ياسر الفادني يكتب: الحقول إشتعلت قمحاً ووعداً وتمني

259

أهلنا المزارعون في مشروع الجزيرة والولاية الشمالية بعد أيام سيحتفلون بملحمة حصاد القمح، تلك السلعة المهمة التي تجبرت وظلمت بها دول، واذلت وأضعفت دولا أخري، السودان من تلك البلاد التي أصبحت هذه السلعة المهمة تؤثر في اقتصادها تاثيراً كبيراً، بل تسببت في إسقاط حكومات برغم أن هنالك بدائل أخرى لكن ظل القمح هو سيد الموقف الغذائي، السودان من الدول إن صلحت نفوس الحكام وصدقت العزيمة يمكن أن يزرع قمحا يكفيه تماما بل ما يفيض يمكن أن يصدر ويدر عملات صعبة تنعش خزينة الدولة المتهالكة كل يوم.

هذا الموسم مشروع الجزيرة تم فيه زراعة 382 فدان قمحاً في كل أقسامه المترامية الأطراف وفي أرضه الخصبة ومياهه التي تأتي انسيابيا، متوسط إنتاج الفدان الواحد حسب التقديرات لهذا الموسم حوالي 15 جوالا ، قمح هذا الموسم يبدو أنه ناجح ساعد في ذلك الموجات الباردة التي ظهرت في فصل الشتاء بصورة مستمرة بالإضافة للتحضيرات الجيدة التي اجتهدت فيها الدولة وبذل فيها المزارع قصاري جهده لإنجاح مازرع.

هذا الموسم علي حسب التقديرات التي تمت كانت التكلفة للفدان الواحد من حيث تكوين مهد طيب للبذرة 30 الف جنيه إضافة للتقاوي واسمدة الداب واليوريا التي بلغت تكلفتها 141 الف جنيه، رسوم المياه بلغت 21 ألف جنيه أما عن تكلفة الحصاد وهي قدرت 18 ألف جنيه، السعر التركيزي الذي حددته جهات الاختصاص هو 43 ألف جنيه للجوال الواحد، يعني خلاصة كل هذه الأرقام وجمعها هو تكلفة انتاج الفدان الواحد تبلغ 210 الف جنيه وسعر الحكومة لمتوسط إنتاج الفدان الواحد تبلغ 645 الف، إذن المزارع سوف يكسب في كل فدان مبلغ وقدره 435 الف جنيه ربحا حلالا طيبا مباركا كان نتيجة جهد وعرق ومتابعة وحرص علي محصول تعتمد عليه الدولة اعتمادا كبيرا ودعاءا خالصا صادقا عقب كل صلاة أداها المزارع بعد ان توضأ بماء (ابو عشرين) وصلي علي ظهر شط الترعة.

استهلاك السودان من القمح سنويا 2 مليون طن قمح وذلك نسبة لتغيير النمط الغذائي في الريف والحضر الذي ظل يعتمد علي رغيف الخبز في الأمن الغذائي، والاستهلاك اليومي 100الف جوال دقيق وولاية الخرطوم لوحدها 47 الف جوال تستهلكها ولاية الجزيرة علي سبيل المثال لا الحصر.

لمن لايعرف ان السودان اكتفي ذاتيا من القمح في العام 1992 بجهد حكومي وجهد شعبي وجهد من المزارعين ، ويمكن ان يكتفي ويزيد في الإنتاجية لو ارتفعت مساحة القمح بكل من الشمالية والجزيرة في مساحة مليون فدان فقط.

من الأخطاء الكارثية التي ارتكبها زبانية الحقبة السابقة أنهم طردوا المستثمر الراجحي واستولوا علي مشروعه الذي ظل يسهم اسهاما كبيرا في إنتاج القمح دون مبرر وفقدت الدولة مستثمرا عربيا كما ذهب مثله الكثير ، يمكن إعادة مشروع الراجحي لانتاج القمح بالولاية الشمالية بعد توقفه.

السودان كان يستورد القمح من اوكرانيا والبقية منح من روسيا وامريكا ومن ابرز مشاكل صناعة الخبز في السودان ، تذبذب اسعار القمح بعد الحرب الاوكرانية وارتفاع اسعار الخميرة وكذلك إرتفاع أسعار الغاز ورفع الدعم عن غاز المخابز وكذلك تكلفة العمالة بسبب إرتفاع المعيشة والمواصلات لحركة العمال وكذلك إرتفاع اسعار الزيوت وخلاطات الدقيق.

انا أقول: إن هذا الموسم البلاد سوف تشتعل قمحا ووعدا وتمني ، أتمنى أن تشتعل صدقا وحبا لهذا الوطن المعطاء ، فدعونا من الشعارات الزائفة مثل (حنبنيوه) كذبا وهم يخربونه ، ودعونا من الفرقة والشتات وحب السلطة من اجل الجاه والسلطان وكونوا علي قلب رجل، والسودان (ياهو دا السودان).

Comments are closed.