«من أعلى المنصة» ياسر الفادني يكتب: اكتر بلد عاشق النبي

63

يا.. كل مقاييس الرسم في الدنيا شرقي غربي.. حاتلقي شعبنا بالإسم اكتر شعب عاشق النبي، كلمات نظمت في لحظة تجلي عشقى عنيف وعفيف لأفضل من خلق الله من بشر علي وجه البسيطة هو النبي صلي الله عليه وسلم ، كتب هذه الكلمات العالم العلامة عاشق الحبيب الشاعر الراوي المادح خالد أحمد المصطفي ، خالد المصفي رحمه الله هو صاحب مكتبة ضخمة لمدح حبيب الوري، اجتهد في جمع هذا الإرث العظيم لسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم ووثق لها في قمره الهاشمي السامق، استلهم كتاب المديح والملحنين والمداحين في صناعة هذا الأدب السوداني الخالص بالمفردات العامية واللغة العربية.

مدحة (مقاييس الرسم) التي أداها المادح محمود عبد العزيز وابدع في أداءها وطهر حنجرته الصوتية بذكر صفات المصطفي والصلاة عليه، لعل هذه القصيدة تعتبر من عيون الشعر السوداني في مدح الرسول لما جمعته من محسنات بديعية واوصاف جميلة جسدت الشوق لرؤية الحبيب عند زيارته له في قبره، هناك ثمة صداقة طاهرة وجميلة جمعت بين الراوي خالد المصطفي والمادح محمود عبد العزيز ظهرت هذه في كتير من الأعمال الخالدة التي تمجد وتوصف شخصية وخلق سيدي الماحي الشفيع يوم القيامة.

خالد أحمد المصفي يعتبر من الموثقيين لسيرة النبي مدحا سودانيا خالصا كيف لا وهو تلميذ لشيوخ أجلاء تعلم منهم أمثال الراوي البرعي والراوي حاج الماحي علي سبيل المثال لا الحصر، لعل المديح السوداني فيه درر كلامية عجيبة في محبة الرسول وفيه توخي الأخلاق الكريمة الفاضلة التي أتت بها الشريعة السمحاء وجسدها الرسول صلي الله عليه وسلم تخلقا وخلقا.

للذي لا يعرف أن الموسيقار الكبير أنس العاقب نال درجة الدكتوراه في عام 2006 من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا عن رسالة بعنوان (الخصائص اللحنية الإيقاعية في موسيقى الطرق الصوفية في السودان) ، أبدع في هذه الدراسة وقدم عصفا ذهنيا علميا زاخرا في علوم المديح السوداني، هذه الدراسة تعتبر مرجعا عظيما لفن المديح السوداني موجودة الآن في المكتبات السودانية وفي مكتبات الجامعات الألمانية.

الراوي الراحل المقيم خالد أحمد المصطفي جعل عصارة حبه لشخص النبي في هذه المدحة الجميلة.. جزم فيها بصدق أن شعب السودان بلا منازع هو في الريادة والسبق حبا للنبي صلي الله عليه وسلم ..
لو لموا ناس الدنيا يوم في ساحة كلها واقفه.. أتقدمت كل الشعوب وحكت شعورا بلا جفا.. حا نلقي في آخر المطاف دون أشتراك ومناصفا.. هذا الوطن بحب نبينا المصطفي .
ياله من وصف عجيب حتي الجمادات وكل الأشياء تموت عشقا في حب النبي..
لموا الطواقي مع العمم والجود والهمم.. القهوة والشاي والشلوخ النيل وطورية وقلم.. الحلة والسوق والشمس القمرا ألوان العلم …كل حاجة بتقول يا النبي وتصلي لي هادي الأمم.

ختم الراوي خالد أحمد المصطفي هذه المدحة بكلام فيه نصائح اتمني آن يعيها السياسيون في بلادي وهي بمثابة خارطة طريق تودي لطريق الإصلاح السياسي حينما قال:
من شرقنا لي غربنا لمة جنوبنا مع الشمال.. لو كنا مختلفين شديد سيرة النبي بتمحي الجدال..

الا رحم الله الراوي خالد ورحم الله المادح عاشق الرسول محمود عبد العزيز وربنا يرحمهما بقدر ما قدما من عشق لحب الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، إذن صلوا علي حبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم وزيدوه صلاة .

Comments are closed.