ياسر الفادني يكتب: كتاحة في ضرا الخواجة فولكر !
(الضرا) الذي نعرفه هو قيمة سودانية أصيلة تكون في رمضان يتداعي لها أهل الشارع في كل حي أو قرية ، الكل يحمل صينيته ، فيها مالذ وطاب وفيها إجتهاد الأمهات والأخوات ، هذه الصينية فيها تسابق في الخيرات وفيها إظهار لمعدن السوداني الكريم، هي للغاشي والماشي وللضيف ولعابر السبيل ، قيمة تقام فعالياتها كل يوم في هذا الشهر الكريم علي الهواء الطلق تبدأ بتكبيرة الأذان وتنتهي بالصلاة المفروضة وبعدها تبتل العروق ويذهب الظمأ ويثبت الأجر إن شاء الله.
ليلة السبت الفائت أقيم فيها ضرا، ليس علي الهواء الطلق ، تداعي له شخصيات سياسية ، لم يحمل أحدا صينيه ولا عمود ! ، ولم يفترشوا الأرض ، ولم يسمعوا ما يدور في الشارع من أصوات العربات أو أصوات الدواب التي تريد أن تخلد إلي الراحة ، وحتي الآذان لم يسمعوه علي الهواء مباشرة إلا عبر وسيلة مساعدة ، الضرا هو ضرا الخواجة فولكر والذي كان مكانه فندق السلام روتانا.
الضرا وما فيه من فعالية وما فيه من (مطايب) يبدو أنه رتبه الخواجة فولكر وحلف طلاق أن يدفع الفاتورة برغم مشاركة ود لبات له وظهوره في هذا الإفطار وما اظنوا دفع حاجة ولا حلف طلاق !
الذين شاركوا في هذا الضرا مجموعة من الشخصيات السياسية وبعض من مكونات المجتمع المدني وأسر الشهداء، أبرز الشخصيات هم من مكونات الحرية والتغيير التي تفرقت شذر مذر وحدث بينهما طلاق تلاته و(فكوا بيت الإيجار) الذي كان يجمعهما وأجر كل واحد منهم بيتا ، ع الشفيع خضر ، منتصر الطيب، ابراهيم محمد زين وحيدر الصافي ممثلين للحرية والتغيير القوي الوطنية ، شاركت مريم الصادق المهدي ممثلة الحرية والتغيير المجلس المركزي إضافة إلي ممثلين الجبهة الثورية والحرية والتغيير الميثاق الوطني ودكتور التجاني السيسي ممثلا لتحالف نهضة السودان.
أطراف متشاكسون جلسوا في إفطار عمل، كلهم ليسوا علي قلب رجل واحد ، بعد أن ابتلت العروق وذهب الظمأ الجسدي لكن يبدو أن ظمأ الاختلاف لم ينتهي وعروق التوافق لم تبتل ظهر التوتر في بداية اللقاء لمداخلة مريم الصادق المهدي التي اتهمت الحرية والتغيير الميثاق الوطني بالضلوع في الانقلاب الأخير مما دفع اعضاء الميثاق الوطني بالرد علي اتهاماتها وكادت المنصورة أن تشنقل الريكة وتجيب الكتاحة، الغريب في الأمر أنها شكرت فولكر علي تقريره الشفاف الذي قاله في محلس الأمن لكنها غادرت اللقاء قبل نهايته.
المبادرة الأممية التي جاء بها فولكر ودخل فيها الإتحاد الافريقي ممثلا له ودلبات وصارت هجينا بينهما ، ثنائيان يغنيان كل واحد منهم يحمل( الرِق) لكن (غناهم) أشتر حتي المصفقاتية والكورس فارقين زمن طويل ! ، المبادرة الآن أصبحت زي (صقع الجرة) كل مرة (تلاك) ولا جديد ، كثرت الآليات جلسات مغلقة ودعوات لجهات واخيرا تنفيذ هذا الضرا ولا جديد يذكر بل ماض يعاد ويتكرر، كيف يتم وفاق وطني وتكون ملاسنات بين الجالسين ويحدث الهرج الكلامي والحرد السياسي !
نداء لكل الحادبين علي مصلحة هذا الوطن ونصيحة مني ، الغريب لا يصل بكم إلي توافق ولا يحل قضيتكم ، التوافق يحدث بينكم دون تدخلات إن تصافت النفوس وصدقت النية ونبذتم الخلافات ورميتهم مرارات الماضي في القمامة بعيدا وتناسيتم ذلك، لا خير في الخواجة فولكر ولا خير في ولد لبات، الخير فيكم أنتم فتعالوا جميعا إلي كلمة سواء لا تقصوا أحدا فالوطن للجميع والوطن يسع الكل وقولوا للغريب: ياغريب يلا لي بلدك ولملم عددك ، اني لكم لمن الناصحين اللهم قد بلغت فاشهد .
Comments are closed.