السر قدور.. آهة بتجرح قلب المشتاق

359

كانبرا : ولاء عبدالله عوض
غادرنا فجر اليوم الفنان الشامل والقامه السر قدور بقاهرة المعز ورحل عن عمر ناهز ال 88عاما، وكان قدور شاعر مخضرم وكاتب عملاق وممثل قدير وملحن واعلامي شامل عمل كصحافي في مجال الرياضه والمنوعات وقدم اشهر برنامج رمضاني “اغاني واغاني” لسنوات طويلة،

ويعتبر الراحل قدور مدرسة فنية شاملة لايمكن تجاوزها، فكان صاحب حضور مميز استطاع ان يخلق لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة، تميز بطريقة ممتعة في سرد تاريخ الغناء خلال برامج (اغاني واغاني) وهو صاحب حكايات يقدم لها بالتواريخ والارقام يتمتع بذاكرة قوية رغم تعاقب السنوات.

ولد السر أحمد قدور في عام 1934 ، بقرية الجباراب، بمدينة الدامر حيث بدأ تعليمه في خلاوي القرشاب بمسقط رأسه، ثم في خلاوي الشيخ المجذوب جلال الدين حيث حفظ القرآن بالروايات السبع.

وفي بداية سبعينات القرن الماضي غادر قدور إلى مصر مع زوجته المصرية الأصل وبناته ثريا وزينب ونبيلة وأمل حيث أقام هناك مدة 26 سنة متواصلة بحي الزمالك القاهري. وعاد في عام 2000 إلى السودان، وتكررت بعد ذلك زياراته وسفرياته بين الخرطوم والقاهرة.

تغني له العديد من الفنانين بمختلف أجيالهم، كتب ما هو وطني وعاطفي ، كما انه صاحب إسهامات كبيرة في الدراما السودانية، خاصة مع بدايات التليفزيون.

دخل السر قدور الإذاعة ووضع بصمته حيث أوكل إليه مراجعة الأغنيات السودانية وترتيبها وكتابة أسماء الشعراء والملحنين وكانت أكثر من ألفي أغنيه.

وكان للراحل قدور اسهامات عديده في الكتابه الدراميه ايضا منها(زواج في القرية عام 1954 ، يوميات شعبان الأكول 1958, أهل العقود في راحة 1959)، كما لديه اسهامات مسرحيه ومنها (المسمار والرجل الذي يضحك أخيراً).

وفي مجال التمثيل شارك السر قدور في عدد من الأعمال: “جيت ليوم واحد” و”على عينيك ياتجار”، و”السنارة المحروسة” وبعض أعمال الروائي العالمي الطيب الصالح التي ترجمت إلى أفلام سنمائية منها “المريود وعرس الزين”. كما قام الراحل قدور ببطولة مسلسلات إذاعية رمضانية وهي (اللسان المقطوع 1960 ،الحيطة المايلة 1961 المقاصيف 1962).

وكان للراحل السر قدور بصمه واضحه في خارطة الشعر السوداني حيث كتب اجمل الاغاني وشكل ثنائايات مع عمالقة الفن وكانت من اجمل الثنائيات مع الفنان الراحل إبراهيم الكاشف في أكثر من عشرين قصيدة منها: (قصيدة قلبي انشغل بيه، أرض الخير 1958،المهرجان، ياصغير ،طار قلبي بجناح النسايم والشوق والريد.).

كما كتب للفنان العاقب الحسن “غني ياقمري”، و”اتلاقينا مره”، و”حيرني غرام”و، و”الحلو الأسمر ناداني”. وكتب للفنانة منى الخير قصيدة “تخاصم يوم”، وتغنى له الفنان صلاح البادية بأعمال “أولاد النيل” و”ست البنات” و”زي القمر” و”طول ياليل”.

ومنح المطرب كمال ترباس كل من اغنية « ياريت – بسأل عليك – نسيم شبال – فتاتي – عينك فيها شي يحير – الريد يجمع ويفرق – سايق دلالو علي» وللفنان أحمد الجابري أغنية نواعم ، واغنية حنيني إليك للفنان محمد ميرغني.

ولديه اسهاماته عديده ايضا في مجال الادب حيث ألف الراحل قدور عدداً من الكتب في الفن السوداني والمغنيين السودانيين منها: كتاب الفن السوداني في خمسين عام منذ 1908 إلى 1959 كتاب الحقيبة شعراء وفنانون وأحمد المصطفى فنان العصر، والكاشف أبو الفن، كتاب أمين التوم «رحلة في تاريخ الوطن» ،كتاب قراءة ثانية ،كتاب زمان الناس بالإضافة إلى ديوان لقصائده الغنائية حمل اسم “لشوق والريد”.

يعتبر الراحل قدور موسوعه توثيقيه شامله وهرم فني كبير، تأثر بأعمال الرواد الأوائل في فن الحقيبة وبوفاته فقدنا مدرسة متفردة من الزمن الجميل.

Comments are closed.