حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: غلاء المهور وإرتفاع تكاليف الزواج
على امتداد هذا الوطن العملاق سوداننا العربى الافريقي تتمازج فيه العديد من الثقافات والعادات والتقاليد المتعددة بتعدد قبائله وبطونها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، تتسم هذه الثقافات بتقدير واهتمام كل المجتمع، يتناقل الأبناء من الجنسين هذه الثقافات جيلا خلف جيل حتى لاتنقطع اواصر الترابط المجتمعى بينهم وبين أقرانهم الذين تجبرهم الظروف للهجرة بعيدا عن أهلهم ومناطق تواجدهم المعروفة.
فهذه الثقافات منها ما يحافظ على التعريف بالقبيلة أو المنطقة أو الولاية فكل منها له عاداته وتقاليده المشهورة فى المناسبات الاجتماعية السعيدة مثل الزواج فهو يعتبر موسما لإظهار تلك الثقافات الحية والراسخة فى وجدان الشعب السودانى فهناك عادات وتقاليد لم يغيرها الزمن ولا الظروف القاسية التى يواجهها المجتمع بل يطوعها بسلاسة مبهرة لتتماشى مع هذه الظروف والأوقات الصعبة إلى أن تفرج، والفرج من الله قريب فدائما المجتمع يأمل كثيراً فى الفرج الربانى ولديهم ثقة كبيرة فى التغيير للأفضل.
وتتسم مواسم العيدين الأضحى والفطر بانهما من الأوقات المحببة للأسر لاقامة الزيجات وكذلك مواسم حصاد المحصولات الزراعية وذلك لحرص الأسر على مشاركة الأهل والمعارف والأصدقاء فى فرح أبنائهم فهم يسعدون بتلك المشاركات التى تعيد الكثير من الذكريات الجميلة وتجمع الأحباء والاقران بعضهم البعض فتجدهم فى راحة نفسية كبيرة تترجمها الإبتسامة على الوجوه والضحكات المجلجلة.
ويمثل موسم الزواج سوقا رائجة للمغنين والمغنيات فى إظهار مواهبهم وقدراتهم الفنية والإبداعية فى أحياء حفلات الزواج سواءا كان الغناء تقليدى أو حديث لايهم فالجميع أتوا ليعبروا عن فرحتهم ومشاركتهم العرسان بفرح زواجهم، فالزواج هو الرباط الشرعى الذى به يكتمل بناء الأسرة لذا فالجميع حريصون على تزويج أبنائهم من الجنسين فالزواج من سنة النبى صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً وهو يفاخر به الأمم يوم القيامة، لذا يتسابق الجميع لتطبيق السنة النبوية الشريفة من أجل تحقيق الاستقرار الأسرى والمجتمعى.
ورغما عن الأوضاع الاقتصادية التى تعيشها البلاد إلا أن سنة الزواج لم تتوقف كليا، صحيح أن هنالك عزوف من بعض الشباب عن الزواج خاصة فى المدن الكبرى لعدة أسباب تجمل كلها فى التكلفة العالية التى أصبحت تصاحب الزيجات، لكننا إذا تمسكنا بهدى النبى صلى الله عليه وسلم بالتأكيد سنضع حدا لهذه التكلفة التى أصبحت مثار شكوى دائمة من الشباب.
وتقليل المهور دعوة نبوية عمرها أكثر من أربعة عشر قرنا حيث قال: (أقلهن مهرا أكثرهن بركة) فمن يريد أن يبارك له فى حياة أبنائه بعد الزواج فعليه أن يستفيد من هذه الدعوة والرسالة النبوية قليلة الكلمات كثيرة المضمون وتحمل فى طياتها البركة فى الزواج، وتقع المسئولية لتحقيق هذا المقصد النبيل على أولياء الأمور وهم أول المستفيدين من زواج أبنائهم فبتقليل المهور يستطيع الشباب تكوين أسر جديدة تساهم فى خدمة المجتمع والدولة والأمة، فيا أولياء الأمور أعيدوا النظر فى إرتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور.
Comments are closed.