نجلاء صالح تكتب: العيد دعوة للفرح والتفاؤل والرضا

162

إن الرضا يعد كنز من كنوز الحياة، فأي شخص يعيش قنوعاً وراضياً سوف يظفر بالسعادة والراحة، كما أن الشعور بالرضا ليس بحاجة لأمور عظيمة، فيكفي فقط النظرة الإيجابية والمتفائلة، وأن يقتنع الإنسان بما عنده، وأن يؤمن الشخص بأنه غني بذاته ونفسه، وعلى الانسان أن يعلم بأن الرزق بيد الله عز وجل، فمهما كان سعيه فإنه لن يحصل له إلا ما كتبه الله تعالى.

هناك بعض الاشياء السلبية في مجتمعنا للاسف وهي المقارنه مع الآخرين، فالمقارنة فخ تقع فيه الكثيرات والكثيرون سواء تعلق الأمر بالجمال أو التقدم الوظيفي أو من ناحية مالية او شكل المنزل ومحتواه او امتلاك سيارة.
الحياة ليست مسابقة: من يقع في فخ المقارنة ينسى حقيقة مهمة وهي أن الحياة ليست سباق مع الآخرين، يقول الأطباء إن الجهد المبذول في المقارنة مع الآخرين، يضعك تحت ضغط عصبي كأنك في حالة منافسة دائمة وهو أمر يعني التوتر العصبي المستمر.

من يشغل نفسه بمتابعة أحوال الآخرين، يضيع على نفسه فرصة الاستمتاع باللحظة الراهنة وما تهديها له، وهناك مثل يقول من راقب الناس مات هماً.
عزيزتي وعزيزي لا تقارن نفسك بغيرك، فالأرزاق مقسمة ولا لأحد يدٌ فيها واعلم ان لديك حياة وظروف ونصيب وقدر خاص بك لا يشبه غيرك ووضع مختلف تماما عن غيرك
فلا تقارن حياتك بحياة الاخرين، لذلك لا تحسد أحد لنعمة أعطاها الله له، فأنت لا تعلم ماذا أخذ الله منه، ولا تحزن إذا أخذ الله منك شيئاً، فأنت لا تعلم ماذا سيعطيك الله بدلاً منه، ارضى بما قسمه الله لك واشكره على نعمته تكن اغنى الناس.

يقول نبينا الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: “من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها”. الانسان يحب ان يكون على يقين بأن الله سبحانه وتعالى قسم الأرزاق بين العباد، وأن لا أحد يستطيع أن يأخذ زيادة عن رزقه حتى لو جرى في الأرض “جري الوحوش”، ولا يمكن أن ينقص رزق أحد، مهما كان جبروته.

كلها ساعات ويستعد المسلمون في شتى أنحاء العالم إلى استقبال عيد الفطر المبارك، وتوديع شهر رمضان المبارك راجين من المولى عز وجل أن يتقبل منا ومنكم جميعا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقاء الشهر الكريم بفضله سبحانه وتعالى.

علينا ان نستقبل العيد بالفرحة والرضا التام والتفاؤل بالخير والسعادة، فبعض الناس يحولون فرحة العيد رغم قداسته الى سلسلة من الهموم والأحزان وعبئاً ثقيلاً من المتطلبات والالتزامات ومشاكل اسريه لا داعي لها.

ارتفاع الأسعار اذاً وعدم الرضا بالمعقول والمقارنات السخيفه والمحاكاه بدون مراعاة للظروف هو ما يوقع الكثير من الأسر في مشاكل، عزيزي القاريء لا تُحمل نفسك ما لا طاقة لها به ولا تنظر لها بمثالية بل كن واقعياً، وعش وفق إمكاناتك وقدراتك وتقبل نفسك كيف ما كُنت، و اعلم أنّك لست في سباق مع أحد.
فالعيد عيد العافية والمهم أولاً وأخيرآً هو السعادة الروحية والإحساس الصادق بالفرح والعمل على مشاركة الآخرين هذه الفرحة، دعونا نستقبل العيد بوجه بشوش وبقلوب ممتلئة بالرضا والسعادة.

كل عام وأنتم بألف خير أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير.والبركات، أدام الله علينا وعليكم الأعياد دهوراً، والبسنا وألبسكم من تقواه نوراً،، عيد مبارك.

Comments are closed.