى الذاكرة مبادرة فك الإشتباك بين دولتين عن طريق مباراة في كرة القدم!.

وفى الذاكرة مبادرة (كيسنجر) وتجربة الثورة الثقافية في الصين.

فى الظروف الصعبة الدول تبحث عن واجهات تعبر عنها، موهوبة وذات كفاءة وتتحلى بطابع النجومية و(السحر المهني)..

الصين يوم واجهت خصوما أيام الزعيم ماو أعلنتها (ثورة ثقافية) واختارت شعارا لها (دع الف زهرة تتفتح).

وجيء برئيس وزراء صفته (الوجه العالمي للثورة الثقافية) وهو (شوين لاي)..

تلقى دراساته في فرنسا ويتقن الإنجليزية كما اورد الأستاذ محمد حسنين هيكل في حوار (الأهرام)..
فوجىء هيكل بسؤاله: بأية لغة تريد محاورتي؟! إختار هيكل الإنجليزية.. وانطلق الحوار إلى أن استوقف المترجمة محتجا.

(أنا لم أقل كان يبدو كالفأر.. قلت يبدو كالفأر أمام القط!.. كان حديثه عن رئيس دولة تدخلت في شأنهم.

كشف عن (ذعرها) وهي تحارب دولة إستراتيجيتها (الصبر علي الخصوم حتي يأتوا بأنفسهم)- هكذا قالها.

إنه رجل دولة، واجهة عالمية لبلاده.. ثم انه يجيد تطييب خواطر الأصدقاء.. ما قاله لهيكل عن هيبة عبدالناصر عالميا مثال.

ومثال آخر قولهم (إن العلاقات الصينية السودانية تنساب كنهر النيل ونهر اليانغسي، إلى الأبد) – قالها سفير الصين بالخرطوم يوما.

الحردلو.. دبلوماسية تطييب الخاطر:

هناك مهن تعد عناصرها لتعدد الأدوار.. السفير سيد أحمد الحردلو عرفته خارج الوزارة..

تلاقينا بجامعة قاردن سيتي.. كتب عن الجامعة ومؤسسها البار مهندس عمر أبوالقاسم الذى بادر فوضع كلمته كالمعلقة في مدخل الجامعة:
(رجل من مدني، حي الدباغة، بشوش المحيا، يتفحصك كما يفعل الصوفيون، ويدنيك منه بحلو الكلام..

درس الهندسة، وإمتهن محبة البسطاء والصوفية والمبدعين والسفر.. كأنه قلعة من قلاع ملوك النوبة، خرج يتحدى الراهن الهندسي.

أثار ذلك عليه بعض الغبار فما حفل به.. مضي إلى ما ينفع الناس، فاجترح كلية نهضت جامعة.

وإختار لها موقعا بين الناس وبالناس وللناس.. الدين المعاملة.. وإذا أردت أن تسود قوما فكن بينهم..

الجامعة مدرسة للحسن والإحسان والحسنى)- كلام سفير بالمعاش .. دبلوماسية تجبر الخاطر.

دبلوماسيًا وطبيًا هناك آخرون:

ذات يوم ظهر إسمي ضمن أعضاء مؤتمر للسفراء!.. فعجبت للامر!.

صحفى لماح نظر حوله داخل القاعة وهمس لي متعاطفا (لست وحدك!.. المؤتمر ليس كله سفراء.. هناك دبلوماسيون أيضا)!.

وزاد فأفتي مطمئنا باني أصلا (دبلوماسي) في تعاملي مع الآخرين!.. توسعت الوقفة على هامش المؤتمر.

فبادر صحفي آخر يذكرنا بحكاية تقول (إن صحة الإنسان مهمة إنسانية نبيلة ولا ينبغي أن نترك الأطباء وحدهم يواجهون واجباتها)!.

فهمنا أنه يقصده أن نقيس على ذلك (المهني متعدد الأدوار، خاصة في ظروف الأزمات والحروب).. مرحلة إعادة الإعمار هي المحك.
*بقلم: د.عبدالسلام محمد خير

*أقلام: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق