المؤتمر الوطني يدعو لمواجهة محاولات إضعاف الجيش وصياغة مشروع جامع

511

الخرطوم: (صحوة نيوز)
دعا حزب المؤتمر الوطني لمواجهة المحاولات الخبيثة لإضعاف القوات المسلحة وتفكيك المنظومة الامنية، وحيا مجاهدات القوات المسلحة.

وقال الحزب في بيان بمناسبة ذكرى الاستقلال ان الاستعمار عاد من ابواب اخرى بارتهان القرار السياسي للخارج وانتهاك السيادة الوطنية.

ودعا لصياغة مشروع وطني جامع يهيئ المناخ للسلام وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإصلاح المؤسسات العدلية.

فضلاً عن إرساء قيم جديدة لإدارة الخلافات السياسية والمشاركة الواسعة في بناء الوطن واستكمال التحول الديمقراطي والتنادي للانتخابات.

وفيما يلي نص بيان المؤتمر الوطني الذي صدر اليوم بمناسبة الذكرى 66 للاستقلال المجيد.

قال تعالى «وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» صدق الله العظيم.

* تمر علينا الذكرى السادسة والستين لاستقلال بلادنا وانعتاقها وتحررها من قيود الاستعمار البغيض.

إذ يصادف يوم 19 من ديسمبر اعلان الإستقلال المجيد من داخل البرلمان بعد ان اختار السودانيون خيار التصويت لصالح قيام دولتهم الحرة المستقلة بعد تعرضها لهزات عنيفة الا أنه بسبب قاعدتها الشعبية والجماهيرية تمكنت من الصمود رغم مقاومة المستعمر ومحاولاته المستمرة للبقاء وانتصرت إرادة الإستقلال.

* وبهذه المناسبة يتقدم حزب المؤتمر الوطني بالتهنئة إلي الشعب السوداني بالذكري الوطنية التي شكّلت محطة تاريخية في مسار وتاريخ البلاد الحديث، فمن حقّ السودانيين أن يحتفلوا بها داخل وخارج وطننا العزيز فتحقيق هذا الإنجاز لم يكن سهلاً ، والمحافظة عليه تظل من الواجبات الوطنية.

* والتحية مستحقة للرعيل الأول من الآباء المؤسسين لاستقلال بلادنا الذين دفعوا الغالي والنفيس مهراً لهذا الوطن ، تلك الثمرة التي غرست شجرتها سواعداً فتية وروت جذورها دماءاً زكية لتقطف الاجيال من بعدها الثمار وطناً حراً أبياً مهاباً ، تلك المجاهدات الوطنية، والملاحم البطولية التي تجسدت فيها روح التحرر من الاستعمار وتكرّس من خلالها شعار الوطن فوق الجميع والوطن للجميع.

* ثم التحية للشعب السوداني الذي ظل على مدار تاريخه نبراساً لكل الأمم وعزاً لها وضياءاً لكل الشعوب، تحية مليئة بحب التراب والامل والتفاؤل ومن نفوس طوّعت الصبر وشقّت الجبال صبراً علي التحديات والعمل بتجرد لأجل الوصول إلي مرافئ العدل ورفض الظلم.

الشعب السوداني الكريم:
كانت الأمنيات ان تعود ذكرى الإستقلال على بلادنا وهي تمتلك قرارها كما تركها الأجداد ومحافظة على سيادتها ، فهذه الذكرى تتجسد فيها معاني الاستقلال الحقيقي، الذي نسترشد من خلالها بما قدمه رواد الإستقلال وجيل البطولات والتضحيات لنتفيأ ظلال غرسهم وطناً كريماً وشعباً عظيماً.

ولكن المؤسف عاد الاستعمار من أبواب أخرى فالقرار السياسي في البلاد بات رهيناً للخارج والسيادة الوطنية منتهكة في وضح النهار فأصبحت بلادنا مركزاً لأجندة بعض الدول وتقاطعات مصالح المحاور الدولية حتى أصبح لبلادنا حاكما فعلياً في الظل.

* ان الاحتفال بذكرى الإستقلال مناسبة للاعتبار من الماضي والتفكر والتدبر في الحاضر وإستشراف المستقبل فالروح الوطنية التي تشبع بها جيل الإستقلال يجب أن تكون حاضرة وهادية لتعيد للبلاد سيادتها المنتهكة وقرارها المسلوب.

المواطنون الأوفياء:
ان عملية البناء الوطني لا تكتمل إلا بتوافق وطني علي مجمل القضايا الكبرى والتي وقف المستعمر حجر عثرة أمامها لتحقيق أجنداته وقد عمل على زيادة الشقة بين أبناء الوطن بسياساته التي انتهجها (فرق تسد) وورثت الحكومات الوطنية التي تعاقبت على حكم البلاد مشاكل عديدة وتحديات جسيمة.

لذا التحدي الاكبر هو تسريع خطوات البناء الوطني وان يعمل من أجل صياغة مشروع وطني جامع لا يستثني أحد الا من ابي مشروع يعلو فيه صوت الوطن وليس سواه.

مشروع يهيئ المناخ لإقرار السلام واطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، واصلاح المؤسسات العدلية وتطوير القوانيين والتشريعات المتعلقة بالإصلاح القانوني مع إرساء قيم جديدة لإدارة الخلافات السياسية والمشاركة الواسعة في بناء الوطن.

مشروع يستكمل مسارات التحول الديمقراطي والتنادي الوطني لقيام إنتخابات حرة ونزيهة يقرر خلالها الشعب من يحكمه ومن ثم يضع دستوره العام الدائم.

المواطنون الأعزاء:
ونحن نحتفل بذكرى الإستقلال نحيي مجاهدات القوات المسلحة الباسلة التي تحمي تراب الوطن وهي تسطّر البطولات النادرة من أجل رفعته وعزته وكرامته.

ونحن نعي ان ميدان اليوم ليس فقط مسارح العمليات الحربية، فالعدو يتربص بالبلاد بتثبيط الهمم، وزرع اليأس في النفوس وما محاولات تفكيك المنظومة الأمنية إلا دليل على ذلك لأن العدو يريدنا أمة ضعيفة تابعة وليس قوية مقاومة.

التحدي الذي يجب أن نواجهه جميعاً هو مقاومة هذه المحاولات الخبيثة لإضعاف القوات المسلحة والعمل على استنهاض شعبنا للدفاع عن حياض الوطن الذي لن نحيد عنه في كل مكان وفي أي زمان.

اخيراً :
نجدد التحية للشعب السوداني في عيد استقلاله ونؤكد أنه مهما أدلهمت بنا الخطوب لن نساوم في حب الوطن ولن نفرط في ترابه.

ونتمني أن يعود على السودان وفيه تتجسد معاني الاستقلال الحقيقي برفع الظلم والمعاناة عن كاهل الشعب السوداني وأن تعيش بلادنا مستقرة وآمنة ومتحضرة ومتطورة وأن تجلس في مكانها اللائق بين الأمم والشعوب.
المؤتمر الوطني
19 ديسمبر 2021م

Comments are closed.