آدم تبن يكتب حكاية من حلتنا: عجز الحكومات عن تحقيق الأمنيات

448

ومن جميل ماوهبه الله تعالى لبلادنا من الخيرات والنعم ما لا نستطيع أن نحصيه عدداً فبلادنا هبة ربانية منحت لمجتمعنا تحتاج منا كثير شكر وكثير عمل مخلص وجاد يخرجها من براثين الفقر والجوع والعوز الذى لم يبارح أرضها لسنوات طويلة، والأرض بكر والمياه تجرى فى سهولها ووديانها ومناخاتها متعددة وحولها بلدان كثيرة تحتاج إلى ثرواتها ومواردها ذات القيمة الاقتصادية والصحية عالية الجودة والمواصفات والميزات.

وحكاية من حلتنا تطوف على أراضينا البكر فترى فيها العجب العجاب والإهمال الذى لايلق بنا دولة وشعبا، وفى كثير من الأحيان نقرأ ونسمع من يقول أننا شعب وحكومات لاتستحق هذه الأرض المعطاء التى تهب خيراتها للناس فى كل الفصول ولا تبخل بشى كبر أو صغر، فيتمثل فينا قول الشاعر. “كالعير فى البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول” فملايين الأفندنة تنتظر من يفلحها ويخرج منها الغذاء والدواء والكساء وكل مايحتاجه للسكن والمبانى فإن يممت وجهك تجاه الجزيرة الخضراء تجد فيها مايسر نفسك وتتعلق هامتك بالثرياء لم لا فهنا القطن يزهر ويعطى محصولا لا تستغنى عنه كبرى المصانع العالمية.

فأغلب مانلبسه ونحتاجه فى سكننا يدخل القطن فى صناعته وقطننا يشهد بجودته المستمعر الإنجليزى الذى كان يرسل ملايين الاطنان إلى مصانعه فى بريطانيا من قطن الجزيرة، “وفى الجزيرة نزرع قطنا ونحقق أملنا” وعندما ندلف تجلس مع المنتجين تجد الحسرة بادية على ملامحهم وحديثهم يكسوه الأسى والندامة على أن أسعار المنتج لا تساوى الجهد الذى يبذلونه فى إنتاجه ولا تغطى تكاليف الإنتاج التى ارتفعت بصورة لاتصدق خاصة تكاليف العمالة والنقل، ورغم ذلك تجدهم فخورون بأنهم أنتجوا بفضل الله ومن ثم بجدهم ما يستحقون عليه التشجيع لمواصلة الإنتاج، فضعف الأسعار يساعد كثيراً من المنتجين فى الهروب من الزراعة والإنتاج فى الوقت الذى تحتاج البلاد لزيادة إنتاجها من محاصيلها ومنتجاتها المختلفة.

وينطبق ذلك الإهمال على منتجات زراعية كثيرة تحتاجها بلادنا للغذاء والمال لتساهم استقرار المجتمعات وجلب العملات الأجنبية لزيادة موارد الخزينة العامة للدولة لتغطية نفاقتها المختلفة خاصة فى مجال تطوير وتنمية البنيات التحتية بالمدن والأرياف، فحواضر المدن تشتكى مر الشكوى من غياب التنمية وضعف الخدمات وإنعدامها، فكيف بالارياف التى يهاجر مرضاها إلى مشافى المدن وخارج البلاد لينعموا بالصحة والعافية، دعك من التنعم بالمياه والكهرباء والتعليم والطرق فهذه من سابع المستحيلات لا يطالبون بها ولا يحلمون بتحقيقها فى المستقبل القادم.

فتلك أمنيات عجزت الحكومات عن تحقيق اليسير منها، صحيح أن الظروف العامة المحيطة بنا ساهمت فى هذا العجز ولكنه “عجز القادرين على التمام” فمن يزور بلادنا ويرى مانملكه من موارد متعددة يقف عاجزا عن التعبير عن حالتنا، ويكتفى بالقول أن بلادكم تحتاج إلى سواعدكم جميعا لبنائها “فالأوطان تبنى بسواعد بنيها”.

Comments are closed.