حكاية من حلتنا: مستلزمات الشتاء للفقراء.. فهل ترانا فاعلون؟

232

بقلم: آدم تبن
عندما تهب رياح الشمال معلنة دخول فصل الشتاء فى بلادنا السودان لا ترى أية مظاهر واضحة للاستعداد لهذا الفصل ذو الطقس البارد والأتربة والغبار، إلا فى نطاق ضيق فى بعض أسواق المدن الحضرية حيث تشاهد على متاجرها بعض الاغطية والملبوسات الشتوية مثل البطاطين والشالات والسيوترات والفنائل فقط، هى مظاهر ضعيفة لا تشكل استعداداً متكاملا لفصل الشتاء ويغيب العنصر الأهم للوقاية من الشتاء وهو الغذاء الجيد الذى يساعد فى مجابهة موجات البرد القاسية التى تنخفض خلالها درجات الحرارة لتصل لأقل من عشر درجات.

وهنا تعود بى الذاكرة إلى أوقات سابقة كان فصل الشتاء شديد البرودة يحبس الناس فى منازلهم حتى بعد الشروق لفترات طويلة يزهدوا فى الذهاب إلى أعمالهم خاصة أهل الزراعة لتفادى موجات البرد الصباحية التى تصحبها الرياح الباردة فهم إما راكبون على ظهور دوابهم أوسيرا على أقدامهم، وكذلك بعد غروب الشمس يختبئ الناس فى داخل منازلهم وتقل حركتهم فى الشوارع لا يخرجون إلا للضرورات مثل الصلاة أو شهود الجنائز أو حمل مريض لتلقى العلاج، فالكل ليس لديه المقاومة الطبيعية الكافية أو التدفئة الجيدة لموجات البرد القاسية، فقط تسمع الأصوات تتعالى داخل المنازل فى أغلب الأحوال تكون الأسرة مجتمعة حول نار الحطب أو الفحم للتدفئة أو فى إنتظار إعداد وجبة ساخنة يتبعها مشروب ساخن من الشاى أو الحليب إستعدادا لليلة شتوية قاسية تحتاج إلى تطويع الإمكانيات المحلية الموجودة مثل الوجبات الساخنة والاغطية من أجل أن ينام أفراد الأسرة فى أمان تام من الإصابة بأمراض الشتاء مثل نزلات البرد والزكام والانفلونزا وأمراض المعدة الحادة.

وهنا نذكر أن لهذه الأمراض علاجات بلدية ناجعة ومجربة ساهمت فى كثير من الأحيان فى القضاء عليها فى مهدها دون اللجوء للطبيب فمن منا لايعرف نبات القرض والكركدى لعلاج النزلات والحلبى وزيت السمسم والعرق الأبيض لعلاج أمراض المعدة والكثير من الاكتشافات المحلية لبعض النباتات والأعشاب التى قاومت الأمراض وأثبتت فعاليتها فى العلاج.

نعود لتلك الأيام المصحوبة بالبرودة الشتوية الصعبة وهذا هو حال مجتمعنا فى زمن سابق مقارنة بواقعنا الحالى فنجد أن البون شاسع من حيث الاستعدادات فى الملبس خاصة سكان المدن حيث يستعدون لفصل الشتاء بشراء مستلزمات الوقاية من ملابس شتوية ومرطبات للجسم وأدوية طبية وإغلاق الأبواب والشبابيك بالمنازل وإستخدام وسائل النقل الحديثة فى التنقل من المنزل إلى أماكن العمل والدراسة.

فهذه الإمكانيات المتاحة والمتوفرة فى المدن وبعض الأرياف تدعونا أن نتوجه أولا لشكر وحمد الله تعالى المنعم الذى أنعم وتفضل علينا بهذه النعم التى لانستطيع أن نحصيها يقول الحق سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وءاتاكم من كل ماسألتموه وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) آيه (34) إبراهيم.

فهنا يجدر بنا كذلك أن نسعى إلى مساعدة المحتاجين من بيننا ففى أماكن سكننا يوجد فقراء متعففون لايسألون الناس إلحافا، فهؤلاء يحتاجون أن نقف بجانبهم ونقدم لهم يد العون بقدر الاستطاعة فإى مساعدة لهم بأحد مستلزمات الشتاء مهما كانت قليلة فهى تحدث فارقا كبيرا فى حياتهم أو حيات أسرتهم.

فانفقوا بقدر إستطاعتكم لعل الله يتقبل صالح أعمالكم ويثقل بها ميزان حسناتكم يوم لاينفع مال ولا بنون، فهل ترانا فاعلون؟.

Comments are closed.