كان دنيا الاماني، كان روح الاغاني.. وداعا كابلي

103

كانبرا: ولاء عبدالله عوض
غيب الموت الفنان الكبير القامة والقيمة عبدالكريم الكابلي بعد صراع طويل مع المرض بالولايات المتحدة الامريكية، ويعتبر الكابلي أحد أعمدة الفن السوداني حيث وضع بصمة واضحة في تاريخ الفن، فهو شاعر وملحن ومطرب وباحث في التراث الشعبي السوداني.

خاطب الكابلي في غنائه العديد من جوانب الحياة التي تتصل في خصوصيتها بالسودان وفي عموميتها بالمبادئ الإنسانية الخيرة، وتم تعيين الدكتور عبدالكريم الكابلي سفيراً فخرياً من قبل الأمم المتحدة تكريماً له.

نشأ وشب في مرتع صباه مابين مدن بورتسودان  وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف وكسلا وتلقى دراسته بخلوة الشيخ الشريف الهادي والمرحلة الأولية والوسطى ببورتسودان والمرحلة الثانوية بمدينة امدرمان بكلية التجارة الصغرى وبعد أن تخرج منها التحق بالمصلحة القضائيه بالخرطوم وتعين في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم في العام 1951م وعمل بها لمدة اربعة سنوات ثم تم نقله إلي مروي ومكث بها لمدة ثلاثة سنوات إلى ان تم نقله مرة أخرى إلى الخرطوم واستمر بها حتى وصل الى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977م.

وبعد ذلك هاجر الى السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات مترجما في مدينة الرياض في العام 1978م ولم تستمر غربته طويلا حيث عاد الى السودان في العام 1981م ليواصل رحلته الإبداعية مرة أخرى.

ثم كانت بداياته عندما تغني أمام جمال عبدالناصر برائعة تاج السر الحسن (أنشودة آسيا وأفريقيا) وقد كان قبلها يغني في بيوت اصدقائه وأهله ونقلته هذه في حضرة عبدالناصر الذي أغرم به عبد الكريم الكابلي وكان من اشد أنصاره.

للكابلي دراسات في التراث السوداني فقد غاص فيه وخرج بالروائع والدرر من أغنيات التراث، ويعتبر كابلي مدرسة فنية قائمة بذاتها لما لديه من اعمال كثيرة تربعت علي عرش الاغنيات في السودان علي سبيل المثال لا الحصر: حبيبة عمري، أنشودة آسيا وأفريقيا، يا ضنين الوعد، أراك عصي الدمع، أكاد لا اصدق، زمان الناس، حبك للناس، ايام وفانا، يازاهيه، شمعة، دناب، لماذا ومعزوفة لدرويش متجول (رائعة محمد مفتاح الفيتورى).

وبوفاته فقد الفن السوداني أحد اعمدته وستظل ذكراه خالدة واعماله باقية وبصمته واضحة.

Comments are closed.