ياسر الفادني يكتب: اللالوبة جَرْجَرتْ تُوبَا في أمدرمان !

244

لا تُذكر اللالوبة إلا في كل جميل، واللالوبة مفردة سودانية خالصة يحبها الشعب السوداني وكلمة لها دلالاتها الخاصة والمحببة، حتي في الأمثال السودانية الخالدة ذُكرت كقيمة لا تقدر بثمن (لالوب بلدنا ولا تمر غيرنا)، ولم يغفل عن هذه المفردة ذات الجرس الموسيقي لفظا وذات المعني سحرا وذات الحلاوة طعما رواة مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم حينما قال الشيخ المكاوي وانشد مدحا وذكرا وقال: (لا لوبة ليلك جن.. معشوقك أوه و أَنَّ)، اللالوبة شجرة عابدة لربها، ثمرتها يصطحبها سمار الذكر ومحبي الرسول صلاة الله عليه، لا لوبة جَرجَرت توبا جمالا وزهوا وفخرا وخيلاء.

فعالية إفطار مجتمعي راقي تمت بالأمس بقاعة مركز الشباب والأطفال بأمدرمان، ليس إفطارا فحسب ابتلت فيه العروق من الظمأ بل كانت قيمة سمحة اجتماعية فريدة ثبت أجرها إن شاءالله فريدة من نوعها، كانت تواصل أجيال، كانت كلها إبداعا ومبدعين مدحوا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وتغنوا بالجميل الذي عطره وسحره كان أخاذا، ادخلوا البسمة والفرحة والقهقهة الراقية في نفوس من حضروا، بالأمس ليس إفطارا فحسب بل كان عرسا بهيجا ظهر في سماء أمدرمان ملهمة الشعراء وقبلة المبدعين، كانت ليلة بطعم اللالوب ونبض الشعر الأصيل وموسيقى الفن الأصيل.

شراكة ذكية وجميلة وراقية جمعت بين إذاعة السلام تلك الإذاعة المتخصصة في ترسيخ ثقافة السلام في هذه البلاد، الإذاعة ذات الانتشار الواسع سماعا ومتابعة شراكة جمعت بينها وبين قروب لالوب بلدنا هذا القروب الذي يمكن أن نصفه بأنه لمة كل أهل السودان تحت ظلال هذه الشجرة الوارفة الشجرة الطيبة التي لا تُعطي إلا طيبا، هؤلاء الشركاء اجتمعوا بالأمس في لوحة فريدة دهشتُ لها وأنا انظر لمن حولي هم (رسمة) جميلة للسودان المصغر في هذه الفعالية لو دخلت في سبر اغوار هذه اللوحة الفريدة تجد فيها السماحة والطيبة والنشاط والتسابق في الخيرات وخدمة الصائمين، إنها جد لقيمة عظيمة لا تجدها إلا في هذه البلاد وترابط اجتماعي يحتذي به حبا لهذا الوطن وحبا لمن يطأ علي أرضه وتوافق اجتماعي عظيم علي قيمة واحدة وعالية اتمني آن يستفيد منه السياسيون في بلادي.

الرضية النويري بت الخوجلاب واحدة من الشامات والقامات النسائية التي تمتلك الاصالة وتفتخر بحب هذا الوطن وتخدم من في هذا القروب الراقي بل تبذل الغالي والنفيس من أجل مساعدة اخوانها وأبناءها وبناتها، مثلها الكثيرون اقولهم هنا علي سبيل المثال لا الحصر الإعلامي الضليع الأستاذ عبدالباريء العجيل، العمدة عادل كما يلقب بعمدة اللالوب، المبدعة كيجا والمتالقة نادية والفخيم الرخيم الكردفاني والنحلة الزعيم أبوبكر وغيرهم كثيرون شنفوا اذاننا بالأمس وتفانوا في ذلك لهم جميعا والذين لم اذكرهم مني كل التحية والتقدير.

للذي لايعرف قروب لالوب بلدنا هو قروب مجتمعي كبير وهو مثال للسودان المصغر، قروب درج علي إقامة هذه الفعالية سنويا مع اذاعة السلام، هو قروب فيه قيمة الإنفاق العظيمة وتعظيم الرموز فيه التي وصلت إلى هدايا وما اعظمها حين تهدي لاخيك الرمز في هذا القروب تكلفة عمرة كاملة بجهد ودفع من أعضاء القروب لاكرام الأخ وتقديم الجميل له دون من أو اذي.

اشكر حقيقة الذين قدموا لي هذه الدعوة والذين اعرف أسماءهم لكن لم أراهم إلا بالأمس في هذه الأمسية البهيجة، التحية لاذاعة السلام وكل التيم الذي يعمل بها، والتحية لكل من حضر علما بأنني رأيت شابا أتى من مدينة الدندر لحضور هذه الفعالية، شكرى لأنكم نقلتموني من الكتابة في السياسة (ام بنايا قش) ! التي تعودنا عليها كصحفيين إلى الكتابة في المبني الثابت والمعني الذي يفتخر به كل سوداني فيه القيم السمحة المجتمعية التي لا تنتهي وإن قسي علينا الحكام، قيم أكاد أجزم تماما أنها لا تنتهي ولن تتلاشى في منهج هذا الشعب العظيم.. وعلي بالطلاق ياهو دا السودان .

Comments are closed.