مصطفى ابوالعزائم يكتب: رحلة قصيرة.. عميقة الأثر!
قضيت ثلاثة أيام بلياليها في مدينة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أواخر ديسمبر في العام 2013 م ، بدعوة كريمة من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ، للمشاركة في المؤتمر الصحفي الذي يعقده المركز بمناسبة عشرينيته الأولى ، وبيان خطته للعام الميلادي الجديد، وكان المؤتمر حدثاً كبيراً إهتمت به أجهزة الإعلام المحلية وشارك فيه خبراء وباحثون ومختصون وأهل صحافة وأعلام من كل دول الخليج العربي، ومن بقية الدول العربية الأخرى، وصحافيون من مختلف أنحاء العالم.
في قاعة المركز الرئيسية التقيت بأخ وصديق وزميل عزيز لم ألتقِ به منذ سنوات ، هو الأستاذ الصحفي والشاعر والباحث محمد المهدي عبدالوهاب، الذي يعمل بالمركز ويقوم بأعباء سكرتارية التحرير لإحدى إصدارات المركز العلمية، وهي مجلة (آفاق المستقبل) كما إلتقيت بالأخ الاستاذ الصحفي والزميل حيدر طه، وعلمت منهما ان أحد أصدقاء العمر الأخضر ، الصحفي الكبير والزميل العزيز ، الدكتور مرتضى الغالي الجعلي، قد إلتحق آنذاك بالعمل في المركز ، الذي إنتقل إليه من جامعة عجمان، التي كان يقوم فيها بتدريس مادة الإعلام.
خرجت من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وهو مركز مختص بالبحث في كل مجالات المعرفة، ويرأسه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أصبح يمثل قدوة إنسانية وعلمية ومعرفية لكل أبناء وبنات دولة الإمارات العربية المتحدة، أقول أنني خرجت من المركز وعدت الى حيث أقيم في احد فنادق أبوظبي الحديثة، وهو فندق (ريتز كارلتون – أبوظبي) ، وجلست في بهو الفندق الكبير أتفرج على الداخل والخارج أو أمر بعيني على المعروض في فترينات العرض الجاذبة على واجهة المحلات الفخمة، التي تطل على حيث اجلس، ولفت نظري لافتة عن مؤتمر ينعقد وتجري فعالياته وجلساته بذات الفندق الذي أقيم فيه، ويحمل المؤتمر إسم ( مؤتمر أبوظبي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها) يستمر ليومين من(18-19) ديسمبر 2013م ، لم اكد أفرغ من قراءة اللافتة حتى وجدت من يربّت على كتفي ويرحب بي ويعرفني بإسمه ( بكري سيد سعيد) وانه سوداني يمثل الجهة المنظمة للمؤتمر ، وقدم لي نبذة مختصرة عن المؤتمر ، مشيرًا الى أن هناك عدداً من السّودانيين والسّودانيات من أعضاء هيئات التدريس في المدارس الأجنبية الخاصة، يشاركون في المؤتمر ، وطلب الى ان أتعرف على هذا العمل الكبير ، وان أشارك معهم بحضور إحدى الجلسات، وقد فعلت .
الذي أردت أن أقوله أو أكتب عنه هو اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها بأمر المعرفة والبحث العلمي وتطبيق مخرجات هذه المؤتمرات، على الواقع ، وهو ما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة (تقفز) ألف خطوة نحو المستقبل ، لانها اعتمدت على بناء الانسان بالتأهيل والتعليم والتكوين والتدريب ، وتساءلت عن الأسباب التي تحد من استفادتنا من كل المراكز البحثية والعلمية التي قامت في بلادنا منذ أمد بعيد، ولماذا لا تنجح حكوماتنا في الإمساك بالكوادر المختصة ، ولا تستفيد منها، ونحن في امس الحاجة الى إعادة صياغة الوجدان المعرفي ، الذي هو بحق وسيلة التغيير الى الأفضل؟
تذكرت حديثاً قاله لي صديق كان عائداً لتوّه من مصر الشقيقة ، اذ قال لي إن تلك مصر إستقبلت خلال عامنا الميلادي ذاك ثلاثة عشر ألف مهاجر سوداني في مختلف التخصصات ، الأمر الذي يحتاج الى مراجعة عاجلة للسياسات والتوجهات، خاصة إذا ما هاجر بالفعل- ممن هاجر- أولئك الذين وجب عليهم ان يستريحوا على (كرسي القماش) أي الذين تجاوزوا الستين.
أستعيد ذكرى تلك الرحلة بمناسبة وجودي هذه الأيام في هذه الدولة الناهضة التي تخطت الحواجز ، وتجاوزتها نحو المستقبل ، وقد طفت بمدينة أبوظبي في زياراتي هذي، فكانت مدينة جديدة، تختلف في كل زيارة أقوم بها ، وآخرها كانت لحضور كلاسيكو هلال مريخ .. وهو ما سيمنح صاحبكم مدخلاً ليكتب عن رحلته هذي ومشاهداته المدهشة في عالم إسمه الإمارات يتغير كل حين إلى الأفضل .
Email : sagraljidyan@gmail.com٧
Comments are closed.