مريم الصادق و المؤتمر الوطن في الميزان
أكدت الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي السوداني للعلاقات الخارجية والاتصال في برنامج ” بلا قيود BBC “.
(على ضرورة الحوار مع كل الأطراف العسكرية والمدنية بل وحتى مع المؤتمر الوطني رغم تحفظاتها على ماضيه).
بين مريم الصادق والمؤتمر الوطني
إنتهى كلام مريم الصادق.. والسؤال هل حزب المؤتمر الوطني يمثل الإسلاميين ويجب التعامل معه باعتباره الكتلة الصلبة في الأحزاب الإسلامية؟.
ام هو حزب سياسي من صنع الدولة وتغذى من شرايينها وانتهى دوره بسقوط النظام مثله مثل الاتحاد الاشتراكي السابق؟.
فالحوار السياسي الذي تريده مريم هل يجرى فقط مع المؤتمر الوطني أم المقصود حوارا مع الإسلاميين.
الذين يمثلون القاعدة العريضة التي تضم كل المجموعات الإسلامية المتفرقة على عدة تنظيمات؟.
قادة المؤتمر الوطني
الغريب في الأمر أن الرائج في الشارع السياسي من خلال مصطلح “الكيزان والفلول” إشارة للمؤتمر الوطني.
ومن خلال الذكر المتكرر لقياداته “علي كرتي – أحمد هارون – إبراهيم محمود”.
رغم أن الحركة الإسلامية انقسمت إلى شقين فيما يسمى “المفاصلة 1999م”.
حيث ظلت مجموعة في السلطة بقيادة عمر البشير وعلى عثمان تقود الحزب والدولة.
وهذه المجموعة فتحت بابا للمشاركة على هامش السلطة لعدد من القوى السياسية والحركات.
ومن هؤلاء تم الإستقطاب للدخول في حزب المؤتمر الوطني، والذين ظلوا في أحزابهم أيضا كانوا مساندين له.
باعتباره حزب الدولة وينفق من ميزانيتها وعلى الداعمين له من القوى الأخرى.. المال كان محمور الكسب في التجمعات الشعبية.
خرجت مجموعة عراب الحركة الدكتور حسن الترابي من السلطة، وبعد استفتاء الجنوب.
تم قبول المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور الترابي في تحالف ” قوى الاجماع الوطني” وخرج منه بعد “خطاب الوثبة” الذي دعا للحوار الوطني.
انشقاق المؤتمر الوطني
قبلت بعض الأحزاب المشاركة في الحوار، وأخرى رفضت الحوار.. ثم بدأ يحدث تشقق داخل المؤتمر الوطني.
وخرجت أصوات داعية للإصلاح.. ولآن حزب المؤتمر الوطني كان يتغذى من مالية الدولة في المركز والأقاليم.
توسعت المجموعات الملتفه حوله من إدارات أهلية وطرق صوفية ونقابات وإعلاميين ومنظمات مختلفة الأنواع، بجانب تعدد القوات خارج القوات المسلحة.
وكل الذين كانوا يبحثون عن مصالحهم الخاصة أو مصالح مناطقهم، وغيرهم كانوا يلتفون حوله.
إن فقدأن المؤتمر الوطني للسلطة وميزانية الدولة بالضرورة سوف يؤدي إلى تحجيم الحزب وتقليص عضويته.
لكن ستظل الحركة “الإسلامية” المؤسسة له تحتفظ بمكوناتها الباقية، ولكن بحجمها الطبيعي كحزب سياسي، وليس حزب يسخر لنفسه إمكانيات الدولة.
يظل السؤال: لماذا بعد الثورة وسقوط نظام الإنقاذ، أصرت القوى السياسية أن تتعامل مع المؤتمر الوطني بذات التعامل السابق أنه مسيطر على الدولة رغم التغيير والسقوط؟
هناك سببان يتعلقان بالقوى السياسية المناهضة للإسلاميين، والبعض الآخر المتطلع للسلطة.
