محمد عثمان يكتب: مفضل الإحترافية والنزاهة

164

الواقع السياسي في السودان بدأ يترنح الي أسفل حد السقوط في مستنقع خطاب الكراهيه وعدم قبول الآخر ولعل مرد ذلك أسباب عديده من بينها ان الذين قاموا بسرقة ثورة الشباب هم قلة تسكن في دائرة نصف قطرها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ومتمركزون فقط في وسط الخرطوم ويحسبون أنفسهم مركز القرار وتسيير دولاب الدولة السودانية.

تلك القلة تحاول جاهدة استخدام أساليب الترغيب والترهيب وقهر الآخر الذي لا يتماهي مع مشروعها العدمي كما انها لا تستطيع النظر أبعد من ارنبة أنفها ولا تنفك تستخدم أساليب البلطجة السياسية وإختطاف المشهد لتمرير أجنداتها الخبيثة.

ولأن في أذنيها وقر وفي عيونها رمد فقد آثرت ان تثير غبار كثيف حول التعيينات الاخيرة للاجهزة الامنية والاستخباراتية والشرطية بالتركيز على الفريق أول احمد ابراهيم مفضل والذي تقول سيرته المبذوله في الأسافير بانه رجل مهني ترقى وتدرج في الرتب الأمنية بجهده وعلمه وتميزه ولاغرو في ذلك فالرجل كما تقول سيرته خريج جامعة الزقازيق كلية التجارة وكان من الطلاب المتفوقين بشهادة عدد من معاصريه في تلك الفتره وانه من بيت علم وخلق وتميز أكاديمي أهله ليتبوأ هذا المقعد في قمة جهاز الأمن والمخابرات العامة.

مفضل شغل من خلال عمله في الجهاز رئاسة عددآ من الإدارات والتي كانت غاية في الأهمية والتأثير على الأمن القومي السوداني وأجاد فيها وأبدع بحسب مهتمين بالدراسات الامنية والاستراتيجية من ضمنها التعاون الدولي والاقتصادي وقد رمي فيهما بسهم يشهد له الكثيرون بانه كان فيهما مهنياً وإحترافياً جنب من خلالهما البلاد كثيراً من المزالق والمتاهات.

ولعل الحملة الموجهة من اليسار ومن لف لفه حول تعيين مفضل مديرآ للجهاز قد ركزت على القشور والتي تجاوزها الزمن وتعافي الساحة السياسيه تدريجيآ من خطاب الكراهية والإقصاء، فلم تصمد حكاية والي جنوب كردفان أمام تدفق سيل المعلومات حول تلك الفترة التي قضاها في جنوب كردفان والتي تأكد بأنها كانت من أخصب فترات الولاة الذين مروا على تأريخ الولاية من حيث الشفافية والنزاهة والوقوف على مسافة واحدة من الجميع ورضا الحركة الشعبيه شمال والتي لها القدح المعلي في تلك الولاية حيث انها كانت راضية كل الرضى عن فترة حكمه والتي تميزت بالعدل والانصاف والنزاهة والتي تعتبر سمة وعلامة جودة حصريه للمفضل، وحينما غادر الولاية مع نهاية حكم الانقاذ ودعه اهل جنوب كردفان بالدموع والحسرة.

وبعد أن تجاوز الناس مسألة “شيطنة مفضل” بالادله الدامغه لنزاهته وحيدته ومهنيته فينبغي ان يركز مفضل على ترك بصمات واضحة في مجال مهنية الجهاز برغم ما تعرض له الجهاز من حملة ممنهجة لاضعافه وذلك بإجراء حوارات هادفة وبناءة مع كل قطاعات المجتمع المهنية ومنظماته المتخصصة في مجال حقوق الإنسان وذلك بغية تغيير الصورة الذهنية السالبة والتي تشكلت خلال العامين المنصرمين، كما أنه حري به أن يعمل على مسألة صلاحيات الجهاز بعد أن هدات وخفت حدة خطاب الكراهية الممنهجة للجهاز وأن يعمد على رفع الروح المعنويه لمنسوبي الجهاز وأن يركز جهده على قضية الإرهاب والنزاعات القبلية وسبق للرجل ان بذل جهد مقدر لإنهاء صراع دموي بجنوب كردفان حينما كان نائبآ للمدير.

وتبقى اهم التحديات امام مفضل ان يعمل على احداث مقاربة مع الشباب عبر تفعيل دور أكاديمية الأمن لاجراء دراسات حالة وإستنباط الحلول وأن يفكر دومآ خارج الصندوق وأن يكون مبادرآ في كثير من القضايا والتي أرقت البلاد في الآونة الاخيرة وجعلتها في منخفض إستخباراتي يصعب تجاوزه إلا بعزيمة وإصرار ومنح منسوبي الجهاز ثقة واعتداد بالنفس ورفع كفاءتهم وتحسين شروط خدمتهم وأن لا يستكين لخطاب الهدم والكراهية وأن يعلي من التواصل مع الاجهزة الاعلامية والصحفية وأن يفرد لها من وقته ما يجعلها شريك في قضية حفظ الوطن من الشائنين.

Comments are closed.