الأول الحزب الشيوعي، ويتركز الصراع بينه والإسلاميين في الاختلافات الإيديولوجية، والجانب الأخر أن الزملاء لم يغفروا للإسلاميين حادثة معهد المعلمين.
والتي بموجبها تم حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه من البرلمان في 1965م.
وكان الزملاء يعتقدون أن محاصرة الإسلاميين سوف تفتح لهم طريقا مع الجماهير دون تأثيرات سالبة يمكن أن يقوم بها الإسلاميين.
لكن الحزب الشيوعي في صراعه مع الإسلاميين التزم أن يكون صراعا سياسيا داخليا ليس له أية علاقة بالخارج والأجندة الخارجية.
القوى الأخرى: هي مجموعة الأحزاب الجديدة التي تاريخها النضالي قصير إلى جانب مجموعات القوميين.
وهؤلاء يعتقدون أن إبعاد الإسلاميين من المسرح السياسي سوف يعزز موقفهم في السلطة.
خاصة أن الأجيال الجديدة التي اسقطت “نظام الإنقاذ” سوف لن يترددوا في مساندة القوى التي لها موقف سالب من المؤتمر الوطني.
وأصبح المؤتمر الوطني كرت يستخدم بهدف البحث عن التأييد الشعبي، أيضا أصبح يستخدم كمبرر وشماعة تعلق عليها الأخطاء.
الكيزان والفلول
فالذي يفشل في أداء مهامه في المؤسسة أو الوزارة لا يبحث عن السبب الذي أدى إلى الأخطاء.
بل يحملها مباشرة “الكيزان والفلول”.. لآن هناك قطاع واسع قد غيب عقله واصبح يساند مثل هذه المقولات.
وهؤلاء يعرفون ضعف خبراتهم وتواضع مقدراتهم فهم محتاجين لمثل هذه الشماعات.
رغم أن المؤتمر الوطني فقد أهم عنصر كان فاعلا في أن يلتف الناس حوله. هو إمكانيات الدولة التي تصرف على الصرف التنظيم وعليهم.
في إبريل 1985م كانت القيادات الحزبية والنقابية واعية، وكانت تعرف أن سلطة الاتحاد الإشتراكي التي كان يسيطر عليها مرافيد الحزب الشيوعي.
وبعض القوميين، قد تبدلت بعد مصالحة 1977م بين نميري والجبهة الوطنية، حيث دخل حزب الأمة بموقف سالب مجمد غير فاعل.
والحركة الإسلامية موقف نشط تحولت من تنظيم صفوي إلى شعبي، لذلك جعلوا سقوط النظام هو سقوط لحزب الدولة “الاتحاد الاشتراكي” وأنتهى أمره.
المؤتمر الوطني التيار الإسلامي الذي كان فيه لم يكن بالحجم الكبير مقارنة بالمجموعات الأخرى المشاركة معه.
لكن كان في يدهم القرار، وقيادة الأجهزة القمعية.. كانت المشكلة في القيادات السياسية للأحزاب بعد الثورة ذات الخبرات الضعيفة.
خاصة في إدارة الأزمة لذلك كانت التحديات أكبر من قدراتهم.. القضية الأخرى كانوا يريدون أن يكونوا قريبين من الأمارات المعلنة الحرب ضد الإسلاميين.
ومادام فقدوا السلطة، يجب أن لا يفقدوا تمويل الخارج لهم.. هذه هي الإشكالية التي يتمسكون بها “بالكيزان والفلول”.
تغطية لضعف سياسي.. وغياب للعقل، فهم غير منتجين لا للفكر ولا للثقافة السياسية الديمقراطية.
لذلك تمسكوا بشعارات لكي يهتف وراءهم كل الذين عطلوا عقولهم.. نسأل الله حسن البصيرة..
بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
أقلام: صحوة نيوز